| فنون مسرحية
يتواصل حديثنا هذا الأسبوع مع المخرج سمعان العاني الذي يؤكد في هذا الجزء سلبية التلفزيون في التعاطي مع المسرح السعودي بصورة حجبته عن الجمهور، ويتعجب من اقفال شعبة المسرح بجامعة الملك سعود ويصفه بالقرار الخاطىء .
* ألا تعتقد أن الأمر يحتاج الى حرية إبداعية ,,, ؟
نعم أؤكد هذه الحقيقة,, بدون الحرية الإبداعية وليس (الحرية المطلقة النابعة من نزاعات شخصية قد تكون مريضة وموجهة لهدف ما ) لا يتطور الفن عموما والمسرح خصوصا الفن إبداع في الكلمة، الشكل، العناصر، التنفيذ، والانتاج، الإعلام والدعاية، فالحرية الإبداعية الفنية تخلق فنا جميلا هادفا له رسالة إنسانية عامة.
* هل انتجت الأعمال التي يقدمها مسرحنا فعلا حضاريا؟
حقت جزءا من الفعل الحضاري كما قلت فالمسرح محرك ذهني وعاطفي لكثير من المبدعين والجمهور فكانت المساهمة فيه والعمل به ونؤكد مرة أخرى ليتحول المسرح الى قضية اجتماعية ثقافية رسمية يخطط له ويوجه التوجيه السليم فيكون فعلا حضاريا ذا قيمة فاعلة للبناء وما ظهور الشباب المسرحي الجديد في مختلف المدن وكذلك الفرق إلا تأكيد للحقيقة من أن المسرح له الدور المستقبلي في الحركة الحضارية على جميع المستويات.
* كثيرا ما يقدم تلفزيوننا أعمالا تلفزيونية ضعيفة ولكنه عندما يأتي الحديث عن المسرح فإنه يشدد في الجودة والتميز,, كيف نفسر هذا التناقض؟
مع الأسف الشديد ان التلفزيون كان ولا يزال يتخذ الموقف السلبي من المسرح السعودي، وكان الأجدر بالتلفزيون ان يكون رائدا لحركة مسرح التلفزيون وينتج اعمالا مسرحية للتلفزيون بدون جمهور وفيها العنصر النسائي كما في المسلسلات والسهرات الدرامية,, على اعتبار ان هذا لا يتواجد على خشبة المسرح فالتلفزيون هو أكثر مرونة وأكثر إمكانية في دعم الحركة المسرحية فهو أوسع انتشارا في توعية الناس بالمسرح وتقديم المسرحيات الجيدة المحلية والعربية هناك نقطة أخرى وهي ان التلفزيون يعرض بعض المسرحيات العربية التهريجية التجارية لس فيها لا مضمون ولا شكل ومع ذلك يعرضها بل ان هناك مسرحيات محلية سعودية أكثر جودة وقيمة مما نشاهد.
* يتهم البعض مسرحنا بأنه مسرح مدرسي,, الى أي حد يمكن ان تثبت هذه التهمة؟
هذا الاتهام شبع منه المسرحيون بل واتخموا، فهؤلاء الذين يتهمون الحركة المسرحية السعودية بالمدرسية وهي التي تعرض محليا وتشارك خارجيا, اقرأ الآتي: يعترف عدد كبير من الاساتذة ونجوم المسرح العربي بأن جوائز المهرجانات بجب ان تعطى للمملكة دون منازع,, لانهم لا يتصورون ان يكون هناك مسرح في ظروف غير سليمة وغير مكتملة العناصر ولا تتوفر امكانات الإبداع المسرحي والجميع هواة وليس محترفين,, ومع هذا ينحتون بالصخر من أجل إيجاد مسرح واستمرار تواجده).
هذه شهادة يسمعها جميع من يشارك بل ويثنون على التطور الواضح للكلمة والتمثيل والاخراج وغيره من مشاركة الى أخرى,, انا ادعو هؤلاء الذين يقولون ما لا يفعلون ان يتفضلوا ويقدموا لنا البديل من مؤلفين ومخرجين وممثلين ويعرفونا بالمسرح غير المدرسي, علما ان المسرح هو المسرح كل حسب المستوى والهدف,, كما هو الأدب ليس هناك أدب رجل او أدب امرأة,, القضية هنا تحتاج لنقاش طويل.
* هل تعتقد ان أساليب الإخراج المتعثرة اسهمت في شيوع هذه التهمة؟
التهمة عندما توجه لجزئية من المسرح فهذا غير مقبول عمليا؛ لان المسرح عمل جماعي والكل مسؤول ومهم بتواجده من نص وممثل ومخرج وغيره، هل تستطيع ان تفكر وتبدع والعناصر غير مكتملة؟ اسلوب الاخراج ينبع من سياق النص ويقترن بإمكانية الممثل ويتشكل مع العناصر الأخرى فيتوحد العمل فيكون العرض المسرحي.
* يرى بعض المهتمين بالمسرح لدينا ان وجود المسرح بهذا الشكل يعد انجازا عظيما لأن ذلك تم ونحن لا نملك معاهد مسرحية؟.
هذا صحيح وقد ذكر ذلك في بعض الأجوبة, عندما نقول ان المسرح السعودي يعمل ولم تكتمل عناصره للنهوض به بسرعة مواكبا للتطور السريع في المجالات الأخرى ومنها الحركة الرياضية كمثال يبقى ناقصا, تعرف ان المواهب بدون دراسة وصقل وتوجيه ذاتي او رسمي لا تكتمل فيها جوانب الإبداع.
خذ مثلا ما حدث في جامعة الملك سعود عندما انشئت شعبة المسرح ثم اغلقت أليس هذا اجهاضا يحد من تطور ونمو الحركة المسرحية بكوادر متخصصة دارسة متدربة, ألا تستغرب من الجامعة وفيها الاساتذة والعلماء والمثقفون ويحدث مثل هذا الأمر! أليس هذا تناقضا عندما تدرس الصحافة والتلفزيون والإذاعة في كلية الإعلام ويغلق المسرح, كان من الأجدر توجيه الطلبة وإقناعهم بجدوى وأهمية المسرح، لان الجامعة تعتمد إعلاميا على الحفل الختامي للانشطة الثقافية والفنية للكليات وهذا مناقض آخر لسياسة الجامعة تجاه المسرح السعودي.
* كيف تقيم دخولنا في المسرح التجريبي؟
تقييم مشاركة المملكة بالمسرح التجربيي لها فوائد كثيرة ظهرت عند كثير من الأخوة المبدعين والعاملين في المسرح ففيها الاطلاع والتعلم ومواكبة حركات التجديد للمسرح العالمي.
الحصول على الجوائز وهذا المهم في السؤال على ما اعتقد ليس بالضرورة ان تفكر بالجوائز وانت تحت ظروف من العمل الناقصة وتحت تقصير الجهات المسؤولة عن المسرح, النشاط الإبداعي يجب ان ترافقه كثير من الأمور وتتوفر له كل الامكانات والعناصر حتى يصبح منافسا لتحقيق الجائزة.
رغم تشكيكي بتقييم اعضاء اللجان للمهرجان فهم يخضعون لسياسات معينة,, أقرأ هذه الحكاية.
أخبرنا أحد الاخوة المسؤولين للفن في المهرجان التجريبي من ان المملكة لها جائزة سوف تحصل عليها في سنة من السنين، واتمنى ان تكون أنت مخرج ذلك العمل,, هذه حكاية قيلت بحكم الصداقة, فما رأيك في هذا ,, وما هو تقييمك للمهرجانات.
|
|
|
|
|