| مقـالات
تلقيت بالبريد رسالة من قارىء يقول فيها استوقفني سلبية إعلان نشرته شركة الاتصالات السعودية يوم 26/1/1421ه في الصحف، احتل ما يقارب نصف صفحة ملوّنة تحت عنوان (الآن تخفيضات كبيرة على المكالمات الدولية) مع صور بانورامية لمعالم شهيرة لبعض العواصم العالمية من نوع تلك التي تعرض على مداخل شركات الطيران والمكاتب السياحية ويقول: إن هذه التخفيضات الهائلة شملت (210) دول معظمها خارج دائرة اهتمامنا منها ما انخفض من (22) ريالاً إلى (15) ريالاً أو من (22) ريالاً إلى (13) ريالاً أو من (18) إلى (10) ريالات، في الوقت الذي ارتفعت فيه الأجور داخل المملكة إلى 100%.
غير أن هذا القارىء يضيف أن هذه التخفيضات لا يستفيد منها إلا ما يسمى بخطوط الصداقة، وقد نالت حسب رسالته الدول أو الجزر التي تقع فيها خطوط الصداقة حصة الأسد في تخفيض أجور المكالمات, وأنا أجهل بحمد الله مواقع خطوط الصداقة ولا أعرف عنها إلا ما ينشر خلال الصحف ولكن القارىء حدد بعضها في رسالته، غير أنني أذكر أنه قبل سنوات اتخذت وزارة البرق والبريد والهاتف إجراء صارماً تجاه هذه الخطوط الماجنة، فهل تسير شركة الاتصالات على المنوال نفسه فتضاعف الأجور إلى الأماكن التي تقع فيها خطوط الصداقة حماية للأخلاق والذوق وقبل ذلك للدين بدلاً من تخفيضها؟
أما موضوع رفع أجور المكالمات المحلية فقد تدرّج من مجانية المكالمات داخل المدن إلى إعادته بسعر معتدل إلى مضاعفته في قرار الشركة الأخير إلى ما نسبته 100%، ثم قلَّصت مدة المكالمات المجانية من (600) دقيقة الى 300؛ بمعنى أنه تم رفع الأجور المحلية مرتين: برفع أجور المكالمة ثم تخفيض الدقائق المجانية مقابل الاشتراك فهو فوق نسبة 100% ولكني لا أستطيع تحديد النسبة، ولعل المختصين في الرياضيات يحددونها.
وقد اطلعت على الجداول التي نشرت في الصحف يوم الخميس 7/2/1421ه التي تضمنت موازنة أسعار المكالمات مع الدول الأخرى فاتضح أن كل دول الخليج أقل بالنسبة لمكالمات الهاتف الجوال وأن (4) دول فقط زادت تسعيرتها عن المملكة من دول أوربا, أما بالنسبة لتأسيس الهاتف العادي فالمملكة تزيد بأكثر من نسبة 100% بالنسبة لدول الخليج، ولم تساوِها من دول أوربا سوى دولتين.
إن القارىء الذي سبق أن أشرت لرسالته يتساءل عن تزامن ارتفاع المكالمات المحلية وتخفيض المكالمات الدولية، وأنا أتساءل معه أيضاً، ولكن لا أتوقع جواباً، فالموازنة مع الدول الأخرى نشرت واتضح أن المكالمات عندنا هي الأكثر ولن نتوقع أن يكتب على الفاتورة سوى آخر موعد للتسديد أو قطع الحرارة، ومن المؤكد أننا لن نجد عبارة شكراً لاختيارك لشركة الاتصالات فإما أن يرضى المشترك بذلك أو بقطع الخدمة، ولكن نأمل أن تبحث بجدية موضوع خطوط الصداقة الماجنة.
للتواصل: ص,ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012692
|
|
|
|
|