أريد أن أحيد في هذه المقالة عن عادتي بالتركيز على الانسان بشكله العام وجها وفعلا وردة فعل,, الى الحديث عن إنسان محدد بعينه,, فعله فعل الكبار وردة فعله فعل الاخيار,, ووجهه المقبل دائما سمح دائما ,, ذلكم هو المربي الشيخ عثمان الصالح الرجل الذي منحه الله القدرة الهائلة على إعطاء كل فرد يلقاه العناية والرعاية والاهتمام الكامل,, مما يدفعك الى ان تبسط نفسك.
سألته مرة,, ان الانطباع العام عن الشيخ عثمان هو انه يمدح كل انسان يعرفه,, فرد اني لم أعرف غير الأخيار,, ولم أر ولم اسمع منهم إلا كل خير,, فكيف لا تريدني ان اذكرهم بالخير؟
اذكر له قصة قرأتها عام 99ه (ربما) في مجلة المبتعث بعنوان انه الوطن تتحدث عن وطن الغريزة لا وطن المصلحة,, تقول: طارت بعض عصافير البصرة جنوبا في محاولة استكشاف المناطق المجاورة لها,, للاستطلاع وليس لطلب العيش,, فالبصرة جنة الدنيا نخيلا وقمحا وماء.
وكل ما اوغلوا جنوبا استقبلوا مزيدا من التصحر,, وبعد مسير ثلاثة ايام وقد توسطوا هضبة نجد,, وهموا بالرجوع الى ديارهم,, وجدوا عصفورا يتظلل تحت ظل حصاة ويرتجف ,, هبطت اليه العصافير وقلن له: ما بالك يا ابن العم ترتجف تحت ظل هذه الحصاة في حموة الظهيرة,, فقال لهم اني ارتجف من الجوع لا من البرد,, واتقي بهذه الحصاة نار الشمس، دعاه (ذكور العصافير) لرفقتهم الى البصرة, فهناك كما يقول اهل نجد ثغب وثيل ,, المهم ذهب معهم العصفور النجدي,,, وفعلا وجدها ثغب وثيل فهو يتنقل في غذائه بين حبوب قمح وعذوق رطب اما الحلا فهو الدبس الذي يجري كنهر جنب نهري دجلة والفرات,, استمر الحال مع صاحبنا العصفور النجدي قرابة اشهر,, او سنوات ,, وفي يوم فقده الرفاق,, واقتصوا اثره في الهواء وبعد مسير ثلاثة ايام وجدوه يستظل تحت ظل حصاة يرتجف من الجوع,, سأله الرفاق,, ما بالك رجعت الى حصاتك هل أساء لك احد؟,, فرد العصفور النجدي,, انه الوطن.
ياشيخ عثمان اهنئكم بوسام الملك عبدالعزيز ,, الذي توج اوسمة الحب والتقدير التي منحكم إياها كل من عرفكم.
|