لم يعد الهلاليون يتبادلون التهاني والتبريكات القلبية المفعمة بمشاعر المحبة في مناسبات الفوز الكثيرة بالبطولات,, أو يسارعون نحو إقامة الافراح العامرة,, والليالي الملاح التي تمتد طوال عدة اشهر,, ذلك ان التهاني الهلالية اصبحت موجهة للبطولات نفسها التي بدأت بصورة متلاحقة وكأنها تمتلك مسألة وزمام المبادرة في تحديد شريك حياتها طوعاً واختياراً.
,, لهذا كان الهلال المرادف الوحيد لها, ويتضح ذلك جلياً بمجرد النظر ل نشرة البطولات حيث يتربع على عرش صدارتها وبفارق شاسع عن اقرب منافسيه, وهذا الهلال الكيان في الوقت الذي استمرأ فيه عادة الحصاد للبطولات المتنوعة بشكل مستمر,, وليست وفقاً للطريقة الموسمية فإنه بتلك الصورة يرسم انطباعاً معبراً وإيجابياً عن متانة وسلامة موقفه من بين كافة الاندية, وهذه الوضعية استمدها من الاستمرار الراسخ في مقومات البناء ,, تلك الضاربة في القدم كمشروع روعي فيه النظرة المستقبلية التي ترتكز على الروح الجماعية,,, وتهميش النزعة الفردية!! وهنا وجد الهلال شخصيته يقف شامخاً ينتزع البطولات تباعاً,, وناره لا تزال شابة في ركن الخيمة العربية الزرقاء رمز الأصالة العربية المتمثلة بتبادل الآراء وبث روح الألفة والتعاون بين أفراد الأسرة الواحدة الى جانب العمل على بناء ودعم علاقات الأخوة مع الآخرين القائمة على الاحترام فضلاً عن بروز أريحية العطاء السخي في مواقف مشرفة لا تتطلب الاستشهاد بواحدة منها!!
,, لذا فإن (نار) الهلال تبقى الوحيدة وعلى مدار الساعة بحيث لا تنطفىء ومن شاهدها عن بعد أو كثب فإنه لن يعمد بالإسراع لأقرب هاتف للاتصال بفرقة (الإطفاء) صارخاً,, الحقوا حريقة ,, حريقة!!,, فتلك (النار الهلالية) لاتتسبب إطلاقاً في إلحاق أي أضرار بشرية أو مادية,, فهي (نار) ليست ككل النيران,, و(أوقد النار يا بندر بن محمد),,, وسامحونا!!
|