يموت (آه ما اقصرنا امام قامة الموت),.
يموت,,.
وتنتقل أشجاره وأسراره,, وقراه إلى مكان بعيد بعيد جداً,, يموت ولكن ليس (على الماء),, وإنما بعيداً عنه يودّع الرفاق,.
والكلمات,.
والأسرَّة,, والممرات,, والصباح الذي كان يحبه ويترك اللغة لأحلامها,, يترك الكلام بلا كلام والبياض بلا ورق,.
اخذ البياض ورحل,, ذهب بالحلم تاركاً,, احلامه
ذهب بآلامه,.
ورؤاه,.
بصمته,, وحكمة عبارته التي نسجت هديل الرائحة التي تدحرجت من اعالي (الغيوم ومنابت الشجر) نحو قطعان كان يلمح,.
في تشكلاتها,.
حرية لغته,.
وتدفق سيرته عبر القرى التي رسم على جدرانها حكاياته,, وصوره,.
يرحل المشري بعد ان اشترت كتبه وقنابله الرائعة كل تفاصيلنا,, تاركاً ناي الكتابة,, على السفح,.
والعشق,.
وأحاديث التراب الواضحة,, والصادقة,.
كالصدق الذي كان يريده مختلفاً,, مرتوياً.
بالماء النقي
ماء القرى
والأودية,, والسطور,, وهوامش الركض الذي انهكه ولم يستسلم,.
في طرقات بحثه عن الحقائق,, تلك الواجهات التي كان يراها جيداً
وتلامس فيه وعي الروح بحواس النبض
الحالم بنوافذ أوسع
وجدران أكثر صلابة من الكلام!!
يذهب عبدالعزيز ,.
ويترك العناوين,, والأغلفة,, والأرقام,.
والعيون,, والألسن,, والكلمات,, تحرس بهاء رواياته,, الخضراء
رسم الفجر بطريقته فابتهج بملامحه الضياء,.
رسم العيد بضحكته فأضاءت عتمة نظارته ، مساحات عريضة من الأرض.
سكب الشعر في قوالب لم يكن له ان يمرها
فأمطرتها سيرته شعراً,, وعبارته نزفاً
مترعاً بالغناء,, والتعب.
(آه ما أجودنا بالرثاء,, وما ابخلنا بالثناء على الذين يعيشون معنا,,)
ما هذه العقدة أيها المبدعون.
ها هو عبدالعزيز,, تعب من كل شيء,.
إلا من الرسم,, والكتابة,, وآلالم,, والمرض,.
واجهه باليقين والإيمان,.
وعطرّه بماء الصلاة,, حين غسل السكون بأنامله,.
وحركة لغته,.
ورحل تاركاً كل ما يعنينا
وحاملاً كل ما يعنيه
رحل متفوقاً على الصمت,.
بكلام آخر,, لن نسمعه الآن.
|