| عزيزتـي الجزيرة
عرفته صبيا عندما كان يساعد والده في إحدى التموينات بشارع الامام عبدالعزيز بن محمد كان كلما دخلت عليه لشراء غرض ما لزوم البيت اجد كتبه المدرسية امام عينيه يرفع رأسه فقط عندما يدخل أحد ليبتاع منه شيئا أما خلاف ذلك فهو يمسك بقلمه وأمامه أحد كتبه الدراسية في صفه الخامس الابتدائي، لم يكن سكنه بعيدا عن مسكني أراه يوميا بعد صلاة العصر يتوجه الى دكان والده يحمل كتبه الدراسية معه، احييه ويرد التحية بابتسامة ما زلت أذكرها يجبر كل أهل الحي على احترامه لكونه يحترم نفسه ولا أذكر له سلوكا غير الخلق وفجأة انتقل من الحي حي عليشة ولم أره بعدها الا عندما عملت محررا للأخبار باذاعة الرياض حيث قمت باعداد نشرة اخبار الساعة الحادية عشرة ليلا عندما دخل علي شاب وسيم خلتني أعرفه أخذ نشرة الاخبار ووضعها أمامه يراجعها وأنا أعود بذاكرتي لعلي اتذكر من يكون هذا الشاب الخلوق لم تسعفني ذاكرتي للرجوع الى الوراء اتذكر من يكون هذا الشاب اذا به يرفع رأسه وينظر الي ويقول كيف الوالد والاخوان فقلت بخير ولله الحمد وازددت حيرة فمن يسألني عن والدي واخواني، لم يتركني كثيرا في حيرتي بل بادر بابتسامة شكلك ما عرفتني فقلت: له والله انا مشبه لكن والله ما عرفتك فقال: انا خالد البنيان جاركم اول ومن يومها ادركت كم هذا الانسان انسانا وكم هذا الخلوق خلوقا حيث أصبحت أراه مرتين في الاسبوع على الأقل وبعدها انتقلت من العمل في الاذاعة الى الوزارة واصبحت لا أراه الا نادرا وذات صباح فتحت الصحيفة وقرأت خبرا يقول: خالد البنيان في ذمة الله لم استطع امساك دمعة أصرت ان تخرج من عيني ولم اجد ما اقوله بعدها الا الى جنة الخلد يا خالد.
فهد بن عبدالعزيز النصار
|
|
|
|
|