| محليــات
منذ أن تأسست مؤسسة الملك فيصل الخيرية في مدينة الرياض منذ ما يقارب ربع قرن وهي تمثل إحدى معالم مدينة الرياض الحضارية بل ظلت هي الأبرز بين كل ما تشهده عاصمتنا من جديد مع صبيحة ومساء كل يوم.
اما ما تحمله هذه المؤسسة من مضامين حضارية وانسانية وفكرية وثقافية فهذا موضوع آخر يحتاج الى وقفات ووقفات.
قبل سنوات قليلة لا أخالها اكثر من الثلاث بكثير اعلن حضرة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل المدير العام للمؤسسة في احدى مناسبات توزيع جائزة الملك فيصل في مؤتمر صحفي بأن المؤسسة ستشهد توسعا في مبانيها وستكون توسعة غير معهودة وغير مسبوقة، وان هذه التوسعة ستكون منجزة وحدد التاريخ وكأنه يشير تحديدا الى العاشر من شهر صفر عام 1421ه.
كنت ممن حضر ذلك اللقاء واستمع الى كل كلمة قالها سموه.
كان ممن حولي على الطاولة ومعظمهم من غير السعوديين يتلافتون ثم يتساءلون هل المشروع هو الى الخيال اقرب من الحقيقة الذي يتحدث عنه سمو الامير ان ينجز في المدة التي حددها سموه؟, وهم في تساؤلهم يصوبون انظارهم اليّ بحثاً عن الجواب، مع اعتقادي بأنهم لا يعرفون ان معرفتي بسمو الامير جيدة، ولكن محاولة لمعرفة هل يمكن ان يحدث هذا؟
كان جوابي لهم نعم سيحدث، وسينجز في الوقت الذي حدده سموه، وبالمواصفات غير المسبوقة التي تحدث عنها.
قالوا نراك شديد الثقة بأميرك؟ قلت لهم وبكل ثقة نعم، ثم قلت لهم انتم لا تعرفون خالد الفيصل جيدا! لقد كنت قبل بضع سنوات في موقف مشابه لموقفكم هذا، وفي مقر ضيافة سمو الامير خالد في أبها وهو يتحدث عن المشروع السياحي العملاق في أبها الجديدة، وقال: انه سيكون منجزا في تاريخ كذا وكذا,, فسألت سموه هل أنت واثق من هذا؟ واعرف في صيغة سؤالي جرأة عودنا خالد أن نكون جريئين حتى في طرح أسئلتنا فقال سترى, ثم حضرت بدعوة كريمة من سموه حفل وضع حجر الاساس في منطقة اعتقدت في حينها أنها تحتاج الى سنة كاملة فقط لتسوية الارض ذات الطبوغرافية الصعبة، ثم دنوت من سموه واعدت عليه السؤال نفسه الذي طرحته منذ فترة، هل ما زلت يا سمو الامير واثقاً من ان هذا المشروع الحلم سينجز في الوقت الذي حددته في ذلك المساء في منزلكم العامر,, قال نعم, وسترى، لم أكن قادراً على قول اي شيء الا الدعاء لسموه بالتوفيق,, وفي الوقت الذي حدده دُعينا لحفل تدشين اكبر مشروع سياحي في المملكة تحت رعاية حضرة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز وكان يوماً من ايام أبها العظيمة,, وإذا بسموه ينظر اليّ بتلك النظرة الجميلة وكأنه يقول (ايش رأيك؟) أما انا فتوقف الكلام لديّ ينبئ بما لا يستطيع الكلام كله ان يقوله.
هذا هو خالد وهذا هو المشهد يتكرر مرة اخرى في الرياض وبين هذين المشهدين العملاقين مشاهد كثيرة من مشاهد الانجاز التي لا يمكن ان تنجز لو لم يكن خالد هو قائد فريق الانجاز,,لله درك يا أبابندر فلم أجدك تعد بشيء مهما كان صعبا وتتولى أمره الا وأوفيت بوعدك وفي وقته المحدد,, وما كنت اريد ان اقول الا جريدة الوطن,, فربما رغبتك ان تكون على الحياد حينما أوليت امرها الى من اعتقدت انه سيوفي بعهده,, اما انت فذمتك بارئة.
ان ولادة الفيصلية كعملاق حضاري رائع في عاصمة بلادنا، ومحبوبة أمير هذه العاصمة العظيمة الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي وضع حجرها الاساس وهو يعلن تغييرا كبيرا في نمط العمران في هذه المدينة، حيث لم تكن الفيصلية وهي تحمل اسماً عملاقاً في تاريخ هذه الأمة إلا أن يكون لها من اسم من تحمل اسمه نصيب فترتفع هامتها عالية تعانق السحاب وتخرج عن مألوف ما هو سائد، وتسجل لها مكان الريادة في هذا النوع من العمران ليس في المملكة فحسب بل في كل مدن وعواصم المنطقة,.
وفتحت الباب لولادة رصيفة لها هي في طريقها بالاكتمال وعلى مقربة من الفيصلية وتحمل اسماً هو الاروع والاجمل اسم المملكة فجدير بهذا الاسم العظيم ان يحمل مشروعاً عملاقاً يليق باسم المملكة هي المملكة العربية السعودية.
ان هذه المشاريع الحضارية الكبرى تعكس ارتفاع الوعي الحضاري لدى المستثمرين من ابناء هذه البلاد، ومساهمة هذه المشاريع بكل تأكيد في ارتفاع الوعي الحضاري لدى مواطني بلادنا,, فالاستمتاع برؤية الجمال يولد في النفس شعوراً قوياً بحب الجمال والحب لا يخرج الا من النفس الجميلة.
إضافة الى ذلك فإنها تعكس الحالة التي عليها وضع اقتصادنا الوطني فمتانة الاقتصاد الوطني ليس فقط بضخامة المدخرات الحكومية ولكن بضخامة رؤوس الأموال التي يملكها الافراد ويستثمرونها في بلادهم.
فمشروع كالفيصلية سيفتح ابوابا كثيرة للعمالة السعودية المدربة في كل منشط من المناشط التي ستقوم في أروقة مباني الفيصلية، وستشكل نقلة نوعية في حياة العاصمة حضاريا واقتصاديا واجتماعيا اضافة الى الرسالة الثقافية والحضارية التي أسست مؤسسة الملك فيصل من أجلها.
وفي الختام هنيئا لعاصمة بلادنا بدرتها الجديدة اضافة رائعة في بنائها الحضاري وهنيئا لامير الرياض الذي ما كان كل هذا سيتم لولا مباركته ومتابعته وتشجيعه فهو الامير الذي نذر حياته كلها ومنذ نعومة اظفاره لخدمة هذه العاصمة المتربعة بكل فخر في قلب كل سعودي وتهنئة خاصة مخلصة لاولئك الابناء والبنات البررة ابناء وبنات الفيصل العظيم على هذا الانجاز العظيم الذي لا يليق بفيصل أقل منه.
|
|
|
|
|