عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربّما كانت تلك الاطلالة قراءة جميلة في ملامح البُعد الوطني الذي حمله هذا القرار دعماً وتشريفاً لأسواق الخضار,, بل هي قراءة عذبة في شلال المهنة,, خطوة مباركة وقرار شجاع يعكس مدى الاحتفاء بالايدي الوطنية العاملة وحرص المسئولين على اتاحة الفرصة للشباب السعودي للعمل في الاسواق,, هذا الشباب الذي بات يدرك قيمة المهنة وشرف العمل ويحسّ بأهمية الانتماء لموقع في خريطة العطاء,.
نعم,, اسواق الخضار بدأت ترسم الإطار,, تعكس الشّعار,, شعار شبابنا المكافح الذي مضى يفتش له عن مكان في فضاء العمل,, يريد اختصار مسافات البذل والبحث عن آفاق الكسب المشروع من خلال أداء مشرّف,, فما أروع ريشة المهنة حينما تلوّن سواعد هذا الشباب الناهض,, المتحفّز لبناء منجز,, ولم يزل المجتمع يحتفي بكل فتى يقف بشموخ فوق ارض العمل مستهيناً بالصعاب,, حاملاً هويّة المشاركة ليستحيل العمل إلى موقف مشرق يضيء دروب الحضارة,.
إن سعودة اسواق الخضار تجربة جديرة بالمؤازرة والإشادة وهي واجب وطني وضرورة اجتماعية ومنطلق حضاري بل ومطلب حياتي لشريحة من شرائح المجتمع ولا بد ان يشارك الجميع لإنجاحها بدءاً من تجار الجملة وأصحاب المراكز التجارية الذين يقع على عاتقهم فتح المجال لشبابنا ليعملوا بمراكزهم كبديل قادر على ملء المكان بكفاءة واقتدار,, وأعتقد ان هؤلاء التجار قد أدركوا أن العامل الأجنبي هو المستفيد من بضاعتهم بما يسلكه من اساليب وحيل للكسب السريع,, كما أن اللجان الخاصة المتابعة لتنفيذ القرار مطالبة بالوقوف بحزم امام اية محاولة للتستر او تمرير اقدام اجنبية الى ساحات تلك الاسواق,, ثم إن البلديّات ايضاً لا بدّ أن تقوم بتوفير محلات ليمارس فيها اولئك الشباب البيع والشراء وعليهم الاّ يندفعوا ويأخذهم الحماس الزائد او الثقة المفرطة اواليأس المحبط,, لا وقت للمجازفة او المغامرة برأس المال,, وعليهم ان يأخذوا بأسباب الصبر ويحرصوا على فهم اصول المهنة واستيعاب اساليبها والاستفادة من اهل الخبرة في تلك الاسواق,, حتى تؤتي التجربة ثمارها ولا تكون مجرد حماس طارىء وقتي,,وبالتأكيد سيحاول العامل الاجنبي ان يتشبّث بموقعه في تلك الاسواق ممارساً طرقاً شتى متوهّماً أنّ شبابنا لن يصمد في الميدان ولن يتحمل اعباء العمل لكنه سيصاب بالدهشة حينما يرى هذا الشباب قد ملأ الفراغ وقام بالمهمة على خير صورة,, وأعطى روّاد الاسواق انطباعاً حسناً وأقرّ أعين المجتمع,, ومهما يكن من امر فنحن مطالبون بمساندة اولئك الشباب العامل الذي بدأ يستعيد مواقعه في تلك الاسواق بعد ان ادرك ان العمل لا ينحصر في الاطار الوظيفي,, فلم يضيّع الوقت بالبحث عن وظيفة مكتبية,, وانطلق الى ساحات العمل الموسوم بالشرف.
عفواً,, فلتبدأ ايها الشباب المتحمّس,, من هنا تبدأ,, من اسواق الخضار,, محتفياً بالقرار,, أجل القرار الذي اعاد لهذه الاسواق توزانها وصفاءها وسكونها فكم اشتاقت تلك الساحات لسواعد ابنائنا الفتية وكم تلهّفت لرؤيتهم وهم يقومون بالبيع والشراء,.
عذراً شبابنا العامل,, هاهو المجتمع يمنحك فرص العمل,, يشدّ من ازرك,, يرفع من قدرك,, ليبقى دورك المؤثر لتشارك في مشروعنا الكبير السعودة الذي اصبح هدفاً نبيلاً وغاية مباركة في مسيرة حضارة وطننا المعطاء,.
محمد بن عبدالعزيز الموسى بريدة
|