** بعض المسئولين,,, إذا قرب تقاعده,, أو عرف أن مدته قد أوشكت على الانتهاء, اختفى قبل ذلك بشهرين أو ثلاثة,, ثم أخذ إجازة ثم مددها,, ثم هرب خلسة,, ولا من شاف,, ولا من درى,, حتى ان بعضهم يشترط على المسؤول الجديد,, التسليم ليلاً حتى لايراه أحد,, بل ان الناس,, هم أشد مايكونون فرحة من غيابه,, لدرجة أنهم يتباشرون بهذا الغياب,, ويهنىء بعضهم بعضاً.
** تجد هذا المسئول,, قد لملم أوراقه قبل الهروب بأشهر واختبأ عن الأنظار,, دون أن يقول لأي زميل له,, في أمان الله,, حتى إذا أرادوا زيارته بعد ذلك في منزله,, قالوا مسافر,, أو مهوب موجود فهو لايريد أحدا,, فالشعور متبادل.
** وهناك بعض المسئولين,, من إذا تم نقله او تقاعده,, تحول إلى شعلة نشاط قبل التسليم,, وهو يدرك انه ماشي وعمل حتى آخر لحظة من الدوام,, ثم استقبل كل موظفيه وحثهم على الجد والنشاط والعمل والاخلاص,, وحيّا المسئول الجديد,, وطالبهم بالتضحية والجد والاخلاص معه,, ورأيت الابتسامة والسرور على محيّاه,, وتشاهد ايضاً,, علامات الضيق على موظفيه,, وكيف ان بعضهم يوشك ان يبكي لفراقه,, بل انهم يقيمون الاحتفالات التوديعية,, ويعزمون هذا وذاك,, ويتنقل بين هذا وذاك,, ويظل شخصية محبوبة,, شخصية تسكن قلوب الجميع.
** إن الإنسان المحبوب,, يجد الاحترام من الجميع,, والإنسان الصادق المخلص النزيه,, يجد له محبة في قلوب الجميع = موظفين,, ومراجعين =.
** وبالأمس,, كنا في برج مياه الخرج,, لحضور الاحتفال الكبير,, الذي اقامه,, العاملون في شرطة منطقة الخرج = عسكريون ومدنيون = ليودعوا مدير الشرطة السابق العقيد ناصر بن محمد الشهراني,, وليحتفوا بالمدير الجديد,, العميد محمد بن مقحم الميزاني,, وكان ذلك الحفل,, رائعاً في منتهى الوفاء والمحبة,, لتشع هناك اجواء الالفة والمودة بين العاملين.
** لكن,, لماذا اقام منسوبو شرطة الخرج هذا الاحتفال الكبير لتوديع زميلهم السابق؟!
** لأن ذلك الرجل,, تعامل معهم ومع المراجع ومع الناس كلهم,, بروح المسئولية,, روح الانسان الصادق المخلص لدينه ومليكه ووطنه,, ولأنه زرع في قلوب الجميع,, محبته وأوجد له مكانة في نفس كل شخص.
** انه فرق,, بين مسئول يحزن الناس لفراقه,, ويقيمون له الاحتفالات والحفلات الوداعية,, ويحتفون به اشد الاحتفاء,, وبين مسئول يتباشرون بمشيته ويقولون جزى الله التقاعد كل خير,, ريَّحنا منه .
|