| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة,, بعد التحية
لم يعد هاجس الاختناقات المرورية قاصراً على رجال المرور فقط، بل اصبح هاجس كثيرين من افراد المجتمع الذين يعايشونه صباح مساء، ولهذا لم تعد الكتابة حول الاختناقات المرورية قصراً على فئة معيّنة، والدليل هو ما تطالعنا به الصحف من آراء واقتراحات رائعة، أصحابها بعيدون تماماً عن المجالين: المروري والإعلامي,يوم الاثنين 13 من محرم 1421ه قرأنا للكاتب عبدالرحمن السماري مقاله المستعجل (الاختناقات المرورية في الرياض).
والحقيقة أن السماري فيما ارى، وليس بالضرورة أن يكون ما أراه صواباً كله أو بعضه قد أصاب في نقطتين، وجانب الصواب في نقطتين، فاما الاولى:
1 طالب الكاتب المذكور بإبعاد جوازات الرياض، وإدارة تعليم البنات من مكانهما الحالي حيث تشهدان إقبالاً كبيراً من المراجعين، وأنهما يقعان في منطقة اختناق مروري، وأنهما من اكثر الدوائر على الاطلاق التي تشهد أرتالاً بشرية كمراجعين.
ومع وجاهة هذا الاقتراح، إلا أنه يبدو أنه (اي الاستاذ) كان (مستعجلاً) إذ كيف يطالب بإبعاد مبنى إدارة الجوازات المقام على مساحة 75,000 متر مربع وما يشمله من ملاحق وما يضمه من أجهزة ووسائل ووسائط اتصال، وكذلك الحال بالنسبة لإدارة تعليم البنات، وكم يحتاج هذا الاقتراح من ملايين لإبعادهما ليس هذا فحسب، بل كم يحتاج ايضاً من وقت يُعدّ بالسنوات لإقامة مثل تلك المباني وتجهيزها كما هي الآن، إضافة إلى ما يشكله هذا الاقتراح من هدر قيمة هذه المباني الحالية وآثار ذلك على ميزانية الدولة.
ولعل الكاتب نفسه يشاركني الرأي:
أ الإبقاء على المبنيين كما هما مع فتح مكاتب فرعية شمال وجنوب الرياض فتقل الاختناقات هنا اضافة الىوجود اراض بيضاء شمال وجنوب الرياض تقل اسعارها مرات ومرات عنها في داخل المدينة.
ب وهذا الاقتراح يمكن تعميمه على ادارة الجوازات وإدارة تعليم البنات، اويمكن قصره على ادارة الجوازات فقط باعتباره الاكثر فيهما ازدحاماً وارتالاً بشرية كمراجعين.
2 حيث يعتبر طريق الملك فهد هو شريان الحركة المرورية من الشمال الى الجنوب والعكس واصبح ينوء ويئنّ من فرط ما يعانيه من حركة لا تهدأ، وزحام لا ينقطع فلماذا لا يتم تطبيق نظام الموجة الخضراء على شارعي العليا العام والتخصصي وما اشبههما بجناحين قويين لطريق الملك فهد بدلاً من هروب السائقين منهما لكثرة اشاراتهما غير المتتابعة؟
3 قول الاستاذ الكاتب بأن المنطقة تكاد تخلو من المواقف ولهذا يظل بعض قائدي السيارات يدور ويدور ويدور باحثاً عن موقف، وبالتالي صارت السيارة الواحدة خمساً او عشراً نتيجة الدوران للبحث عن موقف، كلام مجانب للحقيقة، اذ لو كلف الكاتب نفسه لاكتشف أنّ المنطقة كلها لا تخلو من مواقف، فطريق الملك فهد غرباً، وطريق الملك فيصل شرقاً وشارع الامير فيصل بن تركي شمالاً وشارع الشيخ محمد بن ابراهيم عبداللطيف ومابين تلك الاربعة من شوارع وحارات وممرات كلها مواقف على الجانبين وليس على جانب واحد فقط لكننا نحن الذين نصنع الزحام بأنفسنا ثم نصيح ونشتكي، اتدري كيف يا سيدي؟ الكل يريد مكاناً امام المدخل، وهذا ماحدا بإدارة الجوازات مؤخراً الى منع الوقوف امام مدخليها الشرقيين، وكأنه اصبح عيباً او عورة ان يقف الانسان بسيارته على بعد امتار من حيث يريد، ولكن لو يعلم هذا الانسان ان المشي قليلاً فيه منع للزحام، وصيانة لسيارته من التصادم، وأمان عند الوقوف والتحرك، وتنشيط لدورته الدموية، لادرك ان الوقوف بعيداً ولو قليلاً فيه خير كثير.
حمدين الشحات محمد
|
|
|
|
|