مات عبد العزيز مشري,.
ولا أذكر حزناً مقروءاً
يبعث في نفسي السؤال,, والأسى
مثل أن أقرأ وجع
كل من يكتب عنه,.
وكل من يدون شيئاً من معالم وجوده
بين المثقفين في بلادي,.
لا أعرفه,.
إلا من خلال ما اعتدت أن أقرأه
له,, طيلة خمس سنوات
في ملحق الجزيرة الثقافي,.
تلويحته إطلالة العارف
بأعماق ما يكتب,.
فلم أقرأه إلا جاداً,.
ينطلق من ركيزة معرفية هائلة
ويناقش قضايانا بهدوء عجيب,.
وبعمق غريب,.
أعي منه,, ما تعنيه له الكلمة من هم,.
وما تمثله له الحقيقة من بعد وهدف,.
ولم يكن يمثل غير الحقيقة في ارقى صورها,.
والصدق في أسمى تجلياته,.
يكتب عن المثقفين,.
وعن التعليم,.
وعن ممارسات المعرفة
فتجده يتصدر قائمة الكتاب
الذين تعني لهم الكلمة موقفا ومبدأ,.
وتمثل لهم الغاية الاصلاحية
والقصد المثالي في وجوده ونماذجه,.
اعرفه من قرب,.
والمس وجوده الحميمي
في نفسي,.
لأنه ظل معبرا عن وجود المثقف الحقيقي
الذي يعي قيمة ممارساته
ومصداقية طرحه ورؤياه,,!
قرأت عن تجربته الروائية
فإذا هو يعد من ابرز ممثليها
ويقدم اروع نماذجها,.
حيث ظل الانسان,.
في حالاته المختلفة,.
ضميره الذي لايمل تدوين
تقلباته,, وعراكه,.
ومشواره الطويل
في رحلة الحياة,.
مات عبدالعزيز مشري,.
خبر بحجم الفاجعة,.
لمن كان قريباً في كلماته من النفوس,.
وإذ كانت الكلمة الصادقة
ذكرى عطرة لوجود الانسان
فسيظل عبد العزيز مشري
معنى رائعاً في وجداننا لايغيب
محمد بن صنيتان
|