| محليــات
بعد أن شاع شعور بالتفاؤل بنجاح الجولة الثانية من المفاوضات الأفغانية التي ترعاها منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، وتوصل المتفاوضين إلى اتفاق من عدة عناصر هي:
(أ) وقف إطلاق النار، و(ب) وقف الهجمات العسكرية وعدم تعريض المدنيين لمخاطرها، و(ج) فتح الطرق لقوافل المساعدات الإنسانية للمتضررين من الجفاف والحرب في البلاد، (د) وقف التدخل الأجنبي,.
بعد إعلان الاتفاق أول أمس وحتى صباح أمس على هذه العناصر والذي كان من المنتظر توقيعه الاتفاق أمس، صبّت طالبان رشاً بارداً جداً على هذا كله أطفأ حرارة الشعور بالتفاؤل، وأشاع من جديد برودة التشاؤم من مستقبل أفغانستان التي لم يذق شعبها المنكوب ليلةً هادئةً واحدة منذ عشرين سنة مضت!!
ولا ندري ما هي العقدة الخلافية التي استعصت على الحل في هذه الأزمة الأفغانية التي افتعلها المتفاوضون أنفسهم الذين أعلنوا أمس عجزهم عن حلّها وكأنما هم يقولون بلسان واحد: إنه لم يبق لحل الأزمة غير التدخل الأجنبي بقوة عسكرية على غرار ما حدث في البوسنة وما حدث في كوسوفا.
ونعتقد أنه إذا لم يكن هناك بُدٌّ من مثل هذا التدخل من أجل وحدة أفغانستان تراباً وأهلاً، ومن أجل وضع نهاية سعيدة لهذه الحرب المجنونة التي لا يبررها دين ولا وطنية، ولا يقبلها عقل، فليكن هذا التدخل العسكري الخارجي من أي جهة دولية تملك صلاحية القرار السياسي في مثل هذه الحالة التي يبدو فيها استهتار الفرقاء الأفغان بمصير بلادهم وشعبهم بلا حدود! ولكي يتجنب الأفغان مثل هذا التدخل الخارجي عسكرياً، فليس أمامهم سوى خيار الاتفاق والسلام.
(الجزيرة)
|
|
|
|
|