| تحقيقات
تحقيق :عبدالرحمن الحنايا
جاء قرار السعودة الإلزامية لاسواق الفواكه والخضار بالمملكة لينظم لجملة القرارات التي يتفيأ ظلالها المواطن السعودي من قبل قيادته التي جعلت من المواطن السعودي محور الاهتمام والعناية وبما ان الله سبحانه قد منّ على هذه البلاد بخيرات لا تعد ولا تحصى فقد رأت وتيقنت حكومة هذه البلاد أن ابن هذا الوطن أحق من غيره في ان ينال من خيرات بلاده بالاضافة الى انه الرجل الغيور على كل ما يضر بمجتمعه وبلاده ولذلك جاء القرار بالتطبيق الفعلي لأسواق الخضار والفواكه في جميع مناطق ومدن المملكة الذي يبدأ تطبيقه الفعلي اعتبارا من يوم غد الاثنين ليتيح للمواطن السعودي فرصة العمل الحقيقية دون مضايقات او ممارسات تعيق الوصول لهذا الهدف النبيل .
الجزيرة قامت بجولة على سوق الخضار المركزي بمدينة بريدة وخرجت بالتالي:
تحدث في البداية العم عبدالكريم التويجري قائلا: لم يكن ما نسمع عنه اليوم ونتداوله من قرب التطبيق الفعلي لسعودة أسواق الخضار والفواكه هو أول اهتمامات حكومتنا الرشيدة بابنائها المواطنين والأخذ بأيديهم إلى التكسب والعمل الشريف بشكل يضمن لهم المعيشة الكريمة لاسيما وان بلادنا تتعدد فيها مصادر الكسب والاسترزاق فقد كنا في السابق نعاني كثيرا مما تقوم به الأيدي الأجنبية العاملة من تصرفات ومضايقات لأبناء هذه البلاد على خيراتها وأرزاقها.
كنا لا نعرفهم
واضاف محمد الخطاف قائلا: ان قرار سعودة اسواق الخضار والفواكه في المملكة أتى ليمد أيدي شباب هذا الوطن نحو ما يعود عليهم بالنفع والاستفادة فنحن في تلك المباسط كنا نضع كامل ثقتنا باناس لا نعرف منهم سوى اشكالهم من مختلف العمالة الوافدة ويظهر لنا منهم كثير من التصرفات الخاطئة بالاختلاسات الظاهرة ولكننا في السابق كنا مضطرين لتواجدهم اما اليوم فابناؤنا يقبلون على العمل بكل شجاعة وجرأة.
لا تحتاج لرأس مال
ويقول الشاب أحمد المحيسن انه ومنذ بدء تطبيق السعودة في اسواق الخضار التي بطبيعة الحال تتلاءم مع حال كثير من الشباب بانها لا تحتاج الى مبالغ باهظة او رأس مال معين فقد وجدنا فيها نحن الشباب متنفسا ماليا لا بأس به حيث انني احضر الى (الحراج) في وقت مبكر واشتري عددا لا بأس به واقف بسيارتي في احد الميادين العامة او الطرق الرئيسية ومن ثم لا تلبث معي إلا وقتا قليلا وقد تم تصريفها بمكاسب جيدة؟
أين البلدية؟
الشاب فهد الرسي يقول بقدر سعادتنا بقرارات السعودة التي بطبيعة الحال ستتسع معها دائرة الفرص العملية إلا اننا نتطلع الى ان تواكب بلدية بريدة تلك النقلة بإحداث تنظيم جديد لمظلات الخضار التي من اولاها وأهمها تخصيص المعروضات من الخضروات حسب ما وزعته البلدية فلا يمكن ان يتضرر الباعة بسبب ان هناك من يعرض نفس مبيعاتهم مع بقية الخضروات كالطماطم مثلا له مظلة خاصة ولكنه يعرض بكثرة في مظلات أخرى.
لا نجد من يشتريها
وتحدث المزارع ابراهيم المشيطي قائلا مما لا شك فيه ان قرار سعودة أسواق الخضار جاء بعد دراسة مستفيضة من اصحاب الرأي والاختصاص ولكن الذي يجب ان يدركه المواطن السعودي هو انه اصبح اليوم المعول عليه في البيع والشراء خاصة فنحن نحضر منتجاتنا الى السوق ولا نجد من يشتريها بسبب ان كثيرا من السعوديين لم يستوعب بعد انه اصبح اليوم هو الذي يمثل المحاور الرئيسية في البيع والشراء.
نزعنا رداء الخجل
وأضاف الاستاذ ناصر البازعي مشتر قائلا ان ما نراه اليوم في سوق الخضار من اقبال على العمل ونزع لرداء الخجل من قبل شبابنا لهو مدعاة للفخر والاعتزاز بعد ان خيمت علينا السعوديين تلك المفاهيم الخاطئة حقبة من الزمن.
