إلى شرف المعلِّم,, كم تسامى
كرامٌ, كان عشقهمُ,, غراما
رأوا,, في منبر التعليم فضلاً
وأرفع في الحياة لهم مقاما
وأنت شَرُفتَ بالتعليم نهجاً
وشَرَّفتَ المدارس والندامى
ألستَ معلّماً,, أحيا قلوباً
فزادت في محبّته اضطراما
بهذا العلم قد أنهَلتَ نَشئاً
فما رغبوا عن العلم الفطاما
وأيقظتَ الشباب لكل رشدٍ
فصاروا أنجماً زُهراً كراما
لأمّتهم بنوا بالعلم مجداً
وكانوا في مفاخرهم عظاما
وكان العلم نوراً في سُراهم
أزال غشاوةً وطوى ظلاما
يفيء إليك هذا النشء حبّاً
وكم قاموا لهيبتك احتراما
وبين يديك كم نهلوا علوماً
صَفَا وِرداً وطاب لهم مقاما
إلى حوض المُعَلِّم,, كم تنادوا
عِطاشاً,, نحوه وسعوا هياما
فما ملَّوا بساحته,, حضوراً
ولا سئموا بحضرته القياما
أجل,, قم للمعلِّم,, في جلالٍ
أليس جلاله,, أعلى مقاما
ألم يُنشئ عقولاً,, نيِّراتٍ
وروَّى أنفساً كانت حياما
وهذَّبَ كل ذي خُلُق وأبلى
بلاء الصابرين,, فعزّ هاما
إليك بحبِّها,, تسعى قلوبٌ
وتُلقيك التحيةَ والسلاما
وتَقرأ فيك تاريخاً عريضاً
من السنوات أيقَظَتِ النياما
ومن كانت له إقرأ دليلاً
حريٌّ أن يضيء بها الأناما
تراثُ محمدٍ ,, أحيا عقولاً
وأنهلها,, فما عرفت أواما
فوحَّدَ أمةً,, كانت قبيلا
يعيش قطيعةً,, يحيا خصاما
وقامت دولةُ الإسلام تُحي
مَوَاتَ الناس تُعذِرُ من تعامى
فكان االشرقُ,, آخر مُنتَهاها
وكان الغرب أَنفَذَها احتداما
فدال بعزِّها كسرى وألقت
لها الرومُ السيادةَ والزماما
وغادر قيصرُ الفيحاء يبكي
مَغَانٍ كم بها استغنى وهاما
وفي غرناطةٍ ,, كانوا شموساً
أضاؤوها,, وما خَفَروا ذِمَاما
وساروا في ممالكهم ,, عُدُولاً
وعدلاً كان حكمهمُ قَوَاما
مَضَت أيامُهم في العزِّ صَفواً
بها اعتنقوا الجهاد لهم إماما
وما اعتصموا بغير الله ربَّاً
وما كانوا ,, على خَسفٍ نياما
وفي زمن الهوى ,, صرنا شعوباً
وأوجَعَنا الزمانُ بنا خصاما
شربنا كأس فُرقتنا اقتتالاً
وأَنهَلَنا العدا فيها الزؤاما
صَفيَّ قلوبنا,, عُتبَاكَ فَرضٌ
وحُبُّكَ قد تسرَّب في دمانا
وسام القائد الباني هنيئاً
وسام عانقت عَلَماً تسامى