| العالم اليوم
منذ ان فكر الصهاينة في إنشاء اسرائيل ونحن نشهد عملية مزدوجة ذات وجهين، احد وجهيها سعي الصهاينة وبكل الصور على العمل وتحقيق اهدافهم غير المشروعة بدون أي ضجيج إعلامي ولا نشعر نحن العرب إلا والصهاينة قد فرضوا شيئا لا يلبث العالم الا ويتعامل معه كأمر واقع لا يمكن تجاوزه.
تلك هي فعلتهم حينما اسسوا الوكالة الدولية اليهودية التي كان هدفها المعلن الاهتمام ورعاية شؤون الشتات اليهودي أما هدفها السري والحقيقي فهو اجبار اليهود على الهجرة الى فلسطين بأي صورة مع مدهم بالاموال وبكل ما يحتاجونه، وقد اظهرت وثائق ألمانية غربية ان قادة الصهيونية العالمية كانوا يشجعون كبار المسؤولين في المانيا الهتلرية على اضطهاد اليهود حتى يعجلوا بالهجرة الى فلسطين.
ايضا عملية انشاء الكيان الصهيوني مرت بمراحل مدروسة وتمت بهدوء,, في البداية اقنع اليهود السلطات البريطانية المحتلة لفلسطين بضرورة ضم الشبان اليهود الى القوات العسكرية البريطانية العاملة في فلسطين للاستفادة منهم في محاربة القوات العثمانية، وقد ظهر فيما بعد ان الحفنة القليلة من هؤلاء اليهود كانوا النواة الاولى للعصابات اليهودية التي كانت الاداة العسكرية للوكالة اليهودية في تنفيذ مخططاتها في الاستيلاء على الاراضي العربية ومهاجمة السكان العرب,, وبعد تأسيس الكيان الصهيوني تحولت تلك العصابات,, الى جيش الدفاع الإسرائيلي,,
هكذا يعمل اليهود يخططون بسرية,, وينفذون بهدوء,, ولم يقتصر عملهم هذا على المراحل الاولية لاغتصاب فلسطين بل استمروا في مسلكهم هذا حتى بعد انشاء الكيان الصهيوني وما نراه اليوم في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث تواصل المنظمات الصهيونية تنفيذ مخططاتها بصمت ولا نعلم عنها الا بعد ان تجد النور.
أما في العالم العربي ورغم اننا اصحاب حق مشروع إلا اننا لم نحقق الطموحات التي تتوازى مع شرعية حقوقنا، ربما يعود ذلك الى تضخيم الاهداف إعلاميا ونعطيها هالة كبيرة من الضجيج الإعلامي بهدف صنع قدسية وبطولة مزيفة لرؤساء الانظمة الذين يطرحون تلك الافكار مع علمهم استحالة تنفيذها الا على الورق,, ومن خلال الميكروفونات ,.
نلمس الآن ان حدة الكتابات قد خفت وان الاصوات قد هدأت هل نكون قد تعلمنا الدرس,,؟
ربما ولكن بعد ان قدمنا ثمنا باهظا جدا.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|