| مقـالات
تسعى منظمة العفو الدولية وفق اهدافها الى تحرير المسجونين بسبب معتقداتهم أو لونهم أو أصلهم العرقي أو جنسهم أو ديانتهم أو لغتهم شريطة ألا يكونوا مدانين بأي اعمال عنف أو مناصرة أو تأييد للإرهاب، وتعارض هذه المنظمة أيضاً التعذيب وعقوبة الإعدام.
تضم هذه المنظمة اعضاء من حوالي 110 دولة، تضم أكثر من ألفي مجموعة تبنٍّ، وتتبنى كل مجموعة من هذه المجموعات سجينين على الأقل في دول غير دولها، تعمل هذه المجموعة من أجل إطلاق سراحهم وذلك بالضغط على مسؤولي الحكومة وتحريض الرأي العام، ترسل المنظمة مراقبين لحضور المحاكمات السياسية، وتفتش على أوضاع السجون وتنشر التقارير حول عمليات خرق حقوق الإنسان، وقد كان تأسيس هذه المنظمة في عام 1961م وتتمركز في لندن.
باستعراض أهداف منظمة العفو الدولية لا نجد في اطارها العام ما يتوجب الاختلاف معها ولا جدال أن هناك بعض الحكام المتسلطين على شعوبهم يستحقون التنديد والرفض العام من المجتمع الدولي, ونحن مع المنظمة في مساعيها ضد هؤلاء الحكام الذين لايرعون الله في أنفسهم وفي شعوبهم.
ولكن المنظمة في السنوات الأخيرة بدأت تشط عن جادة الطريق المستقيمة، وقد تم اختراقها من قبل دول كبيرة وأجهزة استخبارية عديدة بهدف دفعها الى التدخل في الشئون الداخلية للدول ذات الدساتير المستقرة لتحقيق اهداف سياسية بعيدة عن الاهداف الجيدة التي اعلنتها المنظمة في بدايات تكوينها.
بصورة اخرى تحولت المنظمة في أحايين الى اداة ضغط في يد بعض الدول الكبيرة بهدف تحويل سياسات هذه الدولة أو تلك لخدمة أغراض سياسية لا تتفق مع مصالحها.
كما أن هذه المنظمة أصبحت منبراً لبعض الشيوعيين العرب الذين خلعوا جلباب الشيوعية بعد أن صار لا يستر عُريهم ليمارسوا عبرها عهرهم السياسي باسم حقوق الإنسان,, بينما كانوا الى عهد غير بعيد يذبحون هذه الحقوق بدم بارد.
فالفاعلون في هذه المنظمة هم من العلمانيين المسيحيين الذين التقوا في الاهداف مع اللادينيين أو بمن كانوا يسمون بالشيوعيين العرب وتحولوا الى ابواق لها، وبما ان الاجانب في هذه المنظمة هم ممن لايؤمنون بالاسلام ويرفضون احكام الشريعة الاسلامية من منطلق عقدي ولاعقدي ناصبوا الدول الاسلامية التي تطبق الشريعة الاسلامية العداء في تطبيقاتها للحدود الشرعية على المجرمين والقتلة.
فنحن مع المنظمة في رفضها سجن الناس لدينهم أو لونهم أو أصلهم العرقي أو جنسهم أو ديانتهم أو لغتهم، ولكن نرفض ما تطالب به المنظمة من ممارسة شرائع دينية لاتتفق مع دين الاسلام في بلاد الاسلام, تمشياً مع عقيدتنا السمحاء.
كما اننا نتفق مع المنظمة في نبذ الارهاب الجسدي أو الفكري أو النفسي، أو ممارسة الوصاية على الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، ولكن في المقابل نعارضها وفق ما يدعو إليه الدين الاسلامي من قيم اجتماعية ودينية وفكرية.
ونتفق مع المنظمة في رفض التعذيب النفسي أو الجسدي أو المادي ولكن نرفض دعوتها الى منع الاعدام كعقوبة للقتلة والمجرمين والمفسدين في الارض لكون هذه العقوبة جاءت من السماء، من رب العباد في محكم كتابه الكريم: قال الله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
ونحن كمسلمين لايمكن لنا الا الامتثال لكتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهنا نتساءل لماذا تكثف المنظمة هجمتها على المملكة العربية السعودية هذه الايام؟
هل يعود ذلك الى رفض المملكة العربية السعودية التعامل مع الكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر؟
هل مرجع ذلك لكونها الدولة التي تطبق شريعة السماء بصورة عادلة ,,, ؟
أم أن ذلك بسبب قيادة المملكة لمنظمة أوبك ورفضها دعوات إغراق السوق بالبترول لترضي المستهلك الغربي على حساب مصالح الأمة ,,, ؟
أم أن الهجمة ترجع لموقف هذه البلاد المشرف بالوقوف الى جانب سوريا في رفض سياسات التركيع التي تعمل اسرائيل على دفع سوريا لها.
إنا في هذه البلاد مع حقوق الإنسان ومع كل مايحفظ له كرامته بشرط واحد الا يتعارض مع الاسلام نصاً وروحاً.
وينبغي ادارة الأزمة مع هذه المنظمة وفق المعايير الاسلامية بالحوار الجاد الموضوعي.
** لكم مع التحية:
* أشكر كل الذين هاتفوني أو أرسلوا لي فاكسات حول طروحاتي عن تعليم المرأة السعودية ورئاسة تعليم البنات وهي محل عنايتي وتقديري وللموضوع صلة.
|
|
|
|
|