| مقـالات
مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كما طالعتنا الأنباء، قررت إجراء حسومات تخص كلفة خدمات الانترنت بالمملكة، وقد حددتها ب45% للجامعات و40% للمستخدمين عبر مقدمي الخدمة، مع خفض طفيف لسعر ساعة الاتصال الواحدة بحد أدنى ريالا بدل من ريال ونصف، وآخر أعلى لا يتجاوز ثلاثة ريالات ليحل محل الأربعة ريالات ونصف المعمول بها سابقا، اما الاشتراك فبلغ بين خمسين الى مائة ريال للشهر الواحد ليحل محل السعر القديم مائة الى مائة وخمسين ريالا، وأنهت المدينة توضيحها بالقول: إن هذه الأسعار سرى مفعولها منذ غرة يناير 2000 وتستمر الى نهاية العام! وسيتم اخضاع فواتير الربع الأول المتوقع تقديمها هذا الأسبوع او بداية الاسبوع القادم للحسم الجديد.
***
ومما لا شك فيه وبحكم ارتباط الإنترنت بالاتصالات فهناك ترتيب مسبق لتتوافق الأسعار وتخفيض أجور المكالمات الذي اقر باعتماد المقام السامي الكريم قبل اسبوعين او يزيد، ولكن الملفت والمحير في الأمر هو تلك المعلومات الاضافية التي جاءت في ثنايا الموضوع عند طرحه بواسطة احدى الصحف، إذ أبان احد المصادر الموثوقة ذات الصلة بمسائل الانترنت للصحيفة بان إجمالي المشتركين في الانترنت السعودية وصل حتى الآن 145 ألف مشترك .
***
فالرقم كما ترون لا يكاد يذكر إذا وضعنا الى جواره ارقام التعداد السكاني بالملايين لمواطني المملكة واخذنا باعتقاد يقول ان نسبة الشباب منهم تتجاوز ال60% وهم الشريحة الأكثر استخداما للانترنت مثلما نعلم، مما يؤدي بالتالي الى البحث في أسباب جفاء الشباب ذكورا وإناثا لشبكة المعلومات الدولية، هل هي مقاهي الانترنت المنتشرة بأنحاء المدن السعودية وما تقدمه من خدمات متنوعة ومرغوبة!، جعلت الاشتراك بذخا مبالغا فيه ولا يحقق طائلا يستحق العناء، ام انها الفضائيات ووسائل التسلية الأخرى؟! .
***
او ربما الانهماك المزمن بالقضايا الكروية ومتابعة المجلات والجرائد لملاحقة احداثها، او لأننا بلد الشعر والشعراء انشغل فينا الشعراء بأشعارهم ومن يغنيها لهم فقل اهتمامهم بما سواها!، عموما المؤكد ان للأسواق التجارية والمترددين منها واليها دورا حيويا وبارزا مهما اختلفت الأسباب وتباينت اشكالها وتفسيراتها وخصوصا بعد الاصابة بفيروس (I love you) الجديد وتعطل القدرة العقلية عن التركيز في اي شيء آخر، بل ويلحق البعض بهم احيانا مشاكل محورية كالبطالة المقنعة والزواج بالأجنبيات وارتفاع معدلات العنوسة وحوادث المرور وانتشار عادات التسليف والفلس والسفر للخارج لزيارة المتاحف الليلية ورؤية الآثار بعد الفجر وقراءة الكتب قبل النوم وهكذا طبعا اللي ما يعرف الانترنت يشويه!.
***
إلا ان الملاحظ بغرابة: كثرة المواقع السعودية واقصد غير الحكومية تحديدا على شبكة الانترنت وبصورة تفوق الرقم المذكور بالنسبة للمشتركين اضعافا مضاعفة لا تلتزم كذلك بمنهج البروكسي السعودي، أليس الوضع محيرا فعلا، فمن أين أتى هؤلاء بهذه المواقع دون اشتراكات وكيف اوجدوا فيها ما أوجدوا!؟ ولا تسألوني كيف عرفت؟!
|
|
|
|
|