المَدحُ فيِكَ يَزيدُنِي إطرَابَا
أ َرجُو بمَدحِكَ خِلَّةً وَثَوَابَا
يا سيّدي ما قُلتُ شِعراً زائِفاً
ح َتّى يَقُولُوا شَاعِراً كذَّابَا
فالشّعرُ أصبحَ للتسول حِرفَةً
كَم شَاعِرٍ طَرَقُوا بهِ الأَبوَابَا
بَعضُ القَصَائدِ كَالخُيُولِ أصِيلةٌ
و َكَثِيرُها لا تَعرِفُ الأَنسَابَا
إنّي أُحِبُّكَ لا أُرِيدُ سِوَى هَوىً
بهَوَىً وعَوُداً ُيرسِلُ الأَطيَابَا
كُلُّ الجُمُوعِ يُهّنِّئُونَ أَمِيرَنَا
وَأَنَا أُهنّئُ في يَدَيَّ خِطَابَا
شَرَفٌ لشِعرِيَ أَن يُصَافِحَ رَائِداً
مَلَأ الفَضَاءَ مآثِراً وسَحَابَا
نُصحُ الوُلَاةِ عَلَى الرَّعِيَّةِ وَاجِبٌ
نِعمَ التَّنَاصُحُ يَصقُلُ الأَلبَابَا
كَيفَ السَّبِيلُ إلَى التَسَّوُّحِ فِي الرُّبَى
حَيثُ المَفَاتنِ تأسِرُ الإعجَابَا
أَبهَا وَصَبيَا والشَّواطِئُ والعُلَا
وَطَنٌ يُقَدِّمُ إِرثَهُ الخَلَّابَا
الصَّيفُ عَرَّانَا بِكُلِّ دُوَيلَةٍ
قِصَصٌ إذا تَحكِي مَلَأتَ كِتَابَا
نَزفٌ مِنَ الشِريَانِ أَنهَكَ جِسمَنَا
عَدوَى وَعُدوَانٌ تَزِيدُ عَذَابَا
عَكسُ الطُّيُورِ إذا نَرُوحُ فَشُبعَّاً
وإِذَا نَعُودُ فَجَائِعاً مَن آبَا
نَمضِي إلىَ تِلكَ الدِّيَارِ بِطِيِبِنَا
فَنُوَاجِهُ المُحتَالَ والنَصَّابَا
فَتَسُوُّحُ البُسَطَاءِ عِندَ سَمَاسِرٍ
كَسِيَاحَةِ الصُّهبَانِ بَينَ ذِئَابَا
الخُمسُ حَظُّ الدَّارِ مِن إِنفَاقِنَا
وَبقَيِّةُ الإِنفَاقِ ضَاعَ خَرَابَا
قَالُوا السِّيَاحَةَُ أَن تَلُمَّ دَرَاهِماً
تَبنِي اقتِصَاداً حَالِماً وثَّابَا
وَتَعَولُماً يُعطِي انطِبَاعاً أنَّنَا
مُتَحَضِّرُونَ نُشَرِّعُ الأَبوَابَا
كَيفَ السَّبِيلُ الى نُهُوضِ سِيَاحَةٍ
تُعطِي وَتَأخُذُ لَا تَبِيعُ رِهَابَا
أَدَبُ السِّيَاحةِ أَن تَكَونَ نَظِيفَةً
بِئسَ السِّيَاحَةُ شُقَّةً وَشَرَابَا
بَلَدُ السَّمَاحَةِ سَوفَ تَبقَى مَعلَماً
بَينَ المَدَائِنِ حُجَّةً وَصَوَابَا
مَن جَاءَهَا في ثَوبِ طُهرٍ سَاتِرٍ
فَرَشَت لَهُ أُشوَاقَهَا تِرحَابَا
مِليَارُ مُسلِمَ لَو يُؤَهِّلُ حَجَّهُم
تِلكَ السِّيَاحَةُ لا تُرِيدُ حِسَابَا
إِنَّ الحَجِيجَ إذا استَطَاعَ تَنَقُّلاً
بَينَ المَنَاطِقِ أَنعَشَ الأَصحَابَا
فَاهنَأ أَبَا سَلمَانَ أَنتَ لَهَا المُنَى
يَا مَن عَشِقتَ الخَيرَ والمِحرَابَا
أَنتَ الذِي جَعَلَ الإِعَاقَةَ هَاجِساً
فَاجعَل سِيَاحَتنَا تَزِيِدُ خِصَابَا