| ملحق الفيصلية
*
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يحفظه الله - يدشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام اليوم مجمع وبرج الفيصلية هذا المشروع المتميز الذي يعتبر معلماً بارزاً في العاصمة الرياض.
وقد تم تصميم مركز الفيصلية ليكون مركزاً متكاملاً يوفر لقاطنيه ومستخدميه كافة الاحتياجات والمرافق والخدمات والتسهيلات ويعنى المركز بتقديم مفهومين الأول نموذج يحتذى به والثاني إضفاء قيمة إنسانية .
المفهوم الأول يوفر أحدث ماتوصل إليه فن العمارة والتصميم والتكنولوجيا باعتبار أن مركز الفيصلية يمثل موقعاً رائداً للأعمال والشركات والأفراد في حين يضفي المفهوم الثاني معنى إنسانياً باعتبار أن المالك وهو مؤسسة الملك فيصل الخيرية والتي تعد واحدة من ألمع المؤسسات الخيرية واللا ربحية في المنطقة ومعنية بأن يؤدي هذا المركز دوره الإبداعي في المجتمع على أكمل وجه ، وأن توظف عوائده الاستثمارية في دعم المشاريع الخيرية والتعليمية والبحثية والثقافية في مختلف أنحاء العالم.
البرج المكتبي
ارتفاعه 266 متراً ويأتي في الترتيب الأربعين ضمن مجموعة أطول مباني العالم ، ويوفر مساحات مكتبية عبر 30 دوراً إلى جانب خدمات الكهرباء والاتصالات وشبكات فايبر أو بتيكس وأفنية المعلومات لكل مستأجر على حده.
يمتاز البرج بشكل فريد وهو ذو مسقط مربع يرتفع إلى أعلى بشكل هرمي مقوس الحواف ينتج عن ذلك شكل معماري إسلامي الطابع غطيت واجهته بالألمونيوم والزجاج المتعدد الطبقات ويبلغ ارتفاع سقف البهو في ذروته 28 متراً يميل من إحدى جهاته بزاوية 45 ليلامس سطح الأرض في جهته المعاكسة ويطل بأجمل واجهاته وعلى طريق الملك فهد ليرتبط مع مدخل قاعة الاحتفالات، ويوجد تحت دور البلازا أربعة أدوار خصصت للخدمات ومواقف السيارات وبذلك يصبح معلماً من معالم العمارة الحديثة في مدينة الرياض.
جسر المشاة
هو المبنى الرابط بين الفندق والشقق ويقع خلف البرج بارتفاع يعادل خمسة طوابق ، وقد تم تغطيته بالزجاج المائل على درجة 45 درجة ليلامس سطح الأرض.
صالة الحفلات
وهي فراغ مفتوح خالٍ من الأعمدة مساحته 80م x 57م ، تتكون القاعة الكبيرة من مجموعة أقواس عددها ستة عشر حيث تصل مسافة كل قوس 81م وتتسع الصالة لحوالي 4000 شخص إذا استخدمت كصالة اجتماعات أو حوالي 2000 شخص كصالة للحفلات هذا ويمكن تقسيم الصالة إلى 16 قاعة لكل منها شكلها المعماري المنفرد وخدماتها المستقلة.
السوق التجاري
يتكون السوق من ثلاثة أدوار ودور أرضي بمساحة إجمالية 45000م2 منها حوالي 33000م2 محلات تجارية ، ويحتوي السوق على 150 محلاً منها محلان رئيسيان ، قاعة طعام ومركز ترفيهي عالي التكنولوجيا.
فندق خمس نجوم
صمم الفندق بصورة راقية وجميلة تصنفه ضمن فئة الفنادق الخمس نجوم وقد قسم الفندق إلى أربع مناطق (قطاعات) يفصل بينها أفنية مفتوحة على كامل ارتفاع الأدوار، وقد خصص فيه الدور الأرضي كبهو ومدخل لكبار الزوار ويؤدي إلى قاعة الاحتفالات أما واجهات الفندق فقد صممت بأشكال منحنية بتمازج فريد من الزجاج العازل للحرارة ووحدات الخرسانة المسبقة الصب، كما زودت الواجهات بستائر خشبية عالية الجودة لتأمين الخصوصية وكسر الضوء بحيث تتحرك أتوماتيكياً بما يتناسب وحركة الشمس الخارجية.
