أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعةالاولـيالاربعاء 13 ,صفر 1421

الاقتصادية

مرة أخرى عن السياحة
منظور معاصر للبيئة بمفاتيح العلوم المختلفة
عبد العزيز بن حامد أبو زنادة *
لم تفلح كثير من الجهود العالمية خلال العقود القليلة الماضية لاحتواء كثير من مشاكل بيئة كوكب الارض,, ذلك لأن حجم الخسائر البيئية كان اكبر بكثير من طاقة تحمل الكوكب الهش؛ فأحدثت تغييرات بدلت شكل وحال سطح الارض بحيث صار من الصعب واحيانا المستحيل استعادتها, وأدرك كثير من الناس ان مستقبل ابنائهم واحفادهم معرض للخطر من جراء الانشطة البشرية غير المكبوحة التي تستهدف استنزاف موارد الارض, لقد كشفت اساليب استخدام الانسان للموارد عن عواقب وخيمة تجاوزت كل التوقعات, فهل يشهد عالمنا في حاضرنا التفكير في النمو والتقدم من منظور معاصر للبيئة يرتكز على اشكال تنموية جديدة لا تقوض كمال البيئة التي تعتمد عليها؟
هذه هي الصورة التي ارتسمت في مخيلتي بعد انشاء الهيئة العليا للسياحة في مملكتنا الحبيبة, ان اكثر ما يثير الاعجاب في هذا الصدد هو ان رجل البيئة الاول هو رجل السياحة الاول.
يكاد لا يخفى على ذي بصيرة ان رئاسة سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس اللجنة الوزارية للبيئة ورئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها لمجلس ادارة الهيئة العليا للسياحة تزيل في حد ذاتها الكثير من المخاوف المتعلقة بتأثير السياحة السلبي المحتمل على البيئة؛ كما انه في هذه الحال ستكون معالجة السلبيات ان وجدت بطرق موجهة الى الاسباب الجذرية للمشاكل البيئية, وتقوى هذه النظرة ايضا بتذكرنا ان بين أعضاء مجلس ادارة هذه الهيئة الهامة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل,, وهو من هو، كشخص ومواطن وهو كذلك كما هو معروف العضو المنتدب للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها.
اما اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز امينا عاما لهذه الهية بمرتبة وزير فقد جاء ليؤكد على النهج المتزن الذي تنتهجه بلادنا الحبيبة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله, ان المتفحص عن قرب لمنهج سمو الامير سلطان بن سلمان يجد انه اهل لهذه الثقة الملكية الغالية من قبل أولى الامر، فالرجل شعلة من الحماس والنشاط المتدفق ويتمتع بخلفية تتسم بالشمولية والتميز والتنوع في المعرفة والثقافة، فضلا عن نشأته على متابعة العلم والعلماء حتى كان اول عربي يرتاد الفضاء, ان المكاسب المتوقعة من هذا الرجل كثيرة بإذن الله, فالخلفية المتوفرة لديه في مجالات علوم البيئة والآثار والعمران والاعمال الخيرية والموروثات الشعبية وغيرها تؤهله لإحداث تحويل في مجرى السياحة لتصبح صناعة ترتكز على الاسس والمقومات العلمية, نأمل بإذن الله ان تزدهر بسموه صناعة السياحة في بلدنا المعطاء.
ونحن نعيش في منعطف تاريخي بالغ الاهمية يجب ان يشهد تحولات من شأنها ازالة التعارض بين النشاطات البشرية واستمرار انتاجية النظم البيئية, ان سياسة المنظور الشامل لاستثمار الموارد بمفاتيح العلوم المختلفة، كما تصور لنا من خلال تعيين سمو الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز امينا عاما للهيئة العليا للسياحة، يبدو وكأنه انطلاقة جديدة تبشر بالخير الوفير, فلدى الرجل تلك المفاتيح فضلا عن انفتاح ابوابه امام التيارات العلمية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي ستعينه بحول الله تعالى على توفيق اوضاع التنمية السياحية الاقتصادية في مقابل المحافظة على الموارد الطبيعية وذلك يحيى بلا شك آمالا كبيرة في تجنب العديد من المشكلات البيئية.
* الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائه

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved