|
| الطبية
وهذا عبارة عن انحراف القدم أو الرجل للداخل خصوصا عند المشي وتُعد تلك الظاهرة كثيرة الانتشار وفي جميع المجتمعات ، ولاتخلو عيادة العظام يوميا من مراجعات بسبب انتشارها واهتمام الأهل بتلك الظاهرة .
ويُعد تداخل الرجل والقدم ظاهرة ليست مرضية بالغالب وليس لها مسبب مرضي إلا إذا وصلت لمرحلة متقدمة وشديدة مما يعيق الحركة أو إذا كانت مصحوبة بألم أو إصابة قديمة أو وجود التهابات في العظم أو ما شابهها .
ولدراسة هذه الظاهرة عن كثب فيجب معرفة طريقة تكوين الجنين خصوصا منطقة الرجل ، فالأرجل في تكوينها تمر بثلاث مراحل ، أول مرحلة والجنين في رحم أمه وتكون القدم في اتجاهها للخارج أي أن الإصبع الكبير للقدم يكون اتجاهه للخارج والقدم معه ولكن بعد أسابيع تدور الرجل ليصبح الإصبع الكبير في المنتصف وفي المرحلة الثالثة والأخيرة ويشمل الفترة مابعد الولادة فيعود اتجاه القدم للخارج مرة أخرى ,
وعندما نشاهد طريقة مشي الأطفال في مراحلهم الأولى خصوصا عند بداية المشي واقدامهم للداخل يجب على الطبيب أن يستبعد الحالات المرضية مثل أمراض العضلات أو التشنجات والشلل الدماغي والامراض العصبية وغيرها ، وعند التأكد من عدم وجود تلك الأمراض يكون السبب هو طريقة تكوين الطفل للأرجل وتلك اختلافات طبيعية غير مرضية (مثل الطول والقصر وغيرها ) ويمكن أن يكون تداخل القدم بسبب طريقة تكوين عنق عظمة الفخذ فتكون زاويتها للخارج مما يجعل الطفل يشعر براحة إذا لف الرجل للداخل لجعل رأس عظمة الفخذ في وضع منتصف مفصل الورك ، أو ربما يكون السبب التفاف عظمة الفخذ أو الساق أو القدم للداخل.
وعمر المريض ذو اهمية لمعرفة اين يكون الالتفاف وعلى أي مستوى في الغالب وعلى سبيل المثال في المراحل الطفولية الأولى يكون الخلل في القدم وليس في الساق أو الفخذ ,
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه المشكلة تحتاج لعلاج ؟ والإجابة : لا ، لا نحتاج لعلاج في الغالب لمعرفتنا أن هذا التداخل يتحسن مع الوقت والحالة الوحيدة التي تحتاج لعلاج هي وجود التفاف شديد على مستوى القدم .
والسؤال الآخر هل استخدام الأحذية أو قلبها ، أو استخدام الجبائر والجبس مفيد والإجابة هي بالنفي إلا إذا كان الانحراف شديدا وعلى مستوى القدم , وجميع الدراسات العلمية أثبتت ذلك ، وفي دراسة علمية كبيرة لمجموعة من الأطفال يعانون من التفاف الأرجل للداخل قسموا لعدة مجموعات ، المجموعة الأولى : استخدموا أحذية طبية ، المجموعة الثانية : استخدموا الأحذية بالمقلوب (أي اليسار باليمين والعكس ) والمجموعة الثالثة : استخدموا الجبائر ، المجموعة الرابعة : استخدموا جبس ، والمجموعة الخامسة : تركوا بلا أي علاج ، ووجدوا أن جميع المجموعات لها نفس النتيجة ووصلت النتيجة النهائية إلى أن استخدام مثل تلك الأحذية والجبائر غير ضروري وهي علاج للوالدين من الناحية النفسية فقط ، وقد تؤثر على الطفل من تلك الناحية نظرا لثقل الجبيرة والحذاء وأيضا ربما تكون ذات تكلفة عالية على العائلة ,
ومن تلك الحالات التي تابعت أو قرأت في المجالات الطبية البحثية أن نسبة استمرار التداخل أو الالتفاف إلى سن المراهقة لا يتعدى 1 5% وهؤلاء في الغالب تكون هناك عوامل وراثية مكتسبة وبالرغم من ذلك ليس هناك تأثير على الورك أو الأرجل أوهناك أي تأثير على الزواج والحمل والولادة ويكون التأثير فقط من الناحية الجمالية ,
ومن النادر جدا الاحتياج للعمليات الجراحية لتعديل مثل ذلك الالتفاف ورغم سهولتها ولكن يجب أن تترك لسن متأخرة فوق سن 8 سنوات ويكون جزء من الاختيار للطفل خصوصا إذا استطاع اتخاذ القرار بنفسه .
وفي الغالب يتم إقناع الأهل بالتشخيص وأيضا البيان لهم بمتابعة الطفل كل ستة أشهر أو سنة إلى سنتين والتحسن دائما يأخذ وقتا طويلا يقدر بالسنين مع التأكيد بتجنب الجلوس الخاطئ المستمر وما يسمى بجلسة (w ) والنصيحة النهائية للعائلة أن بإمكان طبيب العظام تعديل الرجل للوضع الطبيعي بإذن الله ولكن بالجراحة وما تحمل الجراحة من مشاكل قد تطرأ .
استشاري جراحة العظام بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|
