| الاخيــرة
* لست خبيراً كُروياً ,.
ولا أنوي أن أكون,.
* فأنا من الذين يبدأون الاهتمام بالدوري في أسابيعه الاخيرة,.
ولا أتابع الا مباريات الكأس الرئيسية,.
* مستوى الاهتمام الكروي لا يسمح لي، بتتبع الاسماء، والارقام، والنقاط,.
أو بتخصيص العصاري والامسيات لطابور المباريات الطويل.
* ومع ذلك كله,.
فأنا أعشق الكرة
حين أراها تتدحرج بين اقدام شبابنا الفتية،
وأنتشي زهوا حين أراهم، يحاورونها، بتفهم,, ولباقة,, وفن،
وأكون أكثر انتشاء وزهواً عندما يقترن ذلك التفهم,, والفن بمستوى من الذوق الرفيع والاخلاق السامية.
* وأعتقد أن كثيراً من المشجعين,, الهواة,, أمثالي الذين يحبون الكرة لذاتها,, دون أن يلتزموا مسبقا بالتحيز الى فريق دون فريق.
يشاركونني إعجابي الخالص,, المجرد، بأبناء بلدي,, وهم يلتقطون فنيَّات الكرة ويستوعبون, تكنولوجيتها.
ويعطونها عنفوانهم ,, وحماسهم ,, واندفاعهم.
* وحتى في اللحظات الحزينة القاسية,.
عندما لا يفوز منتخب من منتخباتنا,, او لا يكون اداء البعض على مستوى التوقعات لعبا أو اخلاقا .
أو عندما يتدحرج النقاش الكروي الى مستويات ما تحت الصفر,.
نظل محتفظين بتفاؤلنا بمستقبل المجهود الكروي الشبابي في مجموعه,, ونظل مؤملين انه عارض يزول,.
وسحابة صيف تنقشع,, وحالات فردية شاذة لا يقاس عليها,, و,.
* إن جماهيرنا تعشق الكرة عشقا كبيراً,.
وثمة مجال كبير في أن يتحول عشقهم لها,, واهتمامهم بها,, وارتيادهم لمنتدياتها,, وازدحامهم في ساحاتها,, ومتابعتهم لاخبارها.
الى ,, محفل يلتقطون فيه كثيراً من آداب السلوك الجماعي وايجابياته.
* فيتعلمون ان الوصول الى الهدف يتطلب شحذ المهارة الفردية,, وتشذيبها والتنسيق مع الآخرين،
* ويقتنعون ان النجاح والفشل أو التعادل ,, احتمالات وارادة دائما وعلينا ان نتقبلها ان تحققت بفرحة متزنة,, أو حزن رزين،
وأنه يجب ألا نبخس الناس أقدارهم,, أو كفاءاتهم لانتصارهم علينا فنتحايل بذلك على عيوبنا أو نواقصنا.
* وأعترف أن هذه ربما تكون مثالية كروية متطرفة,.
ولكني أحب أن أستخدمها لأدلل ولو من طرف بعيد على الوظيفة الاجتماعية الخطيرة لهذه اللعبة المعشوقة,.
* فهي تستقطب اهتماماً جماهيريا لا تستقطبه أية لعبة أخرى،
* وتصل سخونتها الى تكوينات ، اجتماعية لا تتمكن من الوصول اليها على نحو فعّال وسائل الاعلام والتوجيه المعتادة،
* وينتظم الحماس لها والاهتمام بها فئات مختلفة سنا وجنسا وثقافة.
ولذلك يجب أن تحظى باهتمام يتعدى كونها مجرد نشاط رياضي عادي الى اعتبارها اداة توجيه وتثقيف جماهيري.
وهذا ولاشك يلقي على المنخرطين في المجال الكروي والمشرفين عليه عبئا ثقيلا.
نشفق عليهم منه,.
وندعو أن يعينهم عليه قوم آخرون.
|
|
|