|
| محليــات
* جدة واس
يعد مستشفى الامل بجدة من المستشفيات المتخصصة في علاج مرضى الادمان على المخدرات الذين يعانون من هذا المرض المزمن والمتزايد في نفس الوقت وايا كان المرض فانه يمكن السيطرة عليه واخضاعه للعلاج.
وقال مدير برنامج مستشفى الامل بجدة سهيل البنا ان امراض الادمان ترجع الى اسباب متشعبة ولها عواقب جسيمة واجتماعية ووجدانية وروحية شديدة يتطلب العلاج الناجح لها التوقف عن تعاطيها وتوفير البيئة المناسبة التي تساعد على الشفاء فمن المهم ان يكون المريض على معرفة كافية بأطراف المرض عموما وبتأثيره المحدد على سلامته علاوة على اننا نساعد المرضى لكي يقيموا بأمانة مدى توافقهم مع انفسهم ومع الآخرين وعلى اساس من ذلك يتم تحديد المهارات المطلوبة من اجل تحقيق الشفاء.
وبين ان الادمان عملية لاتقتصر على الفرد بل تؤثر على سائر افراد العائلة ولذلك وكجزء من علاج المرضى المنومين نقوم بتشجيع افراد الاسرة وجميع من يمثلون اهمية في حياة المريض على المشاركة في عملية العلاج.
وعن تاريخ مستشفى الامل بجدة اشار البنا الى انه تم افتتاحه في 7 سبتمبر 1991م بسعة 282 سريرا ويقوم بتنويم المرضى طوال ال 24 ساعة يوميا حيث يقوم الطبيب المعالج بمساعدة الفريق العلاجي باعداد البرنامج العلاجي الذي يحدد من خلاله فترة العلاج بعد تقييم شامل لاحتياجات كل مريض.
من جهة اخرى بين مدير برنامج مستشفى الامل ان المستشفى يشتمل ايضا على قسم العيادات الخارجية الذي يعد بمثابة البوابة المؤدية الى فيض من الخدمات التي يقدمها المستشفى فمنذ انشائه قدم الخدمة لاكثر من 2500 مريض.
وعن التقييم الشامل للمريض قبل التنويم اوضح البنا ان الهدف منه هو تحديد انسب مستوى للرعاية حيث يبدأ بقيام الطبيب بعقد مقابلة شخصية مع المريض ومع الاسرة كلما امكن ذلك وهذا ضروري ليتمكن الطبيب من جمع المعلومات التي لها صلة وثيقة بالمريض لكي يقوم بعمل تشخيص مناسب.
وعلى ضوء ذلك نوه الى انه يتم اجراء فحص طبي للمريض يتطلب منه تقديم عينة من البول لتحليلها ليتمكن الطبيب وفي خلال دقائق قليلة التحقق من نوع وكمية المخدرات التي تعاطاها المريض وبهذا يتقرر اما ان يتم علاج المريض في العيادة الخارجية او يتم علاجه وفقا للبرنامج الداخلي حيث العلاج الاكثر تكثيفا.
واضاف ان المستشفى يتم ايضا الحاق المرضى الذين ليسوا في حاجة الى البرنامج الداخلي المكثف في قسم العيادات الخارجية ليتلقوا برنامج الرعاية النهارية الجزئي الذي يبدأ من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الساعة الخامسة عصرا يقوم الطبيب خلاله بعمل خطة علاج فردية للمريض تتعرض لتقييمه من الناحية البدنية والنفسية وتتضمن العلاج بنوعيه الفردي والجماعي كما هو الحال في التعليم والتثقيف في مجال المخدرات والخمور للمريض وعائلته اضافة الى التقييم الجسمي والنفسي الشامل للمريض حيث يقوم الطبيب بعمل خطة علاج ايضا الى جانب العلاج الفردي والجماعي تتضمن برنامجا تعليميا عن العقاقير والكحول يحضره المريض واسرته.
وعن طرق العلاج المركزة للمدمنين اشار انها تشتمل على تنقية الجسم في البداية من السموم بالطرق الطبية وتعنى ازالة السم والمواد السامة من الجسم فيقوم الطبيب بتقييم حالة المريض ووضع خطة تنقية بما يضمن اجتياز المريض مرحلة الاعراض الانسحابية بشكل امن ومريح على طرق الانقطاع عن المادة التي كان يدمن عليها.
وبين مدير برنامج المستشفى الفائدة من العلاج بالابر الصينية كاحدى الطرق العلاجية من الادمان وهي سيطرتها وتخفيفها لحدة الالام التي يعاني منها المريض نتيجة للعملية الانسحابية بالاضافة الى انها فعالة في خفض التوتر الحاد الذي يعانيه المريض نتيجة الاقلاع عن استعمال العقاقير كما تقلل من اشتهاء المريض للمخدر وتساعده على عدم الرجوع الى التعاطي.
وابان سهيل البنا ان من ضمن طرق العلاج المركزة ايضا العلاج الفردي والجماعي الذي يتضمن تصميم جلسات للعلاج من اجل مساعدة المريض على فهم نفسه بشكل افضل في علاقته بالآخرين وفي اثناء هذه الجلسات يقوم الاخصائيون النفسيون بمساعدة المريض لكي يفهم صراعاته ويحقق فهما اعمق لنفسه ليصبح المريض اكثر تأهيلا لاتخاذ القرار بالابتعاد عن الادمان وان يعيش حياة طبيعية.
كما تتضمن الطرق العلاجية العلاج الاسري لكي لا يعيش المريض في فراغ فادمانه يؤثر على جميع الاشخاص المهتمين به حيث يعقد المستشفى لقاءات مع اسر المرضى والاخصائيين الاجتماعيين تهدف الى مساعدة الاسر لكي تحقق فهما افضل للادمان واثاره السلبية التي تعود عليهم بمثل ما تعود على المريض بالاضافة الى مجموعة التائبين والعلاج الديني الذي يهدف الى تقوية الوازع الديني لدى المريض حيث يذهب المرضى الى المسجد ويشاركون في جميع اجزاء برنامج العلاج الديني.
واختتم مدير برنامج المستشفى حديثه بقوله ان هناك برنامج الارشاد المهني كأحدى الطرق العلاجية المدرجة ضمن اعمال المستشفى وهو الارشاد المهني الذي يتم من خلاله مساعدة المرضى في ايجاد عمل مناسب بمجرد ان يتقدم مستواهم بما يرتقي بهم الى مرحلة ما قبل الخروج ويتم كذلك تعليم المرضى مهارات جديدة مثل اساسيات الكمبيوتر كما يتم تقييم احتياجات كل مريض على حدة.
كما يتم عمل خطة لاحقة للرعاية على اساس فردي لكل مريض تقدم خلال مراحل برنامج المستشفى مع تشجيع المرضى على ان يعودوا الى المستشفى ويستمروا في حضور مجموعة التائبين فضلا عن الانظمة الاخرى التدعيمية التي تساعد على بقاء المريض بعيدا عن التعاطي لكي تتحقق السيطرة الكاملة على هذا المرض ويستطيع المريض ان يعود بعدها طبيعيا ويقلع عن الادمان طوال فترة حياته اذ انه يمكن تحقيق هذا الهدف اذا اكمل المريض جميع مراحل برنامج العلاج في المستشفى واذا كان على استعداد لتكوين واتباع خطة شاملة للرعاية اللاحقة ولما بعد العلاج ويبقى شعارنا اولا واخيرا الامل مازال معقوداً هنا في مستشفى الامل .
|
|
|
|
|
