رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعةالاولـيالاربعاء 13 ,صفر 1421

محليــات

رأي الجزيرة
معنى المطالبة السعودية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل
تزامنت مطالبة المملكة بضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة، الصادرة أول أمس عبر جلسة مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تزامنت مع حدثين هامين:
الأول: اندلاع الغضبة الفلسطينية داخل فلسطين المغتصبة عام 1948م، في الذكرى الثانية والخمسين لاغتصاب الدولة الفلسطينية من جهة العصابات اليهودية الصهيونية بدعم من مؤامرة دولية حاكتها الدول الاستعمارية والكبرى آنذاك.
وقد عبرت تلك الغضبة التي تمثلت في مظاهرات الاحتجاج التي امتدت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م،عبرت عن وحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنجح 52 سنة من الاغتصاب و33 سنة من الاحتلال في هضمها أو إضعافها.
كما عبرت تلك المظاهرات الغاضبة عن الإرادة الحية للشعب الفلسطيني الذي لم ينس حقوقه في وطنه المغتصب وأراضيه المحتلة، الأمر الذي جعل إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل يدعو كبار ضباط الجيش للاجتماع مساء أول أمس والتشاور حول المصادمات التي وقعت في ذكرى النكبة الفلسطينية وبحث دلالات هذه الغضبة والمؤشرات المستقبلية لهذه المصادمات مما يعني ان جميع الإسرائيليين حكومة وجيشا وشعبا تتزايد مخاوفهم مما قد يأتي به الغد ضدهم في فلسطين المغتصبة والأراضي المحتلة.
الثاني: تزامنت مطالبة المملكة أيضا مع تطورات سياسية فلسطينية، تمثلت في الاستقالة، التي تقدم بها ياسر عبد ربه كبير المفاوضين الفلسطينيين من منصبه هذا بسبب التعنت الإسرائيلي في المفاوضات بهدف إفشال عملية السلام، وهي الاستقالة التي رفضها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقد عجلت هذه الاستقالة - كتطور سلبي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين - عجلت بعودة دنيس روس المنسق الأمريكي لعملية السلام حيث بدأ جهوده أمس بلقاءين مع رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بهدف تهدئة الوضع المتوتر بين الجانبين بعد المصادمات الدموية التي وقعت أول أمس في الأراضي المحتلة.
ومطالبة المملكة لإسرائيل بالانسحاب الكامل من جميع الأراضي المحتلة تحدد بوضوح مصدر الأزمة في عملية السلام، وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وعدم استجابة إسرائيل للمطالبات العربية والدولية بالانسحاب الكامل تطبيقا لمبدأ الأرض مقابل السلام الذي أقره مؤتمر مدريد كأساس جوهري انطلقت به عملية السلام الحالية والتي سعت السياسات الأمريكية منذ البداية إلى إفراغها من كل محتوى موضوعي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق السلام العادل والشامل مع الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.
كما أن مطالبة المملكة بالانسحاب الإسرائيلي تعني لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية بحسبانها الراعية الأولى لعملية السلام، وللأمم المتحدة باعتبارها شريكة في المسؤولية السلمية، تعني أن السلام العادل والشامل وهو المنشود لن يتحقق أبدا مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي الحالي لأي شبر من أرض فلسطين وأرض لبنان وأرض سوريا.
وما لم يكن تحرير الأراضي المحتلة هو هدف الجهود الأمريكية والدولية من عملية السلام قبل أي تطور آخر في العلاقات بين الدول التي تعيش في منطقة الشرق الأوسط، فإن تلك الجهود لن تتوصل إلى شيء وستذهب أدراج الرياح، الأمر الذي قد يعيد المنطقة إلى أسوأ أوضاعها الأمنية خصوصا بعد أن ألمح أول أمس مسؤولون في السلطة الفلسطينية أن الشارع الفلسطيني لا يمكن تهدئته أو التحكم فيه إلى ما لا نهاية.
والقول نفسه يمكن أن ينطبق على الوضع بالنسبة للمقاومة الوطنية في جنوب لبنان وفي الجولان السورية, وهي جميعها لن تكون وحيدة عربيا إذا ما أفلت زمام الأمن وسقطت عملية السلام!
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved