أنتِ زنبقتي الجميلةُ,.
أفتحُ عينيَّ في الصباحِ,, فأجدكِ تنثرين عبيرَكِ، وفي المساءِ تفعلين,.
كلُّ المدى والأديم تحت عينيَّ ، وبين يديَّ قد امتزجت بذراتهما ذراتُكِ,,، حتى استويا في زنبقةٍ بيضاءَ واحدةٍ،,,.
في شموخكِ، وتوحُّدكِ مع ما حولي,, تجعلين الكون جميلاً بهياً عطراً,.
في السماء أعلى,.
أنظر إليكِ,.
أتملىَّ تقاطيعَكِ,.
في كلِ مستوياتِ النظرِ، وفسحاتِه، وأبعادِه,, أيتها الزنبقةُ تكونين,.
حتى فكري تحوَّل إلى كونٍ أحببتُه كثيراً لأنه لم يعد يحتلُه شئٌ سواكِ ,,, ولقد كان,.
أتدرين أنكِ حين تكونين إليّ,, أنسى غيابَكِ,.
أنسى بُعدَكِ,.
لا أعترفُ بهما أبداً,.
هل أخبرُكِ ماذا أفعل حين يعتصفُني الشوقُ إليكِ؟!
لا أبكي فقط، ولا أتألمُ فقط,,، ولكن
يمتزجُ بكائي بدموعي، بألمي بأنيني,, بضحكي وابتساماتي,.
تركيبةٌ من المشاعرِ والتعبيرِ تتميزُ في خليطها العجيبِ الجميلِ الباهي بسرّكِ,.
يا سرَّ كلِ جميلٍ بهيٍ عجيبٍ,.
أنتِ تعلمين جنوني,.
وأنتِ من يعترفُ به,.
هو ليس من الأسرارِ التي أداريها عن الكونِ بمن فيه,.
لو وقفتُ في بؤرة الكون، وفي مسقطِ قطبهِ وأعلنتُ جنوني,, فتلك ليست قصةً حديثةً، ولا حدثاً مثيراً، ولا عقدةً تُلفت إليها السامعَ، أو تجذب إليها الفضولي كي يتملىّ بقبة قصتي,.
أنتِ قصتي منذ شهقتُ بزفيرِ الحياةِ,.
وأنتِ تعلمين أنكِ من يعلمُ ذلك,, لأنكِ وحدَكِ تعلمين عنكِ ما لا يخفى عنّا معاً,.
أنتِ أنا، وإني أكونكِ,.
وهذا هو الأديمُ والمدى,, والانتشارُ,, والسرُ,, والعلنُ,, والخفايا,.
أنتِ,.
يا زنبقتي الكونية بما فوق وما بين اليدين وما في الحول,.
كيف ترين العالمَ وهو منثورٌ في خطوطكِ,,، موسومٌ بلونكِ، محفوفٌ بعطركِ؟!
صوتكِ وأنتِ تشهقين في شموخ,.
ببحَّات الدمعِ حين تذكُرينني في قصائدِ الفاقدين، والمتوحِّدين,, يأتيني بكِ
ولا أقوى أن أدمع وحدي,.
فتمتزج دموعُنا,, وها هو الكون يشربُها,, فيتمادى في زنبقيته البهية
بشمسكِ,, وضوئكِ,.
حالمةٌ أنتِ,.
وكلُ شفافية تحيط الكون في احتضانها الهادئ المطري، تمنحُ الإحساسَ رهجةَ النبضِ بجمال زخات الندىّ، وضبابية العمق والبحر والمحارات تلك التي تشدُّ في حلمها,, وجاذبيتها,, وأثرها,, وتأثيرها,, ونداءاتها التي لا تفتر,.
فتأخذني الى جوفٍ,, تشكِّلين دفئَه,, وعمقَه,, وحميميتَه,.
مجنونة أدري,.
ولا أجمل من الجنون بكِ,.
والجنون فيكِ,.
أنتِ هنا,, وأنتِ هناك,, وأنتِ في كلِ مكانٍ,, وزمانٍ,.
أتدرين يا زنبقتي بأنني داخل هذه الزهرة الكبيرة المتمادية بعمق وعرض وأبعاد المدى,, والصدى,, واللون,, والرائحة,, فهي الكونُ كلُه,.
هذه الزهرةُ هي أنتِ
وإني في جوفها أنبضُ
وأنتِ بي تكونين
ولا تنتهين أبداً,.
أشتاقُ إليكِ,, وكلَّما فعلتُ، عدتُ أدسُّ نفسي داخل كونكِ كي أدومَ بكِ وأكونَ إليكِ فلا أنتهي,.
*** كيف أنتهي والحياة تنبض في داخلٍ تكونينه وحدكِ,,,؟
*** كيف لا تكويننه وهو ينبضُ لكِ,,؟
*** فوق كفي رسمتِ خطَّ البدء وحين لوَّحتُ بالتحية,.
ركض النّاس جميعاً فوجدتهم أنتِ,,.
*** سوف لن أبكي بُعدكِ أبداً لأنني لن أنسى بعدُ بأنكِ الأقرب اليّ,,.
ولم تتركيني منذ آخر لقاءٍ وأولِ نَطقٍ,,.
|