| العالم اليوم
تتسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية منبئة بمتغيرات مهمة في تقديرنا ستكون إيجابية إن أحسن الفلسطينيون استثمارها.
أولى هذه الأحداث ومن أهمها عودة المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الفلسطيني التي اندلعت للمطالبة بفك قيد الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم قوات الاحتلال الإسرائيلي لاستعمالهم كورقة مساومة للسلطة الفلسطينية في المفاوضات المتعثرة ولانتزاع تنازلات من الجانب الفلسطيني، وزادت هذه المواجهات ووصلت إلى ذروتها في ذكرى يوم النكبة، حيث استشهد خمسة فلسطينيين منهم طفلان فلسطينيان تعمّد مستوطن يهودي دعسهما بالشاحنة في واحدة من أبشع الأعمال التي يقوم بها المستوطنون دون أن يجدوا من يردعهم.
وإن استشهد الشبان الفلسطينيون الخمسة برصاص الإسرائيليين أو دعساً تحت عجلات الشاحنات فإن هذا هو الثمن الذي تدفعه الشعوب لنيل حرياتها، وهو قدر الشعب الفلسطيني أن يقدم الضحايا لانتزاع استقلال بلده وتطهيره من المحتلين الغرباء.
ونجزم بأن دماء الشهداء الخمسة ودماء مئات الجرحى الذين فتحوا صدورهم لرصاص جنود الاحتلال في جميع المدن الفلسطينية نازعين الخوف والتراخي الذي ولّدته المفاوضات العقيمة - نجزم أن هذه الدماء ستؤجج وتشعل الانتفاضة الفلسطينية من جديد لتجبر الإسرائيليين على التسليم بحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والوطنية, ولقد استشعر باراك وحكومته وكل أعضاء الكنيست الإسرائيلي الخوف من عودة الانتفاضة الفلسطينية فقدموا طعماً جديداً للسلطة الفلسطينية بتسليمهم القرى الثلاث المحاذية للقدس، وكأنهم يقدمون تنازلاً في حين هو حق ملزم الدفع أقرته الاتفاقيات وتفرضه خرائط التفاوض، إلا أنه ومع ذلك حاول باراك ابتزاز الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بطلبه تفسيراً عن أسباب اندلاع المواجهات مع جنود الاحتلال الاسرائيلي في جميع المدن الفلسطينية، رغم أن باراك وكل إسرائيلي يعرف أن صبر الفلسطينيين قد نفد وأن كل الأجهزة القمعية لن تستطيع وقف تفجّر الغضب الذي يجب على السلطة الفلسطينية أن تتركه يأخذ مداه خاصة بعد أن تأكد أن كل جولات المفاوضات السابقة قد عجزت عن استرداد جميع الحقوق الفلسطينية، ومثلما أجبرت الحجارة الفلسطينية الإسرائيليين على التوسل لطلب المفاوضات,, لتدع السلطة الفلسطينية، الحجارة الفلسطينية تعيد الحقوق الفلسطينية، ,, فالأحداث السابقة,, والأحداث الحالية أثبتت أن الحقوق لن تعاد,, بل لن تقام الدولة الفلسطينية المستقلة إلا بالحجارة.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|