| الاقتصادية
كنت أمام التلفاز اتابع الاخبار واذ يصدر أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بتعيين صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمينا عاما للهيئة العليا للسياحة بمرتبة وزير، لقد كان هذا الخبر الذي سمعته سارا جدا بالنسبة لي بل اعتبره مفخرة لنا جميعا كرجال اعمال مستثمرين في صناعة السياحة.
وتعيين صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان لهذا المنصب الهام لم يأت من فراغ وانما النظرة البعيدة لتنظيم السياحة وتدعيمها وتطويرها وكان سلطان الرجل المناسب لهذا المنصب.
ان من يعرف سلطان بن سلمان عن قرب يعجز لسانه وقلمه ان يعطي هذا الرجل حقه وقربي من سلطان بن سلمان ومعرفتي به مهما كتبت او تحدثت فلن اعطيه حقه.
سلطان بن سلمان بوجهة نظري الشخصية رجل دولة من الطراز الاول ورجل اجتماعي مميز ومحبوب على الصعيد المحلي والعالمي ويتمتع بعدة خصال هي:
الاخلاص للوطن لأنه رضع حبه وفطم عليه.
ينتهل من العلم الكثير، مثقف على درجة كبيرة، ذكي، يتمتع بنظرة بعيدة المدى لخدمة الله سبحانه وتعالى ثم مليكه ووطنه.
يتميز بأن لديه طموحا وطموحا بلا حدود ويتميز بالتواضع والتعامل الحسن مع الكبير والصغير.
رجل مواقف مع الذين يعرفهم او الذين لا يعرفهم.
رجل يحب الخير فكانت اسهاماته واضحة من خلال رئاسته لجمعية الاطفال المعاقين.
ماذا اكتب,, ان الكتابة والحديث لن توفي الامير سلطان بن سلمان حقه,, كما ذكرت فنحن فخورون بعتيينه بهذا المنصب الهام ولم يكن فخرنا به جديدا وانما دائما نفتخر به لانه اول رائد فضاء عربي وباعتقادي هذه ليست مفخرة لكل سعودي وانما لكل مواطن عربي مخلص ونفتخر به لأنه رجل الخير فأياديه البيضاء كانت تداعب وتلمس كل طفل معاق يستحق الشفقة والعطف فسلطان كان ابا لذلك.
ان آمالنا وطموحاتنا كبيرة بالهيئة العليا للسياحة لاسيما انه يرأسها سمو سيدي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وباعتقادي أن الهيئة العليا للسياحة برئاسة سموه والتي تضم في عضويتها عددا مميزا من اصحاب السمو والمعالي الوزراء، وبتعيين سمو الامير سلطان بن سلمان امينا عاما لها ستحقق بإذن الله الآمال والطموحات لخدمة قطاع صناعة السياحة لأن السياحة اصبحت صناعة وصناعة هامة يجب الاهتمام بها لأنها تعتبر قوة كبيرة لدعم وتنمية الاقتصاد الوطني.
فلو نظرنا الى بعض الدول نجدها تعطي اولويات اهتمامها لدعم هذا القطاع الهام فمثلا نجد اسبانيا دخلها فقط من السياحة يعادل دخل منطقة الخليج بأكمله بما فيه البترول، ولو نظرنا الى اهمية هذه الصناعة في العالم نجد ان آخر الدراسات لمجلس السياحة العالمي كما ذكرت في مقالي السابق ان القطاع السياحي اصبح اكبر محركات الاقتصاد العالمي فقد بلغت عوائده في العام الماضي 455 مليار دولار اي بارتفاع 3,2% بمقارنة العام الذي قبله، وقد بلغ عدد السياح المسجلين في العالم 657 مليون سائح وبلغت نسبة النمو في الشرق الاوسط 17,5% وهي نسبة عالية جدا.
كما اشارت التقارير ان السياح الخليجيين ينفقون اكثر من 13 مليار سنويا على السياحة الخارجية.
