|
| مقـالات
سألت زميلا لي في العمل من بلد عربي: أين يدرس اولادك؟ فأفاد بأنهم في إحدى المدارس العالمية (الأجنبية)، فوجدتها فرصة سانحة لأساله عن رأيه فيها، فقال، والحسرة تملأ قلبه، مكره أخاك لا بطل!, أنا واحد من ضحايا إلغاء الاعتراف بالمدارس التي كانت تدرس منهج بلادي، فلا المدارس الحكومية قبلتني، ولا المدارس الأهلية رضيت بي، فلم أجد إلا الذئب!.
فعجبت من حنقه البالغ، وقلت: هوّن عليك يارجل، فالمدارس الأجنبية قوية كما سمعت فقال:
أنت تعلم ان المدرسة الاجنبية تعني ان الطالب يدرس منهج دولة أجنبية أخرى، وهي غربية طبعاً، اما امريكية أو فرنسية أو بريطانية أو غيرها من الدول ويدرسه مدرسون من تلك البلاد، أو درسوا في تلك البلاد، ويدرس جميع المواد بلغة تلك البلاد, وحجة الناس أن هذه المدارس أقوى وأفضل، وتؤهل الطالب تأهيلا أعلى، وتعلمه لغة أجنبية، وتفتح له فرص الوظيفة في البلاد التي درس منهجها، ليكمل بقية حياته هناك إذا رغب,فقلت وماذا في ذاك!؟ فقال:
إذا ادخلت ولدك في إحدى هذه المدارس، فامامك خياران كلاهما مر!: إما ان تنسى مواد العلوم الشرعية، وتحذفها من ذاكرة أطفالك، أو أن تضيف الى نفسك عبئا اضافيا بتدريسهم المواد الشرعية، بعد عودتهم من المدرسة، تماما كما يفعل إخواننا المسلمون المغتربون في بلاد الغرب!!
والسبب بسيط: فهذه العلوم الشرعية إما انها لاتدرس اصلا، اوانها تدرس على يد من لا تحتاج ان أصفه لك أو اصفها!!، وباللغة الإنجليزية أحيانا!!!
والطالب في المدرسة الأجنبية، شخصية منبهرة بالدولة التي تنتمي لها المدرسة، مشدود بالمنهج الأجنبي، مقلد لحضارة الدولة الأجنبية، متبع لسلوك الدولة الأجنبية، بل دائن بالولاء لها,لا!، بل ان الطالب في المدرسة الاجنبية يفقد صلته بدولته، وثقافتها ولغتها وحضارتها وسلوكها، وربما نظر بالازدراء لها، والفوقية علىابنائها ولغتهم وثقافتهم ودينهم في أحايين كثيرة.
لقد اكتوينا من هؤلاء فهم أساطين التغريب واعمدته.
ولما كانت المدارس الأجنبية على النحو الذي شرحت لك، فكيف تتصور أن يكون سلوك طلابها؟! أنا أخبرك: الأصل في هذه المدارس انها تربي الطالب على سلوك الدولة الأجنبية التي تنتمي لها المدرسة، وما رأيك بطالب او طالبة يتربيان على السلوك الفرنسي او الامريكي!
ان المدارس الاجنبية صورة مصغرة من الدولة الاجنبية التي تنتمي لها المدرسة
ولما كانت المدارس الأجنبية بالصورة التي شرحت لك، فإن الناتج النهائي لعملية الغسيل المستمرة، التي تمارسها على الطلاب والطالبات، ستخرج لنا جيلا من المستغربين.
ثم يقول أنتم منا في القلب والعين،إننا نعتز بدراسة مناهجكم، اغرسوا تاريخكم وثقافتكم ومحبتكم في قلوب أبنائنا، ودرسوهم مناهجكم، وهي مقبولة معترف بها في كل البلاد, ولا تحرموا أبناء المسلمين من الخير الكبير والسلوك النبيل الذي وجدوه في مدارسكم، ولا تقطعوا صلة ابناء الجاليات الإسلامية بكم، يخرجون كما دخلوا!!.
aljaber k@yahoo.com
|
|
|
|
|
