| أفاق اسلامية
* أوجادين تقرير خاص بالجزيرة
يواجه الآلاف من أهالي منطقة أوجادين في اثيوبيا التي تبلغ نسبة المسلمين فيها 99% خطر الموت من جراء موجة المجاعة التي تكتسح المنطقة نتيجة الجفاف الحاصل بسبب تأخر نزول الأمطار عن مواسمها لمدة أربع سنوات متتالية، وقلة الآبار الارتوازية.
ووفق تقرير لR. R. C منظمة اثيوبية حكومية يلقى في الوقت الحاضر أكثر من ثلاثين شخصا يوميا ما بين طفل رضيع، وشيخ هرم، وامرأة مصرعهم نتيجة لهذه المجاعة، الى جانب اصابة الكثيرين منهم بالأمراض المنتشرة في المنطقة مرض الاسهال الدموي، والدوسنتاريا، وغيرها .
وأبان التقرير ان الوضع المأساوي الذي يغلف المنطقة يحتاج الى مبادرة سريعة وعاجلة من الحكومات والشعوب الاسلامية، لتقديم المعونات والمساعدات العينية والمادية الغذائية والطبية اللازمة لأهالي منطقة أوجادين، لإنقاذهم من خطر الجوع والموت الذي يحصدهم يوميا دون رحمة.
ويشير تقرير R. R. C الى انه سيتضرر من اقليم أوجادين الذي يتكون من تسع محافظات لا سمح الله 1,003,000 شخص، اضافة الى محافظة قودي من جراءالوضع الحالي المتردي، وكذلك فان من المتوقع بناء على التقرير نفسه أن يتضرر من هذه المجاعة حوالي 307,000 نسمة من مناطق قودي، ودنان، واي مي، وفلافو، ومستحيل، وفيرفير، وعداولي بمحافظة قودي.
ويضيف التقرير ان منطقة أوجادين الاثيوبية تعتبر من المناطق المهمة في القرن الأفريقي، وذلك لموقعها الاستراتيجي، وكونها محل الصراعات بين الكنيسة والمسجد عبر التاريخ، وكذلك همزة الوصل بين دول القرن الأفريقي، وهي جيبوتي، واثيوبيا والصومال، وكينيا، ويعتمد أكثر سكانها على الرعي، وتربية المواشي بنسبة 75%، ويمر فيها نهرا شبيلي وويب، ويوجد بها مخزون كبير من المعادن والغاز الطبيعي والنفط الا انها لم تستغل بعد، ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة بناء على احصائيات الحكومة المركزية، وان كان غير المسلم به من قبل الأهالي في المنطقة، حيث يوصلون العدد الى حوالي ثمانية ملايين نسمة.
وذكر تقرير R. R. C ان عدم الاستقرار الأمني في المنطقة بسبب الصراعات الداخلية المناوئة للحكومة، وتأخر الأمطار عن مواسمها،و قلة الآبار الارتوازية، وعدم كفايتها للعدد الهائل من السكان والحيوانات، وجفاف المخازن المائية والآبار وعدم اهتمام الجهات المعنية لمتابعة ومراقبة مشكلات المياه في المنطقة، والاستفادة من مياه الأنهار كل ذلك تسبب في هلاك المواشي والحرث، حيث أجدبت الأرض، ولم يجد أصحاب الماشية حيلة، لانقاذ مئات المواشي، وهي تموت جماعات أمام أعينهم، فنجدها ملقاة في الفلاة وجوانب الطرق وقد نفقت، مما زاد في فقرهم وبؤسهم، وزاد الطين بلة، ومما زاد أيضا الوضع تفاقما انشغال الحكومة الاثيوبية بحربها المريرة مع الحكومة الاريترية تلك الحرب المدمرة والمنسية للعالم أجمع مآسي تلك المنطقة.
