أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعةالاولـيالاربعاء 13 ,صفر 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
عبد الله الضويحي
قد لا نأتي بجديد لو تحدثنا عن فوز الهلال مساء الجمعة الماضية بكأس سمو ولي العهد الأمين يحفظه الله,, كإنجاز يدخل ضمن عطاءات الهلال الدالة على تفوقه,, وسجله البطولي المميز,, خصوصا وان الحديث لم ينقطع بعد,, عن انجازه الكبير على المستوى الآسيوي قبل أيام,, وأن هذا الفوز يأتي كحلقة ضمن الإنجازات الهلالية المتلاحقة هذا الموسم.
على ان ثمة جديدا أضافه الهلال بهذا الفوز.
فقد تشرف بنيل كأس غالية من يد كريمة توج بها عطاءاته وإنجازاته.
واضاف رقما جديدا في سفره البطولي الضخم.
وواصل احتكاره الرقم القياسي,, بل وزيادة الفارق في المسافة بينه وبين أقرب المنافسين,, مواصلاً صعوده عتبات المجد,, ومنصات التتويج.
وأكد مرة أخرى انه خير سفير للكرة السعودية,, وخير (ممثل لها فوق العادة),, من خلال الحفاظ على الراية الخضراء عالية,, وخفاقة في المحافل الدولية,, سواء من خلال اسمه,, وتمثيله للكرة السعودية,, أو من خلال عناصره التي يمد بها الكرة السعودية كروافد لها,, ومساهمة في صنع انجازاتها,, وهذا ما رمى اليه,, وأشار الصحفي المعروف محمد حمادة,, عندما قال في تحليله لمباراة كأس سمو ولي العهد في احدى القنوات الفضائية:
(إن الكرة السعودية محظوظة بوجود فريق مثل الهلال ضمن أنديتها,,, الخ).
هذا ما أضافه الهلال الى سجل انجازاته,, أما الفوز أو البطولة,, في حد ذاتها فقد اصبحت امراً اعتاده الهلاليون وصاروا يتعاملون معها بشيء من الروتين,, إذ لم تعد البطولة أو المنافسة تمثل هاجساً يقلق الهلاليين,, أياً كان نوع البطولة,, وأياً كان مستوى المنافس.
وكما قال احد الهلاليين وهو يرد على مكالمة صديق كان يهنئه بالفوز الأخير:
يا أخي اذا كنت في كل مرة يفوز فيها الهلال بكأس ستتصل لتهنئتي فإنك ستشغلني عن أعمالي، فقد أصبحت,, أو ستصبح مكالماتك للتهنئة أكثر من مكالماتك للسؤال والاطمئنان.
** علّق ثالث كان يستمع للحوار:
يا أخي من حظ شركة الاتصالات,!
** رابع ليس في العير ولا في النفير,,, لكن العبارة الأخيرة أيقظته فقال:
خاصة اذا كانت من جوال.
ويبدو ان تداعيات المكالمة حركت صاحبنا الأول الذي كانت ردة فعله سريعة,, فقال:
أما,, ها الهلال,, حتى شركة الاتصالات صارت تستفيد من فوزه,, ويساهم في دعم ميزانيتها.
** عاد الثالث ليقول:
أجل عسى الله يعجل بأسهم شركة الاتصالات نصير اذا فازوا بعض الناس شرينا,, واذا فاز الهلال بعنا,,!!
نظر الي أحدهم,, وكأنما يطلب المداخلة,, والتعليق فقلت:
وش عليكم,, هلاليين ومبسوطين,, وأضفت:
لكن لا بد من الادراك ان لكل شيء حدودا,, وانه (بالشكر تدوم النعم), ولعل هذا يمكن تصنيفه تحت باب (اخطأ من شدة الفرح).
على ان الحديث عن البطولة الهلالية الأخيرة وهي امتداد لبطولات سابقة موصول,, ويقودنا للنظر بواقعية الى هذا الانجاز وكيفية التعامل معه,.
فإذا كنا نؤمن ايمانا شديدا بكفاءة المدرب يوردانيسكو وذكائه ايضا في قدرته على استثمار طاقات وقدرات لاعبي الهلال وتوظيفها التوظيف السليم,.
واذا كنا نؤمن ايضا بنجومية سامي الجابر هو الآخر ودوره واخلاصه كلاعب يمتلك (ثقافة كروية عالية)، وعندما اقول (ثقافة كروية) فإنني لا أعني الكم المعلوماتي كما يعتقد البعض ويفهم المعنى الضيق للثقافة,,، بقدر ما اعني المفهوم الشامل لهذا المصطلح,,، وهذه الثقافة لدى سامي ميزة نادرة لا يتمتع بها الا القليل.
أقول:
اننا اذا كنا ندرك ذلك كله ونؤمن به,, فعلينا ان ندرك ايضا ان يوردانيسكو لم يكن وحده العامل الأساس وبالتالي فعلينا ألاّ نعطيه اكبر من حجمه، اوبلغة اخرى علينا ألاّ نهضم حقوق الآخرين ممن كان لهم دور في هذا الانجاز.
إنني أثق لو أن يوردانيسكو تواجد في أي ناد آخر مع احترامي وتقدير لجميع الأندية، فإنه لن يحقق هذا الكم وهذا النوع من الإنجازات, فالفريق الهلالي يدرك الجميع انه مخزون هائل من المواهب والقدرات التي تبحث عن من يفجر طاقات الإبداع لديها ويعرف كيف يتعامل معها,, ولهذا فإن يوردانيسكو أو غيره من المدربين,, هم المحظوظون بتدريب الهلال,, وليس العكس.