وذكر البازعي انه مدرس ثانوية عامة (ليلي) وقد ابان له الطلاب في كثير من المناسبات التعليمية انهم يقومون في الصباح بمزاولة كثير من الأعمال المهنية التي من أهمها وأبسطها واسرعها مردودا البيع في أسواق الخضار.
كبار السن يريدونهم
أما الشاب عبدالرحمن الوهيبي فيقول: ان ما يلفت الأنظار هو إصرار بعض كبار السن الذين لديهم مباسط في السوق على تواجد العمالة الأجنبية لديهم مع العلم ان أولئك العمال يتقاضون مرتبات ربما تزيد على رواتب الشباب السعوديين مع العلم ان الشاب السعودي يقوم بخدمات اضافية مريحة لكبار السن لا تتوفر عند الأجانب التي من اهمها استخدام سياراتهم الخاصة لتوصيل المحصولات واحضارها الى السوق.
سيخلصنا منهم
العم عبدالرحمن الدخيل يقول ان هذا القرار الذي يلزمنا بتشغيل ابنائنا السعوديين مكان الأجانب خير معين لنا على التخلص من هؤلاء الأجانب الذين يظهرون لنا سحر الخدمة والاخلاص بينما هم يبطنون الغش والخداع ولا مقارنة بين شاب تعرفه وتعرف والده وأهله وأهم من هذا تعرف لغته وتطمئن به وتثق بمعاملته وبين أجنبي تستنكر نظراته ويتبادل الحديث مع بني جنسه بشيء تتيقن أنه يخصك ومع ذلك لا تفهم شيئا.
لم يعد غريباً
بعد ذلك التقينا بالاستاذ ابراهيم المشيقح الذي يتجول في سوق الخضار وسألناه عن تطبيق سعودة اسواق الخضار فقال حقيقة كنا في وقت سابق عندما كان الأجنبي يملأ ممرات ومباسط اسواق الخضار نتفاجأ حينما نرى من بين هذه الجموع غترة سعودية والآن ولله الحمد أرى ان الشباب يشكلون الأغلبية في سوق الخضار وبكل أمانة فنحن نتفاخر ونتباهى بهؤلاء الرجال.
ويقول أحد تجار السوق الاستاذ علي السحيمان انه بقدر سعادتنا بهذا القرار الذي يصب في صالح ابنائنا الشباب إلا اننا نطالب المسؤولين بايجاد جهة مسؤولة كمكتب العمل لتنسيق عمل هؤلاء الشباب من أجل حفظ حقوق الجميع ولكي لا ندخل في متاهات كنا في غنى عنها فالشباب السعودي الى الآن لم يتشرب عملية انه اصبح المعول عليه في العمل فنحن كأناس لدينا من الأعمال ما يستوجب تشغيل هؤلاء الشباب ولكن البعض منهم لا يقدر الثقة التي نوليها إياه فتجده في غمرة الموسم وبعد ان بدأ يأخذ ويعطي مع الزبائن نفتقده فجأة وإذا به متغيب لأتفه الأسباب الترويحية أو الترفيهية فإضافة الى ان اعمالنا ومصالحنا تتعطل فجأة وبدون مقدمات تجعلنا نوجد البديل المناسب,أضف الى ذلك أن البعض منهم ينصرف ولنا لديه مستحقات مالية فنضطر الى البحث عنه والتوصيات المتعددة له ولأقاربه.
اما إذا كان هناك جهة رسمية تتولى التنسيق بيننا وبين هؤلاء الشباب بحيث تقوم بالبداية باستقبال طلبات كل من يرغب بتشغيل احد هؤلاء الشباب وبنفس الطريقة تستقبل طلبات الشباب الراغبين في العمل ويكون لديها بنود اتفاق تنطبق على الطرفين ويلتزم بها كلا الطرفين ويكون الاخلال بها من أي واحد من الطرفين كفيل بفسخ العقد ومتى ما رغب واحد ترك صاحبه يكون عن طريق تلك الجهة ومن يرتكب مخالفة تضر بالآخر ولا يلتزم له باصلاح ما تضرر منه صاحبه او بدا منه مماطلة فإنه وعبر تلك الجهة المسؤولة يحظر عليه ان كان من العاملين العمل مرة اخرى عند أي جهة وان كان من التجار فانه بنفس الطريقة يحرم من الاستفادة من هؤلاء الشباب الى ان يتم بينه وبين من له حق عليه مخالصة ترد الحق الى صاحبه وهذا بطبيعة الحال لن يتحقق إلا بأمرين الأول تطبيق السعودة بحذافيرها بحيث ان التاجر مضطر الى تشغيل هؤلاء الشباب والأمر الآخر وهو الأشد أهمية ان يحظر عمل أي شباب ما لم يكن هناك اجراءات وعقود رسمية بين من يريد العمل وبين التاجر لكي تحفظ حقوق الجميع ويكون هناك حملات تفتيشية للتحقق من عدم عمل الأجانب ومن عمل السعوديين بطريقة رسمية ولا يتبادر الى ذهن أحد ان في هذه الخطوة تضييق على الشباب السعوديين وعامل على احجامهم عن العمل فكل ما في الأمر هو الحضور الى تلك الجهة والتوقيع على الاتفاقات والعقود بين الطرفين بحيث انه متى ما حصل هناك مشكلة كانت تلك الجهة هي الفيصل بين الطرفين بالاضافة الى ان هذه الجهة ستكون مرشدة للشباب السعودي على فرص العمل لدى القطاع الخاص التي من اولاها اسواق الخضار والفواكه فيقوم الشباب السعودي بتسجيل اسمه ومعلوماته ومتى ما سنحت فرصة عمل تقوم تلك الجهة بالاتصال به وأخذ الشروط عليه بعدم الاخلال باتفاقية العمل ومن كان من التجار لديه شاب يريد ان يشغله لديه وقد وصل اليه بطريقة شخصية فلا يلزم بتشغيل غيره بينما يلزم بالحضور الى تلك الجهة وعمل الإجراءات النظامية.
