| الثقافية
قبل شهور أجرت صحيفة عربية لقاء مع د, المباركة بنت البراء، وفي أثناء حديثها قالت معلقة على الانتاج الأدبي للأديبات المسلمات : كما تفاجئنا ليلى العثمان بمجموعتها القصصية في الليل تأتي العيون بعمل متميز ومغاير على ما ألفنا من أقلام نسائية عربية، وفي قصصها تعمل على الارتقاء بوضع المرأة الى مرتبة أفضل ونفس الرقي في رواية أحلام مستغانمي ذاكرة الجسد التي تعد أول رواية تكتبها أديبة جزائرية باللغة العربية فهي تحكي عن الجزائر ماضيا وحاضرا وتاريخا وجهادا واستقلالا وعنفا أ,ه.
وبعد مدة من قراءتي لهذا اللقاء، وقعت بين يدي رواية أحلام مستغانمي التي أثنت عليها الدكتورة من ناحية ارتقائها بوضع المرأة الى مرتبة أفضل، ومع اني استغربت ثناءها على فكرها,, وهي تلميذة نزار قباني!! الا اني شرعت في التهام الأربع مئة صفحة، وانتهيت منها وانا لم أعثر على شيء مما قالته د, المباركة، فتساءلت: عبر أي شخصية أنثوية اكتشفت مظاهر الرقي؟! ومن أي خيوط نسجت ملامح السمو؟!
فان كانت تعني الشخصية الرئيسية حياة فلا أرى من تصرفاتها أو شخصيتها ما يمت للرقي بصلة الا ان كان الرقي في نظرها ينتج عن عملية جمع بهذه الصورة:
سفور + خلوة غير شرعية + خيانة + ايمان + تشويه العلل وبالقلب دون الجوارح.
وان كانت تقصد الشخصيات الفرعية كالجدة أو الأم، فلا اعتقد ان ذكرها الخاطف ولو كان راقيا سيبيح لنا الحكم على الرواية بأنها ارتقت بالمرأة، فكيف, وهن يذهبن للأضرحة ويتبركن بها، ويعتبرن مغامرات أزواجهن التي هي في الحقيقة خيانات ,, تطريز على اكتافهم، وغاب عنهن أنها في الحقيقة ذنوب تسجلها الملائكة على أكتافهم.
فاذا كانت هذه تصرفات العنصر النسائي في الرواية التي استشفت الدكتورة منها الرقي، فاني أبادرها سائلة: اذا كان هذا الارتقاء في نظرك، فما الانحطاط اذن؟! واذا كانت هذه هي المرتبة الأفضل، فما هي المرتبة الأقل فضلا؟!
أضفت الى ذلك ان الرواية اهتمت بقصة الحب اهتماما يفوق بكثير اهتمامها بتاريخ الجزائر مما جعل من ذلك التاريخ مجرد خلفية لأحداث حب محرم، وليتأكد من كون قصة الحب أساس الرواية وغيرها أمور عابرة لا تستحق الاهتمام نقرأ هذه المقاطع التي سجل فيها الاعتراف بهذا.
عندما أبحث في حياتي اليوم أجد ان لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارق للعادة حقا، اما مرحلة الجهاد من حياته فليست كذلك! من أين أبدأ قصتي معك
كان لابد ان أكتب من أجلك هذا الكتاب لأقول لك ما لم أجد متسعا من العمر لأقوله من أجلها لا من أجل الجزائر!
بالاضافة الى ان جل القوى الأسلوبية كانت مركزة لدعم أحداث قصة الحب لحظة بلحظة وخطوة بخطوة وبكل دقة، مما جعل تأثيرها يطغى على تأثير أحداث الجزائر في شتى ظروفها.
حقيقة استغرب صدور مثل هذا الحكم من الدكتورة: المباركة في الوقت الذي قالت فيه، في أول لقاء للأدبيات الاسلاميات تحت راية رابطة الأدب الإسلامي في ورقتها الأديبة الاسلامية بين الأصالة والمعاصرة : أما الأدب الاسلامي النسائي، فيشير الى ما أنتجته المرأة العربية المسلمة، وكتبته بلغة الاسلام الذي سما بالمرأة، وأعاد لها كرامتها، فحلقت في سماء الواقع بمختلف قضاياه الفكرية والفلسفية وأثارت مشاكله الاجتماعية والسياسية ودعت الى مواجهتها برؤية اسلامية أدبية, أ,ه.
فمادامت رواية ذاكرة الجسد ارتقت بالمرأة في نظرها أسألها: هل تقصدين أن أحلام كتبتها بلغة الاسلام، وانها واجهت الأحداث برؤية اسلامية أدبية؟! ان كنت تدعين ذلك فهو باطل، لأنك القائلة: الأدب الاسلامي ما كتبته بلغة الاسلام الذي سما بالمرأة اذن كيف تجتمع هذه الأضداد؟! وكيف تفسر تلك التناقضات؟!
برأيي ان لغة أحلام مستغاني قد بعدت عن المنهج الحق وأخذت منحنى آخر، قد يحمل من الاسلام الاسم فقط، أما لغتها من ناحية شكلية، فاعترف بأن أسلوبها كان رائعا، لكن بكل أسف كان فكرها ضائعا.
كل تلك التساؤلات والاستفهامات احتدمت في نفسي بعد قراءتي ومقابلتها مع حكم المباركة بنت البراء ، فهل أجد لديها تفسيرا لذلك,, لا أدري.
|
|
|
|
|