| محليــات
قبل عقدين يزيدان أو ينقصان,.
كانت هناك حركة بنائية واسعة شملت المدينة والقرية، والصحراء والشواطىء، في الأحياء والحارات والطرقات، داخل المدن وعلى أطرافها,,، وربطت المناطق ومحافظاتها وأحياءها بشبكات من الطرق والمواصلات، ارتفعت الأبنية، وامتدت، نُظمت ورسمت الأحياء وخططت، وزينت بالحدائق، والإضاءة، ولوحات الإعلانات، وانتشرت الأسواق التجارية، ونزلت رؤوس الأموال كي تحفر، وتبني وتنشىء وتقيم، وعجَّت البلاد بحركة بناء على كافة الأصعدة، انتشرت المدارس، وأقيمت المجمعات، ونشأت المساكن الاقتصادية، وبنيت الوزارات، والنوادي والجامعات ومرافق الخدمات العامة، ومكاتب الاتصالات،,, ومع كل ذلك كانت هناك حركة مقابلة في بناء الانسان، اذ انتشرت مع المدارس المعاهد المختلفة والكليات المتفاوتة، ومراكز التدريب، ومنح أصحاب الأموال فرص العمل الخاص في دعم مسيرة البناء على مختلف الأوجه,, فنشط الاقتصاد ودبّت حركة حيوية في البنوك والأسواق ومكاتب العمل المختلفة,, وأصبحت هذه البلاد ملتقى الأنظار، وهدف المتطلعين للاستفادة من العمل والتحصيل في تبادل تختلف اتجاهاته باختلاف مجالاته ونتائجه.
كل ذلك لإفادة الانسان فهو عادة محور أي متغيرات اجتماعية.
فهو من يسهم وهو من يستفيد وبالتالي هو من يعيد محصلات ما استفاد في غراس جديدة تُعلي من البناء وتدعم في البقاء.
اليوم تظل حركة البناء سائدة.
ويظل الدأب مستمرا,, فها هي أشكال البناء تتعدد وتختلف وتنافس كبريات المدن الاقتصادية في العالم في مدينة واحدة من مدن هذه البلاد على وجه التخصيص ولضرب المثل مدينة (الرياض),, ففي أشكال البناء الخارجي هاهي تضرب نحو الفضاء بناطحات السحاب في أكبر وأهم شوارعها,, بمثل ما تكتظ بنماذج المجمعات التجارية فيها.
وتمتد حركة البناء الخارجي الذي يتحرك في مداه الإنسان,.
إلى بناء الإنسان,, داخليا: عقله، ونفسه، وجسده,.
وبناء الانسان الداخلي يشمل العناية بتعليمه، والأجواء كلها تكتظ حيوية بقضايا التعليم والتربية والثقافة والفكر، والمعلومات والمعارف، ونشر وسائل وتعدد منافذ الالتقاء بالآخر والوقوف على تجاربه وخبراته باختلافها، بثوابتها ومتغيراتها,.
ان العناية بثقافة الطفل واقامة المعارض العامة في هذا الشأن، ورعاية الموهوبين، والخوض العملي في قضايا الفئات الخاصة، واقامة الندوات والمؤتمرات، وتنشيط التبادل العلمي والثقافي داخليا وخارجيا بالاهتمام بقضايا العلوم والمعارف والاقتصاد والطب، وتخصيص السياحة بهيئة عليا لها يرأسها شاب طامح دؤوب له ريادات في مجالات عديدة وضعت بلاده في مصاف الدول الرائدة في مجال الفضاء، وفي مجال الاهتمام بالمعوقين هو سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز من أجل هذا الإنسان من جهتين أولهما اتاحة فرصة لما حوله كي يتلقى الآخر، وثانيهما كي يكون هذا الآخر وسيلة له الى ما خارج هذا الحول,, فإن في ذلك مزيدا من اتساع قاعدة البناء الذي تعيشه هذه البلاد,,، إذ تشمل ايضا الصحة، والتوعية الصحية بالغذاء والدواء، وبسط المعارف الخاصة بمثالب معطيات الممارسات الخاطئة لتعاطي الأدوية، أو الوقوع في براثن الأدواء المنتشرة من المخدرات، والتدخين، وأمراض الأغذية، ومعرفة مثالب البيئة والعادات الشائعة في التعامل معها,,، ومعرفة أمراضها المزمنة والتوعية بأساليب القضاء عليها من مثل أمراض الجهاز الهضمي، والربو، والحساسية,, وكل ما يدور في كل ما تعجّ به الساحة,.
ان المتطلع الى ما يحدث الآن من نشاط كثيف ومركز ومدروس وشامل ونَشِط وحيوي وله صوت مرتفع تتشنف له المشاعر قبل الآذان,, يتمنى من الله تعالى مزيداً من التوفيق لكل من يضع لبنة، أو يسهم بجهد، أو يدلي برأي، أو يعزز بموقف حركة البناء المباركة هذه التي تعم وتضم وتشمل المجتمع بكل ذرة تراب فيه، وبكل نَفَسٍ بشري يتحرك فوق هذه الذرات.
ما نتطلع إليه هو تقييم هذا الأمر في النفوس.
وتوقيره في الصدور.
والحرص على أن يكون لكل فرد مشاركة صادقة بهدف الحفاظ على ثوابته التي لا يُفرِّطُ فيها وقيمه التي لا غنى عنها ومن ثم اقامة المتغيرات كي تعززها في ضوء معطيات الحياة الحديثة بكل ما توصل اليه الانسان من مقدرات متطورة تخدمه كي ينهض نهضة ثابتة ناجحة معززة بالثقة والحرص والحفاظ عليها كي يتواصل البناء.
|
|
|
|
|