الشقق
يقع هذا المبنى في الجهة الجنوبية من المركز ويشمخ بارتفاع 8 طبقات فوق مستوى البلازا بواجهات تتناسب وفخامة العناصر الأخرى المكونة للمشروع ، وقد خصصت الأدوار السفلى منه وهي عبارة عن ثلاثة أدوار تقع تحت منسوب البلازا لمواقف السيارات وخدمات مساندة ، بالإضافة إلى القاعة المتعددة الأغراض بارتفاع دورين مع كافة الخدمات المرافقة.
يحتوي المبنى على 100 شقة جهزت بأفضل التجهيزات وهي بمساحات متفاوتة تتناسب مع رغبة المستخدم ويضم الدور الأخير ملعباً للتنس بارتفاع طابقين عزلت أرضيته بطبقة عازلة للصوت وغطي بسقف ذي نظام إنشائي معماري متميز على هيئة الخيام العربية بواسطة استخدام مواد مرنة وقوية ثم شدها بواسطة الكوابل المعدنية إلى الأعمدة المحيطة للملعب.
وتوجد ثلاثة أنواع من الشقق الأولى مساحتها 71م2 وبها غرفة نوم واحدة ، أما الثانية فمساحتها 106م2 وبها غرفتا نوم والثالثة بها ثلاث غرف نوم ومساحتها 142م2.
ويتوفر للشقق مركز أعمال وخدمة بالإضافة إلى كافتيريا ومنطقة ألعاب ونادٍ صحي ومسبح وملعب تنس.
أساسات البرج
تعتبر أساسات البرج من أكبر القواعد التي صبت لها الخرسانة بطريقة مستمرة وذلك على مستوى المملكة حيث تم صب 6000م3 من الخرسانة خلال 17 ساعة عمل.
إنشاء البرج
يرتفع برج الفيصلية 266م فوق سطح البلازا ويوجد تحت دور البلازا أربعة طوابق يعال ارتفاعها 15م ، ويحتوي على ثلاثين طابقاً تتراوح مساحة الطابق ما بين 1500م2 إلى 500م2 تصاعدياً ، وقد شيد جسم البرج من الخرسانة المسلحة نظراً لتوفر هذه المادة في السوق المحلي السعودي.
أما الهيكل المعدني العلوي فيصل ارتفاعه إلى 93م ، ويزن البرج حوالي 10,000 طن.
يشبه القلب المركزي للبرج الأنبوب المفرغ ليعطي إتزانه ، وهذا الأنبوب المفرغ في حد ذاته يمثل في المتوسط 26% من مساحة الدور ، بينما الحوائط الداخلية الإنشائية مثل المخصصة للمصاعد وسلالم الخدمة تضيف مزيداً من القوة والصلابة ، ويحمل وسط البرج وزناً يعادل 65% من الحمل الرأسي ويقاوم كافة قوى الرياح.
لقد صمم البرج لمقاومة سرعة رياح مقدارها 140 كلم / ساعة كما أن قمة البرج من المتوقع أن تميل حوالي 450 ملم ( في حدود ثلاث سنوات من الريح) ، وتتحرك نحو 250 ملم بعد حوالي 15 سنة من تأثير الرياح، علماً بأن هذه الحركة في الحدود المعقولة والتي قد لا يشعر بها الإنسان إطلاقاً.
قسمت واجهة البرج إلى أربع مناطق ، فالمحيط الداخلي بأعمدته تدعم 10 أدوار وذلك لإعطاء رؤية أفضل من داخل المبنى.
والشدادات التي على شكل قطري تنقل الأحمال إلى أركان الأعمدة وينتج عن ذلك الشد العالي من الكمرة الرابطة السفلية.
أما الأعمدة الركنية تجمع إلى أسفل حيث قواعد الأساسات علماً بأنه لا يوجد أعمدة بين الواجهات ومركز البرج.
إنشاء المشروع
توصلت مجموعة بن لادن السعودية إلى إنشاء مركز الفيصلية عبر تقنيات متطورة جداً باستخدام معدات وأساليب حديثة متوفرة في أسواق البناء، بالإضافة إلى المهارة الفائقة والتخطيط المسبق للعمليات عوضاً عن تمتع مجموعة بن لادن السعودية بوجود عاملين مختصين لديها في كافة مجالات الإنشاء بدءاً من المسلح ثم الاختبار والفحص وتقديم الرسومات التفصيلية كل هذا عبر طرق ذات تدريب دقيق، وإذا تحدثنا عن أعمال الحفر في المشروع فنرى التحدي الكبير حيث وجود كميات الصخور الهائلة ذات الصلابة العالية ، لقد وضعت شركة بن لادن 60 حفاراً ودقاقاً في وقت واحد لتعمل في أساسات المشروع ، بالإضافة إلى معدات نقل نواتج الحفر وآلياتها مع معدات شفط المياه الجوفية كل هذا لمساحة حوالي 4 هكتارات في وقت محدد وضيق جداً ، أضف إلى ذلك حقن الصقور وحفر الأساسات (الركائز) والحفر للخدمات الأرضية من الخزانات والمصارف ومجاري الكابلات كل ذلك تم بنجاح باهر.
الدراسة المتأنية للإنشاءات والعناصر الإنشائية والشدات الخاصة بالصبات وذلك لانتاج خرسانة مسلحة نظيفة وذات جودة عالية، وتنوع كبير جداً ومختلف جعل مجموعة بن لادن فعلاً أمام تحدٍ كبير في هذا المشروع الهام، فتم تجهيز كافة أنواع الشدات لكل العناصر بعضها للأعمدة الثقيلة وأخرى للخفيفة وروابط للشدات وشدات دائرية وبلاطات وكمرات بارتفاعات غير عادية كما أن الأساسات تنوعت من النوع الكامل (لبشه) وقواعد منفصلة وأخرى ركائز على أعمدة إلى غيره من الخرسانة المسلحة المنوعة منها سابق الأجهاد وسابق الشد وبحور طويلة تصل إلى 80م ، كل ذلك حسب المواصفات العالمية ذات الجودة العالية بالإضافة إلى ضيق جداً مما أدى إلى عدم الاعتماد على استعمال الماكينات المتوفرة حول أرض المشروع لقد كان التحدي الكبير فعلاً هو إنشاء البرج الذي يعتبر ارتفاعه 266م واحداً من أكبر 40 مبنى في العالم والشكل الهرمي له الذي يميزه ونوعية إنشائه كان أكبر تحدٍ لمجموعة بن لادن السعودية وبالنسبة لمشكلة رفع الأوزان الثقيلة إلى ارتفاعات شاهقة استدعى تركيب (كرينات) رافعات داخل وسط البرج(التجويف الوسطي) كما وضعت مصاعد لأغراض الإنشاء فقط ، كما أن قلب المبنى تم إنشاؤه باستعمال طرق حديثة تستعمل لأول مرة في المملكة العربية السعودية وهي الشدات المتسلقة بنفسها ذاتياً ، فهذه الشدات تسمح بأن تكمل الحوائط في أحد الأدوار بكامل تعقيداتها ومستلزماتها خلال 6 أيام فقط،ولوجود أدوار متكررة فإن التقنية الحديثة سوف تسمح بأن ينتهي الدور كاملاً خلال 5 أيام فقط.
