| أفاق اسلامية
ذكروا لها الشيخ (ن,ص)، وقالوا لها: إن عنده الدواء الشافي والعلاج الناجع لتحقيق مطلبها، ولم تصدق ماسمعت، فهي مستعدة لأن تدفع عشرات الألوف من الريالات، كي تحصل على حلمها، لقد كانت متزوجة منذ خمس سنوات، ولم تحمل إلى الآن، وزوجها يحملها المسؤولية، ويقول لها: إنها عاقر، بل ويهينها وأحياناً يضربها!
ذهبت إلى الشيخ، ودفعت مادفعت، وأعطاها علاجات، ووسائل غريبة، وقدم لها نصائح خيالية بالإضافة لأوراق، عليها كتابات مبهمة، ولكنها مع الأسف لم تحمل، وذات يوم نصحتها إحدى قريباتها المثقفات بأن تذهب إلى الطبيبة، وتجري بعض التحاليل وكان ذلك، وكانت المفاجأة أنها سليمة تماماً، وأكدت الطبيبة بأن الخلل غالباً من زوجها، وفي المساء تمالكت نفسها، وصارحته بالأمر، فجن جنونه، وضربها بشكل مبرح، ولم تمض أيام حتى حدث الطلاق، وتزوج ثانية وثالثة، ولم يحصل حمل، أما هي فقد أنعم الله عليها بزوج صالح وذرية طيبة، إن شاء الله.
القصة تحمل قضية اجتماعية ذات وجهين الأول الدجل الذي يمارسه بعضهم، والثاني ظلم البعض لنسائهم وسوء معاملتهن.
فبالنسبة للوجه الأول فإنه مما لا شك فيه أن المشعوذين موجودون في كل أرجاء المعمورة، وبنسب مختلفة تقل بزيادة الوعي الاجتماعي والثقافي عند أبناء المجتمع، وفي مجتمعنا هم موجودون، وهم يدعون أموراً خارقة وغير مألوفة، ويقولون: إنهم يستطيعون علاج أي مرض، ولا يستعصي عليهم شيء ويقدمون علاجات غريبة ومختلفة نذكر منها: المفاتيح لتحريك الماء مع آية الكرسي والعزائم وكذلك "طاسة الرعبة" والأوراق الغريبة التي تحتوي كتابات كأنها كتابة هيروغليفية.
إن من يقومون بذلك غالباً هم أناس لا يمتلكون من العمل أدنى درجاته، أما من الدين فهم بعيدون عنه وعملهم مناف للشرع، وأولاً وأخيراً هم كاذبون، ويدعون ماليس فيهم، ويسلكون سلوكيات منافية للدين والشرع، قد ينجمون أحياناً عندما يكون الشخص يعاني من اضطراب نفسي ما وقد يشفى بإذن الله مع شعوره وإيمانه بأنه سيشفى بعد هذا العلاج، أو يساعد ذلك على تحسنه، ولكن غالباً ما يفشلون، لابل كثيراً ما يؤدي عملهم إلى زيادة الإصابة، وأحياناً إيذاء الشخص، وكم سمعنا من قصص محزنة انتهكت فيها الأعراض، كان أبطالها أولئك الدجالين السارقين,,!!
ولا شك فيه أن هناك طباً شعبياً معترفاً به، وفيه بعض الأمور العظيمة، وهناك وصفات عربية قديمة مجربة، وفي الآونة الأخيرة اهتم بهذا الأمر الكثير من المعاهد والجامعات في الدول العربية والإسلامية، وكذلك هناك الطب النبوي الذي وصفه الإمام ابن القيم خيروصف ولكن شتان بين ذلك وبين مايقوم به أدعياء الطب أولئك.
إن الطب النبوي والاستشفاء بالقرآن حقائق ثابتة، ولا مجال للشك بجدواها على الإطلاق على مر الأزمنة وفي كل مكان، ولها أصولها وأساسياتها التي لا يجوز موازاتها ومقارنتها بعمل المشعوذين الذين يصفون أنفسهم بأنهم شيوخ، وأولياء إلى ما هنالك من ألقاب لا يستحقون منها شيئاً.
وفي بلادنا بحمد الله فإن التوجيه لتجنب أولئك المشعوذين ومكافحتهم يتم على أعلى المستويات، ولذلك فإن عملهم محدود ووجودهم قليل بالمقارنة، مع بعض البلادان العربية والإسلامية الأخرى، ولكن وجودهم يستدعي تضافر جهود الأفراد والمجتمع للتضييق عليهم، وإبعاد خطرهم، ودجلهم عن أبناء المجتمع.
إن أولئك الدجالين أحياناً يوجد من يساعدهم على تسويق بضاعتهم التي من أمثالها: تاجر يشتري بضاعة مقروءاً عليها من قبل شيخ مشهور، أو حتى زبون يقوم بدعاية لا مثيل لها لأحد أولئك الدجالين، وأحياناً هناك صحف ومجلات تأتينا من الخارج، وهي تقوم بدعاية حضارية وكبيرة لأمثال أولئك الدجالين، وذلك على شكل قراءة للكف، أو الفنجان، ومطالعة الأبراج، والعلاج بطرق غريبة وأحياناً توضع عناوينهم وهواتفهم,,!!.
لسبب ما نجد أن أكثر زبائنهم من النساء، وهم يستغلون ضعف النساء للحصول على أكبر قدر من الأموال والمكاسب، وربما يكون للمجتمع دور في ذلك، حيث يحمل المرأة من المشاكل أكثر ما تحتمل، ويضع على عاتقها كل المصائب، كما رأينا من القصة التي بدأنا بها موضوعنا، وهذا أمر خطير بسبب أنه قد لا يكون للمرأة علاقة بذلك، أو أن المرأة حتى لو كانت هي المريضة ليست بقادرة على التصرف، وعلاج نفسها، وتحتاج لرعاية ومساعدة زوجها، وهذا أمر من حقوقها ومن الواجبات التي تقع على عاتق زوجها، والشرع يطالبه بذلك، ومن هناك نجد مدخلاً للوجه الثاني من القضية، ألا وهو ظلم البعض لأهلهم، ويكفينا للتعليق على ذلك أن نذكر حديث خير الأنام صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله",, والله المستعان
ALOMARI 1420 @yAhoo com
|
|
|
|
|