| العالم اليوم
لا أحد يسمع,, لا أحد يرى,, لا أحد يتكلم,,!!
في جميع مفاوضات السلام التي شهدتها مراحل متعددة في تاريخ البشرية، يترافق معها تبادل الأسرى واطلاق سراح المعتقلين لدى جانبي التفاوض، وحتى أكثر الأطراف عداء لا يمكن تجاوز مسألة اطلاق سراح المعتقلين، فالذي يقبل ان يجلس امام عدوه السابق ليتفاوض معه لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات مبنية على السلام، لا يمكن ان يستلب حرية جزء من انصاره، أو أفراد شعبه، أو حتى المقاتلين الذين كانوا الى ما قبل بدء المفاوضات يسعون الى قتل افراد الطرف الآخر.
هذا هو جزء من معادلة الصراع أو الكفاح أو النضال، ويمكن اطلاق مسميات عديدة إلا أنه في النهاية لابد من إقرار الأطراف المتفاوضة والتي كانت الى ماقبل المفاوضات أطرافا متحاربة، أن تستبدل ادوات وآليات الحرب والمواجهة، بأدوات وآليات السلام، وآليات السلام كما هو معروف تبدأ ببناء الثقة، وأولى خطوات بناء الثقة اطلاق سراح المعتقلين.
بديهيات السلام هذه عمل بها وتعمل بها كل الاطراف التي خاضت حروباً دامية، وانتهت الى التفاوض، هكذا فعل الأمريكيون والفيتناميون.
وهكذا يفعل الايرانيون مع العراقيين وكذلك فعلت دول الحلفاء مع اسرى دول المحور الذين لم يبق من اسراهم اي أحد.
كل الأطراف المتحاربة وكل الدول فعلت ذلك إلا اسرائيل التي تزعم انها تسعى الى تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وتواصل عقد المفاوضات معهم، وفي نفس الوقت تعتقل في سجونها أكثر من الفي معتقل تستعملهم كورقة ضغط سياسي لانتزاع تنازلات من السلطة الفلسطينية, ومع ان هذا الاسلوب، استعمال المعتقلين كورقة ضغط سياسي أبشع الاساليب انتهاكا لكرامة وحقوق الانسان نرى سكوتاً وتجاهلاً من المنظمات الدولية التي تتباكى على حقوق الانسان، ومنظمات العفو الدولية، فالمعتقلون الفلسطينيون الذين يتعرضون لابشع اصناف التعذيب النفسي والجسدي باعتراف سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي شرعت تعذيب المعتقلين للحصول على اعترافات هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين الذين اسمتهم جامعة الدول العربية باموات مع وقف التنفيذ يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات الانسانية، فبالاضافة الى استغلالهم لتحقيق مكاسب سياسية على حساب حقوقهم وحقوق شعبهم الأساسية التي ناضلوا من اجلها، يستعملون كحيوانات تجارب ، بل ان بعضاً منهم سلبت منهم اعضاء حيوية من اجسادهم مثل الكلى وقرنيات العين وغيرها من اعضاء الجسم البشري التي تزرع الى يهود آخرين هذه الانتهاكات المستمرة منذ اكثر من ثلاثين عاماً، دون ان تجد من يعترض عليها سوى ابناء الشعب الفلسطيني الذين يتظاهرون في كل مناسبة للتذكير بمأساة هؤلاء المعتقلين، ومع هذا فلا أحد يسمع,, ولا احد يرى,, حتى مايتعرض له المتظاهرون من تنكيل وقتل واصابات بالرصاص المطاطي,, أذ يظل المجتمع الدولي صامتاً,, لا يتكلم,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|