إن ضخ الخرسانة إلى الأدوار الشاهقة هو تحدٍ بحد ذاته لقد تم صب الخرسانة إلى ارتفاعات عالية بواسطة مجموعة بن لادن السعودية بواسطة المضخات وبراميل الخرسانة ذات السعة 4 متر مكعب، ونظراً لعدم وجود أرض خالية بجوار الموقع فإن أعمال حديد التسليح تتم خارج المشروع وتنقل إلى الموقع، هناك نشاط آخر يعتبر متميزاً ومتفرداً في ذات الوقت ألا وهو العمل والإنجاز الذي تم في كل دور من المبنى ومستوى البرج وأيضاً قاعة الاحتفالات والأقواس وكل ذلك تم عن بلاطات بحمل كامل على العناصر الإنشائية كلها كانت مطلوبة قبل وضعها في الشد النهائي.
أما عناصر السلامة والأمن التي اتخذتها مجموعة بن لادن السعودية للعمل أثناء التنفيذ فهي عديدة ومتنوعة منها الحماية في الأدوار بوضع الحواجز الواقية في الأطراف للأدوار ، واشتملت على شبكات حماية بمواصفات عالمية وبلاطات حماية وطفايات حريق بالإضافة إلى توفير موظفين مختصين دائماً في المشروع لإعطاء التعليمات والإرشادات.
كما تقوم مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذ كامل الأعمال الميكانيكية والكهربائية للمشروع كل ذلك على قدم المساواة مع أعمال الإنشاء الاعتيادية فطاقم المهندسين المدنيين والمعماريين وغيرهم مهندسي الكهرباء والميكانيكا يضاف لهم حوالي 65 رساماً يعملون في ذروة ونشاط لإنتاج 16000 مخطط تنفيذي (رسومات تفصيلية للإنشاء) كلها متناسقة مع بعضها مدروسة بتكامل وتصدر للإنشاء.
نظام إدارة المشروع
تبنت مجموعة بن لادن السعودية (قسم المباني العامة والمطارات) بالتعاون مع الشركة الأمريكية (تيرنر ستينر الدولية) برنامجاً إدارياً متطوراً يتناسب مع هذا المشروع الكبير من حيث طبيعته وحجمه ، وكانت الاستراتيجية بتوظيف نظام كمبيوتر وشبكة أجهزة طرفية ليظل المشروع تحت أيدي وسيطرة المهندسين ، اعتمد نظام تقارير غير تقليدية لتناسب حاجات المشروع ومتطلبات المالك الخاصة، كذلك تم تبني مجموعة حاسوب متكاملة تعمل بتناسق(كعائلة) حيث تنقل المعلومات والبيانات بسلاسة وبأقل قدر ممكن من عدد مرات الإدخال ، فعلى سبيل المثال يتم الحصول على قيمة المستخلصات الشهرية (الدفعات) بمجرد تحديث نسب الإنجاز على البرنامج الزمني للمشروع .
إن إنجاز مشروع بهذا الحجم وبهذه المواصفات العالمية ضمن الوقت الزمني المحدد على الرغم من الإضافات والتعديلات الضرورية في مثل هذه الظروف تطلب اعتماد مجموعة من أنظمة التحكم الخاصة بالمشروع كأداة إدارية لتنظيم ومراقبة وضبط الفعاليات الهندسية والإنشائية فنياً ومالياً على رأس أنظمة التحكم هذه نظام البرمجة الزمنية ونظام التكاليف ، بالإضافة إلى كل ذلك يضم فريق المشروع عدداً لا يقل عن (25)مهندساً وفنياًلضبط الجودة وأعمال المختبر ، ولقد حافظ الفريق المختص على درجة عالية من الجودة سواءً في أعمال الموقع الإنشائية أو بالنسبة للمكتب الفني الهندسي وتوج العمل بإنجاز كبير ساهم فيه كل العاملين في المشروع من إداريين ومهندسين ومعماريين وفنيين وعمال هو حصول مجموعة بن لادن السعودية (إدارة المباني العامة والمطارات) على شهادة أصالة الجودة (9002 إيزو) في هذا المشروع الجبار.
|
|
|
|
|