| مقـالات
كثيراً ما يعشق الناس التحدث عن انفسهم وكثيراً ما يبحثون عن ذواتهم وصورهم الشخصية في عيون الآخرين ليعرفوا اكثر ويلموا اكثر بإيجابياتهم وسلبياتهم وهذا طبعاً اذا كانوا من الأفراد الأسوياء!!
اذاً فمعرفة الذات والكشف عنها أمر اعتقد انه ضروري فالفرد اذا اراد ان يعرف ذاته فهو يختبرها عن طريق قبول الآخرين له ورأيهم فيه وفي سلوكياته وافعاله واحياناً قد يختبر ذاته عن طريق لهفته على الاجابة على بعض الاسئلة النفسية التي تعطيه اطلالة على شيء مما يخفى بداخله ومن هذه الاسئلة ماهو معنون ب(كيف تعرف نفسك) او (هل انت انسان قيادي؟) او (هل تفكر جيداً؟) وغيرها وغيرها الكثير حتى اصبحت هذه الاسئلة احياناً نقطة عبور كبرى للقارىء وهي ايضاً نقطة قوية في ترويج بعض المجلات وذلك لان اقبال الافراد عليها اصبح اقبالاً كبيراً على الرغم من ان بعضها لم يصل للحد العلمي الذي يقيس الذات بل تغلب عليه الترفيهية ولكن بين هذا وذاك تظل نقطة هامة الا وهي كيف يعرف الفرد ذاته؟! وهل من السهل فعلاً ان يضع يديه على الموضع الحقيقي لباطن شخصيته,, في الواقع الامر ليس سهلاً كما يظن البعض فهو يتطلب المزيد من الجهد والمزيد من الزمن وحتى بعد هذا كله فلن نقول انه سيصل للصورة الحقيقية بكافة حدودها وابعادها!!
ولكن نقول ان هناك معادلة قد يسهل بها الموضوع ويستخدمها الافراد الاسوياء في الكشف عن ذواتهم الا وهي اهمية ايجاد نقاط الاشتراك بين ما يعتقد الفرد وما يعتقد الآخرون، واذا استطاع الانسان ان يتلمس هذه النقطة اويحققها فإنه بذلك يكون قد نجح فعلاً في معرفة قانون الكشف عن الذات!!
اذاً هذا يعني ان الشخص لديه بعض الافكار الايجابية والسلبية عن نفسه كما ان الاخرين لديهم ايضاً الصفات السلبية والايجابية عن هذا الانسان,, ولكن اذا طابقت الصفات الايجابية والسلبية بعضها البعض في كل من اعتقاد الفرد واعتقاد الآخرين نقول ان هذا الشخص يدرك او يعرف ذاته شريطة ان تبتعد نظرة الآخرين لذات هذا الفرد عن المجاملات والجوانب المزيفة وكلما استطاع الفرد ان يصل لنقاط مشتركة اكثر بين الجانبين كلما استطاع فعلاً أن يكشف عن ذاته ويظل الامر نسبيا بين الافراد!! وهذا يعني انه لايوجد منا من نستطيع ان نقول انه متأكد من ان كل صفاته صغيرها وكبيرها سلباً وإيجاباً هي صفات حقيقية تندرج تحت ذاته وانما قد يدخل مايسمى ب فروق الحكم بين هذا وذاك لأن القرار ليس نهائياً اعتماداً على ذات الفرد التي لاتعد ثابتة بل تتغير وتتحرك، تبدل وتحرك الظروف المحيطة بالفرد,, ولكن هل نستطيع فقط ان نؤمن بمبدأ الكشف عن الذات كمبدأ قبل كل شيء؟!
احياناً قد يكون الامر مريراً إلا انه ضرورة لابد ان نسلكها لنحقق انفسنا داخل مجتمعاتنا ونحقق أيضاً لانفسنا الصحة النفسية التي نرجوها!!
|
|
|
|
|