أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th May,2000العدد:10090الطبعةالاولـيالأحد 10 ,صفر 1421

الثقافية

في محاضرة عن الحداثة وما بعدها
د, الرشيد: الحداثة جاءت نتيجة هزات عنيفة مرت بالعالم الغربي!!
د, الزهراني: يجب أن نتأمل علاقات الإنسان بالإنسان!
د, البازعي يتساءل: أي ثقافة تمثلها الرياض؟
* كتب تركي الماضي :
ضمن نشاطات النادي الادبي بالرياض في الاحتفال بمناسبة الرياض عاصمة ثقافية العام 2000م اقيمت مساء الثلاثاء الماضي محاضرة للناقد الادبي المعروف د, سعد البازعي بعنوان (بين الحداثة وما بعدها: اي ثقافة تمثلها الرياض؟!)
وقد ادار المحاضرة د, منصور الحازمي.
اعتذر د, البازعي للحضور عن عدم اعداده لمحاضرة على شكل نص مكتوب لانه اراد للمحاضرة ان تكون مفتوحة للنقاش بينه وبين الحضور.
ثم بعد ذلك استعرض اوجه الاختلاف بين مفاهيم الحداثة ومفاهيم ما بعد الحداثة ثم تساءل عن التغيرات التي احدثتها مفاهيم الحداثة في العالم الغربي؟
والى اي مدى نستطيع ان نعيش حداثة او حتى ما بعد الحداثة؟ وخصوصا ان كثير من الكتاب لايزال يصف العالم الثالث بأنه يعيش في فترة ما قبل الحداثة!
ثم اوضح د, البازعي انه بحث في الادبيات العربية عن كتب تناقش هذا الموضوع ولم يجد سوى كتابين احدهما للاديبة مي عضوب بعنوان (ما بعد الحداثة: العرب في لقطة فيديو) وهو محاولة لاختصار التغير من خلال دخول عالم الالكترونيات,, وكأن هناك شعورا عاما بان التغيرات لم تمسنا بشيء,, وان ثقافتنا بقدر ما تتماس مع هذه التغيرات الا انها لا تتبناها بشكل بارز بل تتماس معها بشكل هامشي!
وأكد د, البازعي ان الرياض (المدينة) تعيش حداثة عمرانية متطورة الاشكال تستخدم افضل التقنيات في العالم,, ولكن هذا التطور العمراني في مدينة الرياض يبدو غير متشابه,, فهناك بنايات محافظة في شكلها,, وهناك بنايات اكثر حداثة,, وهذا هو سمة الثقافة العربية,, فقد تجد الرواية التي تتمسك بالقيم الحداثية,, واخرى لاتزال في كلاسيكيتها المعهودة,!
ثم تطرق المحاضر الى كتاب (ما بعد الحداثة والآخر) لمؤلفه ضياء الدين سردار,, الذي يصف ما بعد الحداثة بعنوان: الاستعمار الجديد الذي يفرضه الغرب، وهي نظرة جديدة ومختلفة لما بعد الحداثة ونقد صارم لها,, وهناك أطروحات مهمة في هذا الكتاب منها:
نقده للرواية الغربية في فترة ما بعد الحداثة,, ويضرب امثلة من الاعمال الادبية في الغرب التي تمثل النزعة العدمية كما يصفها في الرواية الغربية ومثال ذلك: لا مبرتو ايكو في روايته (بندول فوكر) وهي الرواية التي يقول عنها سردار بإنها تقدم خليطا من الثقافات من خلال الاقتباس من هذه الثقافات ومن عصور مختلفة والذي يلاحظه الناقد ان هذا التجميع للثقافات يأتي دون تراتبية، فليس هناك اي نوع من الهرمية ولا توجد ثقافة افضل من الاخرى، فنجد نصوصا اسلامية واخرى توارتية,, وهذه النصوص تنزع عنها القدسية والذاتية عندما توضع مع نصوص اخرى,, ويؤكد سردار ان هذه الرواية عدمية لا معنى لها وهي تعبر عن ذلك باختلاطها وغياب القيمة وغياب الانسان والمعنى وغياب الكثير من القيم التي يؤمن سردار في نقده لرواية الغرب ما بعد الحداثة.
ثم اختتم د, البازعي محاضرة بالاشارة الى كتاب (فن الرواية) لكونديرا الذي يتحدث عن تطور الحضارة الاوروبية وكيف ان هذه الحضارة مرت بانهيارات كبيرة,, وهو يرى ان العصر الحديث يعيش انهيار الثقافة نفسها,, ثم قرأ د, البازعي فقرة هامة من الكتاب تعبر عن هذا المضمون قائلا: (اذا كان المستقبل غير ذا قيمة بالنسبة لي فالى ماذا اربط نفسي اجابتي ستكون سخيفة بقدر ما هي صادقة، سأربط نفسي الى لاشيء,, الا الى ارث الرواية!!
المداخلات
في مداخلة سريعة للناقد د, معجب الزهراني تساءل: لماذا لا يكون لدينا نوع من التلقي المتحمس غير الرافض او المنفر او الذي يحذر من كذا وكذا,, والمشكلة هنا تكمن في خطاب معين,, او تفكير ذهني معين مسبق؟!
وكنت اود لو ان د, سعد البازعي تحدث عن ثقافة المدينة ومدينة الثقافة,, ولا يكفي ان يكون لدينا عمائر ما بعد حداثية,, ولكن يجب ان نتأمل علاقات الانسان بالانسان؟!
اما د, عزت خطاب فقد نبّه الى اننا بحاجة ماسة لا الى تبسيط ما هو معقد,, بل الى الاحاطة بما هو معقده بشكل يجعلنا نقترب الى فهم ما هو مقدم الينا,, لان هناك ما يشبه الضبابية في تحفز الى هذه المفاهيم لانها تمسنا في النهاية.
ثم تساءل د, عزت: لو ظهر مفكر عربي ينتقد او يكون له موقف مناقض لهذه الطروحات وكتب كتابة بالعربية,, كيف سيجد اصداءه في العالم الغربي؟!
هل في الامكان ان ينتشر طرح عربي اسلامي في الغرب,, وهل نظرتهم لمفكر من العالم الثالث تختلف عن نظرتهم لمفكريهم؟!
وقد قال د, ناصر الرشيد في مداخلته لاحظت تاريخيا ان كل انبعاث جديد انما جاء نتيجة هزات مرت بالعالم الذي يصنع هذه النظريات ونتج عنها أطروحات جديدة للقيم والحياة، فمثلا الحداثة نعرف ان الذي احدثها الهزات والانتكاسات التي عانت منها في اوروبا في فترة ما بعد الحربين فقد انبرى مفكرون رأوا ان هذه الثقافة التي أفرزت هذه الحروب يجب ان تتغير,, اما فترة ما بعد الحداثة فقد بدأت بعد انهيار المعسكر الشرقي الشيوعي وحرب الخليج واعلان النظام العالمي الجديد,, واذا طبقنا هذه المفاهيم على مدينة الرياض فانه لا يمكن وصفها بأنها مدينة تعيش ما بعد الحداثة,, لان هناك احياء لاتزال بعيدة عن الحداثة العمرانية, ثم تساءل د, الرشيد اذا كان الغرب يعيش الآن فترة ما بعد الحداثة,, فبعد سنوات ماذا يمكن ان نقول: ما بعد ما بعد الحداثة,, أم ماذا؟!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved