عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم معشر الآباء والأمهات وأولادكم أمام بوابة الاختبار
في مشهد موسمي محفوف بالتوجس والتحفز وعبر جو مشحون بمشاعر التوتر والترقب تهب رياح الامتحانات حاملة معها آمال وتطلعات فلذات الاكباد في نزوحهم المبهج بين قوافل العلم وتضاريس المعرفة.
تستعد المدارس لاستقبال الضيف المعتاد,, تتهيأ البيوت للاحتفاء بالقادم الجديد, يلتف الآباء والامهات حول اولادهم يراقبون حركاتهم وسكناتهم,, يثيرون في نفوسهم الحماس ,, يوقدون العزائم,, يشحذون الهمم,, يعبئون الوقت بالنصائح والتوجيهات,, يرصدون الهدايا والمكافآت يمارسون قراءة ابوية حانية,, متوهجة في خواطر ابنائهم وبناتهم يريدون تتويجا مشرفا يحمل بشرى النجاح بعد عام دراسي حافل بالبذل والعطاء.
عفوا معشر الآباء والأمهات:
وقد غدا الامتحان هاجسا مؤرقا يلون اذهان اولادكم بريشة القلق قفوا معهم وهم يخوضون غمار الاختبار امنحوهم خلاصة تجاربكم,, وباقة عواطفكم حرروهم من مشاعر الرهبة والاضطراب وازرعوا في نفوسهم المتوثبة دوائر الثقة والتوكل لتغدو عقولهم مسكونة بالارادة والاصرار,, أزيلوا من افواههم اسطوانة الشكوى ليخففوا نغمة التضجر والتذمر اطردوا عواصف اليأس عن ضمائرهم المثقلة بالمذاكرة,, آه ما اروع هاتيك المرابطة.
عذارا أيها الآباء ايتها الامهات:
انتم على موعد جديد مع اولادكم تحت مظلة الحصاد,, ومازلتم معهم تقفون على ضفاف الانتظار تنتظرون نهاية الاختبار ومازلتم تستحثون خطى الامل في نفوسهم,, ترمقون تفاصيل الكفاح في جباههم الندية بآثار العلم, وتنصتون لخطابهم العابق برياحين المعرفة,, ونعم لكم هذه الايام في ساحة اولادكم ظهور,, ولكم في قلوبهم حضور,, شاركوهم رحلتهم الجميلة في بناء المستقبل واستشراف آفاق النجاح,, لاتحرموهم من حكمٍ تعلي شأن البذل او امثال ترسم طريق العزيمة وتقدم سبيل الهمة ,, رددوا معهم حكمة عربية قديمة تقول: من طلب العلا سهر الليالي ,, واستعيروا من ابي الطيب رائعته على قدر اهل العزم تأتي العزائم , واتركوهم يدونون شعارا نبيلا يخفف وطأة الملل: في الامتحان يكرم المرء او يهان لتستحيل مشاعر الصبر قنديلا يضيء مساءاتهم المكتظة بالدروس, على رسلكم معشر الآباء والأمهات:
اولادكم بحاجة الى وقفتكم الحانية في هذا الوقت,, حاوروا همومهم واستنطقوا هواجسهم وقاسموهم هذه المواجهة الموسومة بالشرف,, تفقدوا حوائجهم,, اقرؤوا معهم جدول الاختبار,, اقيموا حولهم نقاشا يمتص لظى الاجهاد, ان كلماتكم المباركة خير حافز لهم وقد ازمعوا الابحار في فضاء الاختبار,, نعم انتم معهم ,, بقلوبكم ودعائكم فمازال في الرحلة متسع لوقت مستقطع تمنحون فيه ابناءكم زادا أبويا مؤثرا يخلصهم من الضغوط النفسية ويشرع لهم نوافذ الامل.
محمد بن عبدالعزيز الموسى ث الشقة بريدة
|