| مقـالات
يحمل هذا التكريم الذي ناله المربي الفاضل الشيخ عثمان الصالح الكثير من المعاني الجليلة وتثير في النفوس المشاعر الطيبة التي يعجز القلم ان يعبر عنها.
فقد جاء تكريمه بمنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى من لدن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله تكريما للعلم وأهله في شخص من وهب نفسه لخدمة هذا الميدان الشريف الذي تتسابق فيه الأمم ألا وهو مجال التربية والتعليم, كما جاء تكريم الشيخ عثمان الصالح ليربط ماضي هذا الوطن المجيد بواقعه المشرق السعيد وبمسيرته الموفقة نحو الخير والنماء.
نعم فمسيرة هذا الوطن تشهد ان هذه الدولة قد نشأت وترعرت بفضل الله ثم بقيادة راشدة رشيدة هدفها الاساسي هو الدعوة وليس الحكم, وارتباط الدعوة بالعلم والتعليم هو من الأمور الثابتة التي لا تحتاج الى من يشهد بها أو يثبتها.
وهكذا اعتنت قيادتنا منذ قيام هذه الدولة الفتية بالعلم وأهله, وقد جعل المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ذلك نهجاً في حياته وكثيراً ما اكد على ان (التقدم لا يكون الا بالعلم والعمل), وقد ترجم ذلك اهتماما بالعلم، وتوقيراً للعلماء واحتراما للمتعلمين ورعاية لهم، وتقديرا للمعلمين وتشجيعا لهم.
ولقد شهد طلاب العلم والمعلمون من الملك المؤسس يرحمه الله ما يضيق المجال عن استعراضه في هذه العجالة التي تختلط بها مشاعر الفخر بأحاسيس الوفاء لرجل قل نظيره في تاريخ العظماء,, فقد حث أبناءه البررة على رعاية العلم وأهله,, وعلى تعهد من يعلِّمون الناس العلم بكل تقدير وتوقير واحترام فهم ورثة الأنبياء وهم يعلِّمون الناس الخير والصلاح.
ومع بدايات الاهتمام بالمسيرة التعليمية على أرض هذا الوطن كان أستاذنا الجليل الشيخ عثمان الصالح من أبرز الرجال الذين أسهموا بجهدهم وعطائهم المتميز في خدمة التربية والتعليم؛ حيث نذر نفسه خدمة للعلم وأهله منذ حوالي سبعين عاماً, وقد جعل خدمة هذا الوطن شغله الشاغل في جميع نشاطاته وجهوده حتى سمى الصحيفة التي كان مدير تحريرها (لسان الوطن) وكانت تضم أبواباً من الأدب والشعر والقصص وكان يحرص على أن تكون مواردها من أقلام الطلاب الذين حرص على حسن إعدادهم ليسهموا في مسيرة التربية والتعليم التي كان الشيخ عثمان الصالح جندياً مخلصا من جنودها الأوفياء.
وهكذا يجيء تكريم هذا المربي الفاضل اعترافاً بجهوده المتواصلة في المجال التربوي الذي شهد له بتلاميذ أعزاء، وطلاب نجباء، وخريجين متميزين خدموا الوطن في مختلف المجالات, يجيء هذا التكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين ناطقاً بالتقدير والوفاء لكل من يعلمون على خدمة هذا الوطن ورفع شأنه, كما يجيء استمراراً ومواصلة لتلك المسيرة العطرة التي اختط اسسها وحددها الملك عبدالعزيز يرحمه الله فسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده يتحملون هذه الأمانة بكفاءة واقتدار, فهذا هو خادم الحرمين الشريفين في لفتة كريمة من لدنه يحفظه الله يمنح المربي الجليل الشيخ عثمان الصالح هذا الوسام الرفيع الذي يحمل اسم الملك المؤسس, وها هو صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز يقلد استاذنا الفاضل هذا الوسام.
وها هي قلوب وأفئدة أبناء الوطن تعبر عن كامل سعادتها وفرحتها لهذا التكريم بكل ما يحمله من معانٍ سامية ويتضرعون الى الله عزّ وجل أن يحفظ قيادتنا على طريق الخير والنماء ليأخذ وطننا مكانته المتميزة بين الأمم,وبالله التوفيق.
|
|
|
|
|