| فنون مسرحية
لقد سعدت كثيراً عندما تلقيت دعوة للمشاركة في صفحة فنون مسرحية بهذه الجريدة بمناسبة اصدارها لأول ملحق مسرحي محلي وليس مصدر سعادتي هو كون الدعوة جاءت من الجزيرة فقط ولكن ايضا لأنه تأكد لي بالدليل القاطع اننا نحن المسرحيين لم نعد وحدنا في هذه الصحراء الفنية التي عانينا من السير فيها دون ان نجد من يمد يده لنا,, بعد ان أجدبت صحراء المسرح كصحراء نجد هذه الأيام وبعد ان رأينا بأم اعيننا ان كثيرا من محرري الصفحات الفنية والمشرفين عليها قد لبسوا على أعينهم نظارات الأغنية فهم لا يرون الا الاغنية والاغنية فقط! لكننا الآن وجدنا من يوصل لنا صوتا كان في الماضي يذهب في كل الاتجاهات ويضيع دون ان يرتد رجعه الينا كما يقول الشاعر الشعبي (مثل الهوا مع كل ريع يضيعي) وسيصل عبر الجزيرة وصفحتها الفنية التي كانت دوما قريبة من قرائها وعلى مستوى المسرح كانت قريبة ايضا حيث نجد دائما أخبار مسرحيينا على صفحتها الفنية منذ زمن بعيد وكانت تلك الأخبار والمتابعة لما يدور في الساحة مما يعرف المسرحيين على بعضهم وعلى نشاطاتهم,, اننا نبارك كمسرحيين وجود هذا الملحق الأسبوعي الذي ارجو صادقا ان يجد مادة مسرحية تسنده وتملأ صفحتيه بالمسرح حتى يشعر بالتخمة في ظل هذا الكساد المسرحي، ولان الملحق مسرحي فدعونا نتكلم عن المسرح الذي سنحت له هذا العام فرصة كبيرة ان يظهر على الساحة كأحد الانشطة حيث يمكن له ان يبرز وجها ثقافيا مهماً عن عاصمتنا الثقافية (الرياض) لكنه مع الأسف لم يدع الى الوليمة وذهبت رقاع الدعوة للكثيرين ومرت من امام بابه مشيحة بوجهها عنه,, وهذا بلاشك احزنه وزاده هما إلى هم لانه كان ينتظر مثل هذه المناسبة بفارغ الصبر لعله يتمكن من لفت الأنظار اليه وعن أهميته لمن لا يعتقدون ذلك ولكن أولئك الذين يعتقدون ويجزمون بعدم أهمية المسرح صمموا على اعتقادهم وهم سائرون في هذا الطريق في عدم اعتبار المسرح أحد عناصر الثقافة والترفيه لذا فالمسرح حزين في هذه السنة التي أمطرت نشاطاً على الشعر والقصة والفنون التشكيلية والمحاضرات والندوات الثقافية والشعر الشعبي والكتب والمكتبات بل حتى مباريات الحواري لعبت احتفاء بالرياض بل ان بعض الجهات قد قامت (بتجيير) كل نشاطاتها الروتينية الهام منها وغير الهام (جيرتها) لصالح اختيار الرياض عاصمة للثقافة، لقد لبست الرياض ثوب العروس الذي تستحقه ورقص في عرسها الراقصون من الأحباب والأقراب ولكن المسرح جاء في ذيل القائمة بل الصحيح انه لم يحظ حتى بشرف ان يكون في ذيل القائمة! فلم تقدم اية جهة عرضا مسرحيا او مهرجانا مسرحيا أقيم وخطط له ليكون لهذه المناسبة,, وعزاؤنا ان الجزيرة في هذا العام التاريخي الذي يوافق اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية ويوافق عام 2000 جبرت خاطر المسرح والمسرحيين وقررت ان تقف مع المسرح في سنيّه العجاف وهذا بلاشك جاء من نظرة ثاقبة لدى المسؤولين فيها عن أهمية المسرح ودوره في المجتمع، وهو كما احسب سوف يتحرك دولابه كثيرا وربما سيكون الجزء الترفيهي منه طاغيا بعد هذا الاهتمام الكبير بصناعة السياحة في بلادنا واخوف ما خاف عليه ان يتقاطر عليه المنتفعون والتجار ليكون سلعة سياحية فقط يفرغونها من مضمونها ليصبح وعاء للتهريج وليس للثقافة والترفيه,, واتمنى له ان يصبح مشاركا جادا في السياحة الداخلية وهو قادر على ذلك,, ختاما تحية للجزيرة على هذه الوقفة وعلى المسرحيين ان يقفوا ويرفعوا ايديهم (تعظيم سلام) للجزيرة ثم يتحركوا أكثر لممارسة العمل المسرحي فلعل سنوات الانتظار التي مرت أكدت ان الانتظار ربما سيطول ولابد من ان يعمل بشكل أكثر جدية خاصة وانه الآن اصبح لهم (ملحق) يجتمعون به ولعله يأتي يوم يتوسع الملحق ليصبح عدة غرف وصالة بعدد ان يتكاثر المسرحيون ويتسع نشاطهم.
|
|
|
|
|