باعتقادي ان هذه الارقام يجب ان تزيدنا تصميما على المضي قدما لخوض هذه الصناعة القوية التي اصبحت بالفعل مصدر دخل لا يستهان به لاسيما في ظل تذبذب اسعار النفط التي تشكل النسبة الكبرى من دخلنا القوي والتي كانت الدولة تعتمد عليه بشكل اساسي ولكن اذا اعطي اهتمام كبير جدا لهذا الموضوع سيكون دخله قويا ونموه سريعا.
وبلاشك ان الدولة رعاها الله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة لم تبخل على هذا القطاع وقدمت له الرعاية منذ بدايته حتى وقف على قدميه وآخر الاهتمام والرعاية هو صدور قرار مجلس الوزراء الموقر بإنشاء الهيئة العليا للسياحة واسنادها الى شخصية هامة في الدولة مثل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظه الله .
وهذا يجعلنا متفائلين جدا ان هذه الهيئة بإذن الله تعالى ستحقق طموحاتنا وآمالنا سواء كنا مواطنين او مستثمرين في هذا المجال ولعلي اجدها مناسبة لكي اضع بعض الاقتراحات التي أنا متأكد بأنها ستكون من اولويات الهيئة والتي آمل ان تحظى باهتمامها في اول اجتماع لها وهي:
أولا: اللجنة الوطنية للسياحة والتي كانت تعتبر اعلى لجنة من القطاع الخاص وتضم نخبة مميزة من رجال الاعمال المستثمرين في هذا القطاع والذين لديهم افكار ومقترحات عديدة لدعم وتنمية هذا القطاع، واللجنة الوطنية للسياحة عقدت 39 اجتماعا وطافت به جميع مناطق المملكة، فإنني اقترح ان يكون هنالك تنسيق ما بين اللجنة الوطنية للسياحة والهيئة العليا للسياحة وأرى ان يكون للجنة الوطنية للسياحة سواء بجميع اعضائها او بعضهم كهيئة استشارية للهيئة العليا للسياحة لأنه على مدى 39 اجتماعا الماضية تضم الكثير من الافكار والمقترحات والمشاكل والعقبات التي تواجه هذا القطاع الهام ووضعت آراء ومقترحات كثيرة لتذليل كافة العقبات.
ثانيا: فصل هيئة الآثار من وزارة المعارف وضمها للهيئة العليا للسياحة لإعادة تنظيمها وترتيبها لأنها عصب السياحة.
ثالثا: فصل إدارة الفنادق والمعارض من وزارة التجارة وضمها للهيئة وإعادة ترتيبها وتنظيمها لأنها من اهم المهام التي تضطلع بها الهيئة العليا للسياحة.
رابعا: شركات ووكالات السفر والسياحة يكون ترخيصها وتنظيمها من قبل الهيئة العليا للسياحة.
خامسا: ان تحظى الخدمات السياحية بدعم الدولة المماثل للصناعة وان تحظى بنفس المميزات للصناعة دون استثناء وعلى سبيل المثال مساواة الفنادق بتعرفة الكهرباء المطبقة على الصناعة.
سادسا: انشاء معاهد وكليات متخصصة في الخدمات السياحية والفندقية لتأهيل وتدريب الشباب السعودي لسد احتياجات هذا القطاع الهام الذي مازال يعاني من نقص الكوادر الوطنية.
ارجو ان تحظى هذه الآراء والمقترحات باهتمام سمو سيدي الامير سلطان بن عبدالعزيز.
واختتم مقالي هذا بأن ادعو الله العلي القدير من صميم قلبي ان يوفق سمو الأمير سلطان بن سلمان في منصبه الجديد وان يعينه على أداء الأمانة التي اوكلت اليه والذي ان شاء الله هو اهل لهذه الثقة,, والله ولي التوفيق.
* رئيس المركز العربي للاتصال والعلاقات الدولية منتدى لرجال الأعمال العرب -عضو اللجنة الوطنية للسياحة
|
|
|
|
|