وفي هذه الطريقة اعتقد اننا سنمضي قدما في سبيل السعودة بشتى المجالات فالشاب يطمئن على حقوقه ومستحقاته والتاجر يطمئن على ماله وبضائعه وانه متى ما حصل اخلال فإن حقوقه مضمونة ومصونة.
اما ما نحن عليه اليوم فلا اظن انه سيخدم قطار السعودة فعمل الشباب اليوم مبني على معرفتهم معرفة كاملة والسؤال عنهم في أمورهم ومعاملتهم الخاصة فنحن اليوم عندما نريد ان نشغل شابا من هؤلاء كأن الواحد منا يريد ان (يزوجه) ابنته من السؤال عنه كل ذلك بسبب عدم وجود جهة مسؤولة تضمن لي حقوقي كتاجر إذا حصل هناك اشياء لا تحمد عقباها.
شمّروا عن سواعدكم
المواطن ابراهيم الخضير الذي التقينا به في أحد أركان سوق الخضار المركزي ببريدة قال في هذه المناسبة اود أن أذكر ابناءنا الشباب بانهم هم احق من يرعوا خيرات بلادهم وهم احق من يتفيأ ظلالها فلذلك يجب ان يزيلوا عنهم غطاء الكسل ويشمروا عن سواعدهم في ميادين العمل وهذا يستوجب منهم ايضا ان يلتزموا بقواعد مهنة العمل سواء كانوا يعملون برؤوس أموالهم او يعملون لدى احد معين وذلك من خلال المواظبة على مواعيد العمل والتلطف للزبائن وكل ما هو كفيل بان يبرهن به شباب هذا الوطن انه ليس هناك من هو أولى منهم برعاية خيرات بلادهم والاستفادة منها.
من الجولة
* عندما قام مصور الجزيرة بالتقاط الصور مع الشباب السعوديين كانت النظرات المعبرة عن الفرح والسرور تنطلق من مقل كل زبائن السوق الذين أبدوا الترحيب بوجود هؤلاء الشباب في تلك المواقع.
* مطالبة جماعية من تجار السوق وأصحاب المزارع بضرورة إيجاد جهة مسؤولة تتولى عملية تشغيل الشباب السعوديين ضمانا لحقوق الجميع.
* اتضح جليا تغير نظرة العمل لدى الشباب السعوديين الذين كانوا في السابق يعملون بحياء متوارين عن الأنظار بينما الآن بكل رجولة وحيوية ونشاط متقبلين لزبائنهم بأريحية وبشاشة.
* يلاحظ ان مبيعات الجملة التي لا تحتاج الى كثير عناء يشغلها السعوديون بشكل واضح اما مباسط التفريد التي تحتاج فقط لحسن التصريف وسعة البال فما زال الأجانب يتصرفون بها.
* أصحاب المباسط الذين يدفعون إيجاراً لمباسطهم ويتعبون عليها يتذمرون من تساهل البلدية مع أصحاب السيارات الذين يبيعون في (احواض) سياراتهم بجانب السوق حيث انهم يتلقفون عنهم الزبائن بغير حق حيث اجمعوا على ان من الأولى ابعادهم عن منطقة السوق.
* جذب الزبائن الذي كان يمارسه الأجانب برفع اصواتهم بشكل مزعج مروجين لمنتجاتهم تلاشى مع قرب تنفيذ سعودة الأسواق.
* كثير من الأجانب الموجودين في السوق يسألون وبإلحاح هل قرار السعودة سوف يطبق فعليا حسب ما سمعوا عنه ام هناك ثغرات بامكانهم ان يستغلوها لمواصلة عملهم.
|
|
|
|
|