المؤامرة ,, تلك المفردة التي ينفثها العرب كفقاعة صابون,, يقولونها وما تلبث أن تفرنقع وما يتبقى منها سوى منمنماتها التي تبلل أنوفنا حين تسقط عليها، نكررها حين الفشل وننفخ منها المزيد حين الرسوب.
إن أخفقنا قلنا مؤامرة وإن نجحنا قلنا نحن!
المؤامرة ,, شماعة بالف قرن نعلق عليها حمقنا وأخطاءنا وأنانيتنا,, وفي المقابل الصفحة البيضاء نحن!
والمؤامرة ,, مفهوم قديم ظهر منذ أن عرف الإنسان الأول القلم أدان المؤامرة وبرأ نفسه وقال: أعداؤنا يخططون تحت قنديل .
المؤامرة ,, ممارسة,, لا,, بل عادة أضحت جزءاً من شخصيتنا ندخنها عبر سيجارة رايقة ونفعلها كعرجة متكررة ونقولها كلزمة تتخلل كل حديثنا.
عقب ذلك بتنا مثل سمك القرش الذي يخطئ ولا يعترف بخطئه أو مثل قط صعلوك لا يعترف بالسبب والمسببات,, يسير في الليل ولا يعبا بالسيارات التي توشك أن تدهسه, أما اللوحة التي كتبت بخط كوفي فتقول: هل ثمة من يتآمر علينا أم نحن الذين نتآمر على أنفسنا اللوحة أسقطها رجل أهوج لأنها تسأل عن حقيقة مركزية.
|