تحقيق : سليم الحريّص
** لن ينضب الحبر طالما القلائد تنير لنا العتمة,, وتضيء في سماء الفكر فتيلاً,, وتجدد للحرف حبره وللأوراق ألوانها وزهوها,,
تظل هذه الحسان نبعا يتدفق ليروي هذا العطش,, يطفىء هذا الظمأ,.
نجد أنهن زاد,,, يشتاق القلم لغزلهن,,, يطارحهن,,, يطرب,, حين يبحن بسرٍّ جدير بالكتابة,,.
* النخلة جزء من تاريخهن,, كما هو الملح كل التاريخ,, أو قد يكون كذلك,, أو هو كما أظن,,
** صيفنا,, جاء,, انتظرنا المنقِّد ,.
جائعون,, هو التمر,, ننتظر,,.
ومضى الصيف ولا تمر جادت به نخيل القرى.
** القرى,, تبكي نخيلها,, كما بكت جدران الطين,, من قبل,.
* كيف نخلك يا إثره ؟ كيف صُفر العليان يا كاف ياعين,, يامنوه,, ياقرقر؟!
صمت,, صمت,.
* ياقرى الوادي
ما بال النخيل,, سُجّدا؟؟؟
نخلة تعانق الثرى وأُخر تحنو على الأرض ونخيل شاب,, اين الاخضرار؟
* أين تركوها؟ غابوا!!! إلى أي الجهات؟
قد كان النخل عندهم كالروح,.
,, مررت بها,, طرحت السلام ولم تجب,.
* أسأل ذاكرتي عن صورة منسيّة,, لكن النخيل هو الذاكرة الباقية في هذه الأمكنة,.
** رأيته ذات صيف,, قبل القيلولة,.
فتذكرته اليوم,, أين أنت يا مُدلِّل النخل,, يا من أشقيت يديك وأتعبت أقدامك,, ها هو يذكرك بعد ان افتقد رعايتك,, مات,, تساقط,, بعد ان ملأ البطون ,, أقرى وأشبع
** للنخيل في القرى رائحة,, ولها في القلوب مكان,, قد كان ذلك فيما مضى,, واليوم أهملت,, هرمت,, فتساقطت جزعاً مما حل بها.
أُدير لها الظهر,, وأُشيح بالنظر عنها
* يقول أوتنج
في مساء يوم الخميس 13 سبتمبر عام 1883م وهو في ضيافة شيخ قرية كاف
تم تقديم بلح طازج للمجلس وأُلحِق خياراً طوله متر !!!.
* هذه لمحة أوردها مستشرق تؤكد أهمية النخلة واهتمامهم بها منذ قرن ونصف,, فأينه مما هي عليه الحال اليوم,.
* نخيل,, طاولتها الرمال وغيدٌ شاخت وذوائبها شابت,.
,, البقعة الخضراء,, أصفرّت,, وتساقط منها ما يجعل الأخر يخرّن صرعى,.
* من تعنيهم هذه المباركة ,,, الصورة محزنة وأنت تتأمل البقايا يصارعن من أجل البقاء,,, بدر فندي شاهد الصورة فكان توجّده شعراً,, فأناخ مطايا شعره في مناخ القوافل.
ياعمّة الناس وأنت للزمن قمحه وانت لبستاننا صُفره ونواره لا ما نسيناك يا أم الغرّه السمحه دارت لياليك والأيام دوّاره كنتِ بذاك الزمان اللي مضى فرحه كنتِ زهابه ومخزونه لمسفاره كنتِ طعام الفقير اللي شكى جروحه وكنتِ قدوع الغني اللي فتح داره يا أم العرايش وموضوعك كبر شرحه أهلك عقوّك وحُمرك وش أخباره اشوف غرّتك شابت من ورى الطرحه وأشوف جذعك تكاثر فوقه غباره لا بد ملح القرايا ينتشي صبحه ونشوف نخل القرايا تشبع أطياره وترجع جنايس نخلنا والعذر صلحه معذور الانسان لا من قدم أعذاره |
* هل يصدق الحدس,,؟ وهل يمتثل التوقع والحلم لرغبة الإنسان وهواه,.
قد يكون,, ولكنه في الغالب حلم ليل وأمل لا تطوله القدرة ولا تلحق به الأمنيات نخيل,, عاش,, أهمل,, فمات,, مات,, فهل تعود الخضرة ويأكل منها الطير!!
|