ويشير تقرير R. R. C أن كثيرا من أهالي منطقة أوجادين والحكومة المحلية لها قد قدمت نداءات عاجلة وصرخات متتالية للهيئات الدولية والحكومات المانحة بتقديم اغاثات طارئة لأهالي المنطقة، وذلك لتفادي مثل هذا الخطب الجلل، الا انه مع الأسف لم تلق تلك النداءات الاذن الصاغية، لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وبالتالي لم يتحقق شيء، وبالتالي دخلت المنطقة مرحلة متطورة مفجعة من التدهور العام، وأصبحت السمة الظاهرة لأهالي المنطقة الموت الجماعي، وصار مصيرهم مثل مصير حيواناتهم ومواشيهم التي تدفن في مقابر جماعية، وكذلك انتشرت الأوبئة في المنطقة، لقلة المياه الصالحة للشرب وانعدام الأدوية اللازمة حتى أصبح الناس يموتون لأتفه الأسباب اذ ان المنطقة رغم سعة مساحتها وتباعد أطرافها ليس بها سوى مستشفى واحد بامكانيات متواضعة للغاية في عاصمة الأقليم جكجكة ، وهي بعيدة جدا عن وسط المنطقة ناهيك عن كونه لا يفي بتلبية حاجات المجتمع.
واستعرض تقرير المنظمة الاثيوبية R. R. C مناطق الجفاف والمجاعة في منطقة أوجادين، حيث أبان أن مناطق الجفاف تنحصر في ثمانية أقاليم، منها خمسة تضررت تضررا كبيرا، وهي: اقليم جدي، واقليم طنان، واقليم قبردهري، واقليم ورطير، واقليم أفطير، أما الثلاثة الأخرى وهي: اقليم طجحبور، واقليم نجب، واقليم جكجكة فكان تضررها أقل من سابقاتها، الا ان نزوح المتضررين اليها من كل الجهات أصبح ثقلا وعبئا عليها وفوق طاقتها.
وأشار التقرير الى ان عددا من الهيئات والمنظمات الدولية وصلت الى المنطقة للمبادرة في اغاثة ومكافحة المجاعة المنتشرة في منطقة أوجادين، حيث تقوم هيئة رعاية الطفولة الأمريكية في الوقت الحاضر بكفالة 2,000 طفل، لتغذيتهم وعلاجهم بمخيمات قودي، كما باشرت الصليب الأحمر شحن المواد الغذائية من نيروبي الى مطار قودي، وشحن بعضها من مطار قودي الى منطقة دنان، كذلك فقد أرسلت الحكومة الفرنسية شحنات غذائية أولى بلغت 800 كيس من المواد الغذائية، وأيضا هناك منظمة اليونيسيف فقد باشرت أعمالها بتوصيل بعض الأدوية، وهناك هيئة أطباء بلا حدود، ومنظمة S S M الايطالية ستباشر أعمالها قريبا في المنطقة لتقديم ما يطلب منها من مساعدة.
وفي حديث خص به صحيفة الجزيرة أهاب فضيلة الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين في جيبوتي الشيخ فهد بن محمد البرقي الذي زار المنطقة مؤخرا بشعوب وحكومات دول العالم الاسلامي بالمبادرة العاجلة، وتقديم الاغاثة السريعة، وارسال المعونات الفورية الى منطقة اوجادين في اثيوبيا، لانقاذ أهاليها من الموت الذي أخذ يحصدهم بالعشرات الآن وربما بالمئات ان لم يلتفت اليهم أحد، وذلك تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى ، وقوله عليه الصلاة والسلام: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
وقال فضيلته: ان منطقة أوجادين عقب مشاهدتها عن كثب تعيش حالة مأساوية تحتاج الى مبادرة سريعة من المسلمين، حيث ان نسبة المسلمين في المنطقة تبلع 99%، مؤكدا فضيلته على انه ليس هناك في المنطقة حتى تاريخ زيارته من يقف من الدول والهيئات والمنظمات الاسلامية مع أهالي منطقة أوجادين المتضررة، الا تلك المنظمات الغربية التي استعرضها التقرير الحكومي آنفا والتي لا يخفى على الجميع أهدافها.
وفي ختام حديثه لالجزيرة سأل الشيخ فهد البرقي الله جل وعلا ان يكشف ما نزل بالمسلمين من ضر، وان يعين المسلمين لمد يد العون لاخوانهم المتضررين، وان يوفق الجميع لخدمة الاسلام والمسلمين، وتفريج كرب المكروبين، انه سبحانه جواد كريم.
|
|
|
|
|