| الاقتصادية
صدر قرار معالي وزير التجارة خلال الأيام الماضية بالموافقة على إعلان تحويل شركة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق الى شركة مساهمة مغلقة بعد دخول شركاء جدد على ان يتم تحويلها فيما بعد الى شركة مساهمة مفتوحة أمام الجميع,
الجدير بالذكر انه وحتى صدور تلك الموافقة، كانت المجموعة عبارة عن شركة ذات مسؤولية محدودة يملك نصيب الأسد في رأس مالها صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن سلمان بن عبدالعزيز ويرأس مجلس إدارتها، وقد حققت المجموعة خلال السنوات الماضية ارباحا عالية تفوق ما تحققه العديد من الشركات الأخرى, وعلى الرغم من النمو المطرد للمجموعة والأرباح المحققة التي تتزايد عاما بعد عام، نجد أن ذلك كله لم يثن سمو الامير احمد بن سلمان من فتح المجال امام المستثمرين الآخرين ليشاركوه في تلك الأرباح العالية التي تحققها المجموعة، وما ذلك في اعتقادي إلا بسب النظرة المستقبلية بعيدة المدى اتي يتمتع بها سموه.
لقد جاء توجه سمو الامير احمد بن سلمان في تحويل مجموعته الإعلامية العملاقة الى شركة مساهمة إنطلاقا من إيمانه بظاهرة العولمة الاقتصادية التي ستعمل على تعميق درجة المنافسة بين الشركات, خاصة وان الكثير من المختصين يبدون تخوفهم من عدم صلاحية الأسلوب الفردي في إدارة المؤسسات والشركات الاقتصادية الكبيرة وذلك من أجل تمكينها من المنافسة القادمة، من أجل ذلك جاء توجه سمو الامير احمد في تحويل مجموعته الإعلامية الى شركة مساهمة انطلاقا من قناعة راسخة تتمثل في ان هذا التحول إنما يعد بمثابة الضمانة الوحيدة الاستمرارية نجاحها في ظل المنافسة المستقبلية الحادة.
لقد بذل الامير احمد بن سلمان الكثير من الجهد الى ان تبوأت مجموعته الإعلامية مركز الصدارة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وعلى الرغم من ذلك لم يتردد في دعوة مستثمرين آخرين لمشاركته في هذا النجاح لا لشيء سوى لحرصه على تكثيف مساهمة مجموعته الإعلامية الإيجابية في اقتصادنا الوطني من جهة، ولقناعته من جهة اخرى بان الهيمنة الاقتصادية لا يمكن ان تتحقق إلا من خلال العمل بشكل جماعي مع مستثمرين آخرين من خلال شركة مساهمة بدلا من الابقاء على أي شكل من الأشكال القانونية الأخرى للشركات والتي قد تتعرض غالبيتها للانهيار وتتعرض للتصفية في حالة وفاة او انسحاب او إفلاس اي شريك من الشركاء المستثمرين فيها.
اضافة الى ذلك فقد جاء توجه الامير احمد بن سلمان بتحويل مجموعته الإعلامية الى شركة مساهمة نتيجة لتفهم سموه ان هذا الشكل القانوني من الشركات عادة ما يتلقى الدعم النظامي والمساندة الحكومية خاصة في ظل الظروف التي تتعرض لها الشركة المساهمة الى هزات عنيفة, وبالتالي فإن مثل هذا الدعم الحكومي للشركات المساهمة إنما يعد بمثابة الضمانة التي تكفل اجتياز هذا النوع من الشركات لأي تقلبات اقتصادية.
وليسمح لنا سمو الامير احمد بن سلمان بمناداته بأهمية التأكيد على كافة المستثمرين الجدد في الشركة بأن تدريب وسعودة الشباب السعودي للعمل في كافة التخصصات الوظيفية داخل المجموعة هو من أهم الاستراتيجيات التي سوف تسير عليها الشركة الجديدة, فالجميع يدرك الجهود الملموسة التي سبق ان اسهمت بها الشركة السعودية للأبحاث والتسويق في مجال السعودة، ولذا نتمنى ان تسير الشركة الجديدة على نفس منوال سابقتها.
واخيرا وبعد ان استعرضنا سويا عددا من الجوانب الإيجابية المتعلقة بتحويل الشركة السعودية للأبحاث والتسويق الى شركة مساهمة، لا نملك سوى ان نقدر هذا التوجه الذي سار وفقه سمو الامير احمد بن سلمان والذي فضل من خلاله المصلحة العامة للوطن على مصلحته الشخصية وحبه لذاته.
|
|
|
|
|