وأيضا سامي الجابر,, لو لا وجود هذه الطاقات المتعاونة معه,, ولو لا وجود طاقات اخرى مساندة,, ومدافعة هي الأخرى لما تحقق له ما تحقق,, وسامي كما قلت لديه ثقافة كروية وبالتالي يدرك حقيقة ما أعنيه، ويؤمن به,,, ولعل موقفه الأخير من زميله الثنيان اثناء التتويج خير دليل على نكران الذات.
ايضا ومن خلال الإدراك بمضلع عملية النجاح فإن على الهلاليين في خضم الفرح الكبير ان يؤمنوا بدور اعضاء الشرف,, وادارة النادي خصوصا سمو رئيس مجلس الادارة الامير بندر بن محمد,, وادارة الفريق في القدرة على احتواء المشاكل الطارئة وإعداد الفريق إعداداً,, يليق بمقامه,, وامكاناته.
هذه عوامل كلها ساهمت في صناعة الإنجازات الهلالية وستظل بإذن الله,, قادرة على صنع المزيد,,, طالما ادرك كلٌّ دوره,, وآمن به,, وآمن ايضا بدور الآخرين ومساهمتهم في صنع النجاح.
***
المشكلة,, انه الهلال!!
أحترم سمو الأمير خالد بن سعد بن فهد رئيس مجلس ادارة نادي الشباب,, وأحترم فكره وآراءه.
أحترم فيه عقليته المتفتحة ووعيه لدوره ولمسئوليته وبناءه لناد نموذجي يفتخر به أي أنسان واع ومدرك لدور الأندية.
وسموه في غنى عن شهادتي,, أو شهادات البعض,, لأن أفعاله ومواقفه تؤكد ذلك,, لكن هذا لا يمنع ان اختلف معه في تحليل اسباب خسارة الشباب لنهائي كأس سمو ولي العهد,, أمام شقيقه الهلال,, من منطلق النقد الهادف الى تصحيح وضع معيّن بغية مصلحة الكرة السعودية التي لاشك ان مصلحتها في فوز الشباب، كما يفوز الهلال,, أو غيرهما من الأندية.
لن أتحدث هنا عن إقصاء المدرب فلهو,, والناحية الفنية ولكن سأتناول الموضوع من جانب آخر يبدو لي انه أكثر أهمية:
لقد ركز الشبابيون على ان تداخل بطولتي كأس خادم الحرمين الشريفين,, وكأس سمو ولي العهد,, كان له تأثير كبير على الفريق,, باعتباره الوحيد المتأهل للنهائيين، وعدم تركيزه,, وشخصياً اعتقد ان ذلك لم يكن له تأثير كبير لثلاثة أمور:
1 ان استمرارية الفريق تجعله يعيش اجواء المنافسة.
2 لم يكن هناك ضغط للمباريات فالفريق يلعب في نهاية كل أسبوع,, مما يعطيه الفرصة لالتقاط الأنفاس ومعالجة الأخطاء.
3 كان من المفروض ان يلعب الشباب من مبدأ (عصفور في اليد),, أو قول عمر الخيام:
(غدا بعلم الغيب واليوم لي,.
وكم يخيب الظن بالمقبل)
أي ان يركز على البطولة القائمة والمشارك فيها,, تاركا الأخرى لحينها، وهذا ما ركز عليه أكثر المحللين، وانه لم يكن عذرا اساسيا ولم يكن الشباب ولن يكون وحده الذي يتعرض لمثل هذا.
العامل الآخر,,, والمهم جدا,, هوتعامل الشبابيين مع الحدث حتى في وقت مبكر عندما صرح قائده صالح الداود وبعد مباراة الذهاب امام الاهلي في الرياض وانتهت بالتعادل سلبيا في المربع الذهبي,, ان تفكيرهم في ملاقاة الهلال على نهائي كأس ولي العهد (بعد أسبوعين) كان له تأثير عليهم، رغم أنني أعتقد واختلف مع كثيرين في ان خروج الشباب من المربع,, كان له تأثير سلبي بالفعل,, وليس مشاركته في المربع على مباراته مع الهلال في نهائي كأس ولي العهد,, إذ ولدت عليه كثيراً من الضغوط حيث اصبحت فرصة التفوق والحصول على بطولة ضيقه ومحدودة.
هذا التركيز على تشتيت ذهنية الفريق,, وصعوبة التوافق مع البطولتين,, وان الهلال هو الأفضل,, يبدو في نظري ان مصدره أحد أمرين:
إما عن قناعة بالفعل بالمبرارت وهذا جعل الفريق يعيش تحت مؤثر سلبي,, وايماء مبكر بالتسليم بعدم القدرة على المواجهة,, مما اضفى روحاً انهزامية على الفريق وهذا كان له تأثيره السلبي ولا شك على الفريق.
أو أن الهدف هو ممارسة نوع من التخدير الإعلامي للفريق المقابل ومن حقهم ذلك,, كأحد اساليب الفوز كما حصل في نهائي الموسم الماضي ونجح فيه الشباب بامتياز، لكن فات على الشبابيين هذا الموسم ان الطرف المقابل وهو الهلال يعيش اجواء احتفالية,, وروحاً معنوية عالية عقب انتصارات متتالية يصعب اختراقها والتأثير عليها الى جانب ان الهلال قد استوعب درس الموسم الماضي امام الشباب,, ربما لو كان فريقا آخر غير الهلال,, في ظل ظروف كهذه,, فقد ينجح معه ذلك الأسلوب,, ولعل هذا مافات على الشبابيين إدراكه.
عموماً هي مجرد وجهة نظر شخصية,, لا تقلل من قيمة الشباب كناد كبير,, وفريق مؤهل استطاع ان يصل الى جميع نهائيات هذا الموسم,, كطرف في النهائي مرتين وشارك فيه ثالثة.
والله من وراء القصد.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved