| الثقافية
المشري بعد الرحيل
تأخذ الكتابة الحميمة عند اي انسان شكل القصيدة تتواصل معه، تتوحد فيه حد التوءمة لأنها لاتخرج هكذا مبرمجة واحترافية إنما تأخذ الكتابة عندها تدفقاً سلسبيلياً كأنها انهمار الصفوة الصفوية في ذروتها,, خصوصاً عندما يكون هذا التدفق الكتابي نابعا من اشراقات وبهاءات المكتوب عنه عبدالعزيز مشري الذي وجدتني مأخوذاً الى أبواب سبعة كلها تحملك الى عالم اشراقاته وعذاباته دون استئذان وهي البساطة/ العمق/ النقاء/ الاحتمال/ الصبر الباسم/ البهجة/ الحلم
عبد الله الخشرمي
***
وقفت برهة استدعي مسيرة عبد العزيز مشري الأديب الانسان والصديق النقي, وفي فيض هذه البرهة التي لم تطل قفزت الى حنجرتي كلمات للشاعر بابلونيرودا وجدتني أرددها انشاداً تمثل فيه عطاء هذا الانسان الرائع.
فأنت لكل الذين اردوا
لوجه الحياة رداءً جميلاً
تمنيت لو يطلع الصبح من قبضتيك
فعلت ماكان حتماً عليك
وماكان حتماً على الناس
جيلاً فجيلاً
بديعة كشغري
***
كلما التقيته أو هاتفته أو قرأت له عملاً أدبياً ضج رأسي بالأسئلة,, التلقائية, الدفء, الدعابة, زوايا مثلت شخصيته المتساوي الأضلاع
تفطرت الكلمات في فمي كلما التقيت بنموذج آخر, حرم هذه النعم الثلاث, يصبح الرأس فارغاً إلا من الحيرة اليباب, يختفي المبتدأ,, ويتخبر الخبر, تغرق تلقائيتي في بركة آسنة من الصمت,,! والتكلف,,! فأنسج بأصابعي على الأريكة إيقاعات عمياء,, أهرب إلى داخلي هروب مشري من موعد الديلزه الذي ينهب منه فرح الطفولة يوم الأحد,, الثلاثاء,, الخميس
كيف تحضر الكلمات,,؟
كيف يصبح عيياً حصراً؟,.
وقد كانت اللغة قبلئذ تتلاطم في الرأس تلاطم المحيط؟
اترانا نستمد تلقائيتنا من الآخر؟
ربما,,!
حسن السبع
***
الى الصديق العذب المبهج عبدالعزيز مشري، الذي قرأت هذا النص ذات مرة,, فنال اعجابه,,.
كنت ومازلت مريضا بالقلب,, ولا ادري حتى هذه اللحظة من العمر المتأخر الطاعن في الحزن,, لماذا كانت اصابعه المائلة للسمرة تقدم لي دفتراً للشيكات,, لحظتها لم أعرف ماذا يقصد بذلك,, بعيدة كل البعد كانت جدة,, بعيدة وكانت أبها في خاطري.
كان من المستحيل العودة إليهما جدة,, وأبها,؟!
فكيف بأمي؟!,.
أخذت الورقة الصغيرة المستطيلة,, وقال لي أبي بحزم وقعها .
محمد علوان
***
لعلي واحدة من اللاتي يتقصين أحوال المرأة,, وحاولت كشف موقعها وماهيتها عند احد كتابنا الذي حكمه مرجعية من نوع خاص مفاده ان المرأة قادرة على التأثير والتأثر إذا ما ظلت حلماً لاينكشف ستاره عند الرجل الدوني الذي يحول الحلم إلى قربان,, والجريرة العظمى في ذلك التحول هي لحظة الاكتشاف اونقطة القبض,, ص 17,, وعبد العزيز كرس جل اهتمامه في فصل الكتابة والمرأة من (مكاشفات السيف والوردة) الى ان اشكاليته الابداعية لايمكن ان تصل الى قمة العطاء والتدفق إلا بوجود عنصر مكمل,, هي المرأة الحلم.
المرأة المتجاورة التي تكمن فيها الاستمرارية المطلقة,, وهو من خلال استطراداته يتخذ شقين متغايرين حسب الرؤية العامة,, وليس كما يرى هو,,
نورة الغامدي
***
فقدت الساحة الروائية فارساً من فرسانها وعلماً من اعلامها القاص والروائي والاديب عبدالعزيز مشري وكان لابداعاته المميزة عطاء ثرّ في ارفف المكتبة السعودية وحاز على النجومية في كثير من ابداعاته الروائية والقصصية وكان لهذا المنبر الإعلامي الرصين الجزيرة مساهمة كبيرة في تكريم هذا المبدع الانسان والمواطن البارع وها هي أنامله وأنفاسه تتوقف مؤذنة بالرحيل الأبدي وهذه سنة من سنن الله في خلقه ولئن اختفى الجسد فوهج الحرف والكلمة باق يدوي في الساحة الثقافية عبر المنابر الإعلامية والثقافية ماحيينا وبهذا الغياب تسقط ورقة من أوراق القصة والرواية السعودية رحمك الله يامشري رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته انه سميع مجيب.
عبدالمحسن بن محمد المحيش
رياض الخبراء
***
للرحيل طعم مر, وللفقد ايادٍ قاسية حين تطال نبض قلوبنا فتحيله حزناً الى نزف اليم.
أحسست بهذا لحظة أن رأيت صورته تعلو خبر نعيه.
فقد كنت في الأيام الماضية اتابع بأمل صفحات الجرائد وعيناي تبحثان عن خبر شفائه وعودته الى مواصلة عطائه في ساحة الكلمة التي من خلالها ظل يزرع ساحات قلوبنا بالأمل ملوحاً الى ان في حياتنا زوايا عدة تبقى مضاءة رغم ظلمات معاناتنا التي يخيل إلينا في لحظات ضعفنا بانها نهاية الحياة فرحيل رجل كالمشري لا يحزن له ذووه فقط بل هو حزن مشاع يسكن قلب كل من عرفه من خلال حرفه الذي بقي يناضل من خلاله ليرسم له حياة افضل رغم تعدد معاناته مع واقعه المؤلم.
رحل مخلفاً صبراً يستجدي الصبر لتحمل فاجعة الفقد.
فمن أين له برجل كالمشري يرافقه بلا ضجر ويصنع به حياة أحلى منتصراً على الإعاقة والمرض.
رحلت ايها المشري.
تشيعك دعواتنا بالمغفرة والرحمة الواسعة فالى جنة الخلد إن شاء الله.
فاطمة عبد المحسن الرومي
|
|
|
|
|