| الاقتصادية
من الطرق الغريبة التي تستخدم حاليا لخلق وايجاد اساليب جديدة ادارية ذات فائدة اقتصادية لادارة المؤسسات التجارية ما يعرف بطرق التفكير المقلوب المعاكس, ويقصد به استخدام الاضداد والنقائض المغايرة للافكار المشاعر التقليدية المتبعة والمدرجة في الحياة العملية الروتينية, ويتم ذلك عند قلب بعض الاساليب المالوفة رأسا على عقب رغبة وتجديدا لمتخذي وصانعي القرارات بهدف الخروج عن التقنيات المعروفة المتداولة من فترة ماضية وعلى امل الوصول الى حلول جديدة مبتكرة مستقبلية قد تستفيد منها المؤسسة التجارية وبصورة خاصة للتعامل مع مشاكلها الادارية والمالية من جانب أو تحسين ورفع مستوياتها الانتاجية فيها من جانب آخر, وقد تكون هذه الطرق (غير العادية) مفيدة الى حد كبير فى بعض الاحيان وقد تكون عديمة الرجاء والتوفيق للاخذ بها فى احيان اخرى, فاذا ما كانت ذات قيمة مادية ومعنوية للشركة فسرعان ما يؤخذ بها وتبنيها الى حيز الوجود والى اقصى حدود المنفعة لها, اما اذا كانت غير ذلك فيمكن بكل سهولة التخلص منها ونقلها الى الارشيف .
وقد قام بعض الاكاديميين بتطبيق لهذه الممارسات مقرونة بأساليب بارعة لتحقيق منافع ربحية هامشية فوجد ان لها دورا هاما فى رسم البدائل والخيارات الاقتصادية فساعدتهم مساعدة ملموسة فى كسر سلوكية وآلية الروتين والرتابة المعروفة فى العلاقات الادارية التقليدية بغية تنشيط كفاءة العمالة وزيادة منتجاتهم وسلعهم الصناعية في مواقعهم الجغرافية, ومع ذلك فانه ينبغى ان نضيف هنا انه ليس كل نقيض او ضد هو بالضرورة جيد او يحتسب بأنه بديل مناسب يمكن الاعتماد عليه فى خلق وايجاد اساليب ادارية ناجحة, بل على العكس تماما فقد يكون هناك نقيض وضد سخيف غير ذي معنى عند استخدامة, ويجد بعض صانعى القرارات الاستثمارية عند الاستعانة بالنقائض غير الجيد الحرج والاستهزاء من الآخرين حيال تبنى فكرة منافية للعرف والتقليد الاجتماعي فيسارعون بالتراجع والعدول عنها فى اقرب فرصة ممكنة, كما ان بعض الاضداد ليس على قدر كبير من الوضوح الظاهر الذى يمكن عند قلب فكرته ان نحصل على مضمون نافع مادي, وتمر على بعضنا موافق طريفة اجتماعية تحمل فى طياتها اضدادا ونقائض مضحكة محرجة لايحسن ذكرها عامة.
ونأخذ مثلا على ذلك فضد الادارة بالمشي حول المكان الذى تعمل به هو الادارة بملازمة مكتبك الموقر طيلة ساعات العمل بعيدا عن المحادثة لزملاء العمل, وهذا الالتزام يعرف بإدارة الاختبار والذي قصد منه ان كثيرا من رؤساء الادارة يلجؤون الى البقاء عمدا داخل مكاتبهم الوظيفية رغبة منهم فى ان يكونوا بعيدين عن المشاركة الفعلية للمؤسسة من ندوات واجتماعات ومقابلات نحو تطويرها وتحسين ادائها الانتاجي, وهذه الشخصيات تعتبر منعزلة مختبنة بين اربعة جدر فهى اذن انطوائية ذات سلوكية واطوار نفسية صعبة تتحجج باعذار غير صادقة مع نفسها ومع الاخرين مستخدمة ذلك الاسلوب من التعامل الخفي لأسبابها الخاصة بها, والحقيقة انها شخصيات ادارية لها تاريخ مليء بالعقد الدفينة توجه صاحبها الى تجنب الاجتماعيات اليومية وعدم التكيف الاداري مع زملائهم وهي هنا تعكس ما يعاني فاعلها من نقص ثقافي فى اعين الآخرين فى شكل غمزات او لمزات صادرة منهم.
وامام هذا الواقع الاداري الملازم فانه يتهرب بقدر المستطاع من مقابلة الزملاء محاولا ايضا ان يخفض علاقاتة معهم الى ادنى حد ممكن ليبعد عن الاحساس بالدنيوية عند المقارنة بمستوياتهم الاجتماعية, وهنا نجده يعمد فى ادارة الاختباء على الاتكال باصدار الاوامر والتعليمات والتوجيهات من خلف الجدر الاربعة بصرف النظر عن الالمام والمعرفة التامة عما يدور في المؤسسة عن كثب, وعليه فقد تكون تلك الاوامر والتوجيهات بعيدة عن الحياة التى تعيشها المؤسسة مما يسودها من الفوضى الاقتصادية التي هي نتاج تقلب الامزجة والمواقف النفسية الصادرة من مسلك تلك الشخصيات الذين يعانون من ازمات داخلية نفسية, وغالبا ما تكون المحصلة النهائية الحتمية لمؤسسة تدار بإحدى تلك الشخصيات عبارة عن تخبط تخطيطي وتراجع انتاجى كمي ونوعي عندها يكون العمل فيها غير ممتع ومصيرها الخروج من السوق المنافس ,والواجب عليه ان يكون الضد والنقيض الاداري للشركة والمفروض ان يتبع عامة ان تكون مهمة الادارة الاساسية هى توفير النظام والانضباط التام بل ومنحها الاستقرار المالي لها حتى تتمكن من احداث تغييرات ايجابية باستمرار, وتعتبر ادارة الاختباء استنزافا للمواد واستنزافا للجهد والطاقة بعيدة عن الاهداف المنشودة والتطلعات المرجوة بل هي عاملة عن تجاهل المهمات المنوط انجازها, وهنا فقد تقوم ادارة الاضداد على اسقاط المدراء المتصفين بالانعزالية والانطوائية واستبدالها بخير منها تتصف بالحيوية والنشاط والابداع, وعند الاستغناء والاحلال بنوعية وادارة اخرى افضل منها فانه يتوقع ان يتم بها اعادة تتظيم طبقات المؤسسة وتحديد مواقع المشاكل الادارية بل وايجاد حلول عاجلة مناسبة بأدنى تكلفة ممكنه, بعدئذ تظهر المردودات المالية العالية التي بالتأكيد سوف تنال استحسان مساهمي المؤسسة او الشركة الاستثمارية.
* جامعة الملك عبدالعزيز
|
|
|
|
|