أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th May,2000العدد:10087الطبعةالاولـيالخميس 7 ,صفر 1421

الثقافية

عن المشري
عبد العزيز الصقعبي
يعد عبدالعزيز مشري رحمه الله من الادباء الذين تمثل حياتهم الخاصة والادبية تجربة خاصة ومختلفة تماما، فقد كانت رحلته مع الادب تأخذ خطا موازيا مع رحلته مع الصحافة والفن التشكيلي ومع رحلته مع المرض وحقيقة كنا نحتاج ان نقرأ له سيرة خاصة لهذه التجربة الحياتية التي نادرا ان تتكرر، المشري آثر كعادته ان يقدم شيئا مختلفا فكان كتاب (مكاشفات السيف والوردة) الذي صدر عن نادي ابها الادبي عام 1417ه يقول المشري في مقدمة الكتاب (لقد كُتبت ومواقف التردد تسكن أخبارها,, جاهدت تجنب ذكر الخاص الذي أرى انه لن يفيد المطلع بمفيد وحاذرت ألا يكون ل(السيرة الشخصية) كما يصطلحون إقحام، إلا بقدر احتياجي الكتابي الى شواهدها ومن ذلك المنطلق كان الكتاب متميزا ومختلفا وكان سيرة ادبية قدمها بكل عفوية وتلقائية فبدأها بالحديث عن الكتابة وأحوالها ومزاجيتها وفطريتها والرقيب الذي يقطن داخل الكاتب وهو يرى ان الكتابة الابداعية، هي نوع من الجهاد او (المغامرة) وهي قابلة للهزيمة والانتصار، وقد تطرق لتجربته الابداعية وبالذات رواية (الوسمية) بعد ذلك يفرد المشري جزءاً للحديث عن بداياته تحت مسمى (الكتابة والطفولة) تحدث فيها عن قريته وجده وقراءاته الاولى وعلاقاته الاولى بالقلم والورق واللون, بعد ذلك توقف كثيرا عند القرية ومدى تأثيرها في كتاباته، فهو يرى ان في القرية مراسيم للفرح، والرقص، والميت، وذي الكارثة، والقضية التي تعم، وكل امر يعني للجميع، وقد تطرق لرواية (الغيوم ومنابت الشجر) والتي تحوي تفاصيل دقيقة لمرحلة الطفولة ونشأة الصبا التي عاشها في القرية والتي يرى انها ليست كأي قرية في مكان آخر، وهو لا يعني بالاختلاف في الطبيعة او سبل الانتاج ونوعيتها وما تتشابه فيه قرى المعمورة,, فهو يعني مأكلها ومشربها ولبسها وفلكلورها وقيمها ولدعم هذا الرأي يطلب من القارىء العودة الى قصصه ورواياته, بعد ذلك يتطرق الى موضوع أوسع وأشمل في حديثه عن الكتابة والمناخ الاجتماعي، وقد تناول تجربته الكتابية في مجموعته القصصية الاولى (موت على الماء) والتي تمثل تجربة خاصة ومختلفة عن بقية مجموعاته بدءاً من (أسفار السروي) مرورا بتجاربه الروائية والمرأة لها موقعه خاص عند المشري منذ طفولته وهو يرى ان (المرأة الحلم,, امر ضروري في سمو حياتنا، وطبيعة بيولوجية يحكمها قانون الحياة,, لأننا لا نستطيع الاستغناء عنه ولن يحدث ذلك أبداً اذا حدث كان معناه كسر قانون الحياة, بعد ذلك يتوقف عند موضوع تردد كثيرا في الكتابة عنه وهو المرض لقناعته بأن تجربة المرض اصبحت أليفة له وجزءاً طبيعيا من حياته وهو يرى انه من المسلّم به ألا يذكرها للقارىء لأنها كما يرى مسألة لا تعني للقارىء شيئاً وقد اورد امثلة لعدد من المبدعين الذين يعانون من مشاكل مرضية مثل (رامبو وموباسان وديستويفسكي وأمل دنقل وغيرهم) مشيرا الى تجربته في كتابة مجموعته القصصية (الزهور تبحث عن آنية), وأخيرا يتطرق للحديث عن الكتابة والعزلة مشيرا الى ان العزلة اذا مكنت سلبيتها من الكاتب,, فانها تنعكس بالضرورة على ابداعاته الكتابية، اذ ما يلبث ان يجعل من ذاته محورا حوله تتلولب أطروحاته، وحقيقة يعد كتاب مكاشفات السيف والوردة رؤية خاصة للكتابة والحياة للكاتب المبدع عبدالعزيز مشري رحمه الله اكثر من كونه سيرة ادبية.
أصدقاء المشري
منذ عدة أشهر استعرضت كتاب (ابن السروي,, وذاكرة القرى) وتطرقت بالحديث عن اصدقاء الابداع اصدقاء عبدالعزيز مشري والآن وبعد أن ودعنا الصديق العزيز عبدالعزيز مشري الوداع الابدي ملوحا بتلويحته الاخيرة أجد نفسي ملزما بالطلب من كل الاصدقاء الذين تجمعهم علاقة الكلمة المكتوبة والمقروءة بأن يبقوا اصدقاء للابداع اصدقاء للراحل عبدالعزيز مشري وهنا تأخذ الصداقة معنى اسمى، نحن لا نريد ان نتذكره فقط بعد موته ونكتب عنه كلمات تأبين، الصداقة هذه يجب ان تستمر وأن تفعّل بالسعي لطباعة كل اعماله طبعات شعبية وان توزع على نطاق واسع لتصل ليد كل قارىء داخل وخارج المملكة وحتما هذا لن يكلف كثيرا اضافة الى إقامة ملتقى ثقافي يقدم فيه اوراق عمل تناقش نتاجه الابداعي ويجب ألا ننسى جهد الصديق العزيز علي الدميني في متابعته لتحقيق بعض احلام وطموحات المشري ودعوني اقدم هذا المقطع من قصيدة علي الدميني (لذاكرة القرى والتي اهداها الى عبدالعزيز مشري يرحمه الله .
(سوف يسأل عبدالعزيز عن الناس، عن زهوة
في الحقول عن الذاكرة
عن تفاصيل أبعد من لغة شاعرة
سوف يسألنا عن جبال تحن الى قمحها
عن بلاد تحن الى عرسها
وليال تضم الأحبة
في ليلة مقمرة
سوف يبحث عن صالحة
عن تراب عطية
عن جبة الجد،
عن قلم للكتابة
عن محبرة).
ASALS1999 @ YAHOO. com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved