أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th May,2000العدد:10087الطبعةالاولـيالخميس 7 ,صفر 1421

الثقافية

الزمن المقلوب
عبد العزيز,, من الأفضل أنك رحلت!!
أحمد عبد الرحمن العرفج
عبدالعزيز,, أعلم ان رسالتي لن تصل إليك ولكن يبقى الوجه الوسيم خير من الحقيقة المرة!!
هل أنا بحاجة ان اقول لك عباراتنا الجاهزة التي نقولها في كل الجنائز التي تخرج من أحشائنا، وتنفر من صدورنا,,؟!
هل أقول فقدنا بفقدك أديباً كبيراً؟!
هل أكتب أنك خسارة للأدب والأدباء؟!
هل أصرخ مثلهم قائلاً: الموت يغيّب المشري، بعد معاناة طويلة مع المرض!؟
حسناً يا سيدي لن أقول ذلك كله,, لأنك,, ذهبت الى الرحمن الرحيم بعد أن بخلنا عليك بابتسامة ناعمة، تتوغل في صفاء نفسك لتنشر الدفء فيها,, وترفع من هبوط الحبر عندك!!
كنت بياضاً يعيش بنا، والآن انت تتلاشى كما يتلاشى (بوح السنابل) لن اقول لك اني حزين، لأنني أحبك، وأعرف أن جوارك الآن خير من جوارنا,, وربك جلّ وعز ألطف وأرحم بك منّا معشر أصحاب القلوب الحجرية !!
أقرأك صباحاً وفي المساء وأتذكر أبا القاسم الشابي، وكأنك أنت قائل هذا (العناد)، وذاك (التحدي):


سأعيش رغم الداء,,، والأعداء
كالنسر, فوق القمة الشماءِ
أرنو الى الشمس المضيئة، هازئاً
بالسحب,,، والأمطار,, والأنواء
لا أرمق الطلَّ الكئيب,, ولا أرى
ما في قرار الهوّة السوداء
أصغي لموسيقى الحياة، ووحيها
وأذيب روح الكون في إنشائي
النور في قلبي,,، وبين جوانحي
فعلامَ أخشى السيرَ في الظلماء!

نعم علامَ تخاف السير في الظلام، وأنت تملك نور العزيمة، وضياء الجد، ومحاربة المستحيل!!؟
تعمل, وأنت المرمي في عذاب الجسد على حين ان من يرتدون تاج العافية يجلسون على رصيف الوقت يطالبون (بتقريع المبدع)!!
عبدالعزيز,, هذه احوال الديار عندما كنت فيها، ولا تسل ماذا أصبحت بعدك!!
كلهم يقولون: (عزاءنا ما ترك من كتب) وأعلم وأنت تعلم قبلي أنهم نسوك قبل مغيب شمس هذا اليوم!!
تصغي لموسيقى الحياة متجاهلاً حقيقة الأوجاع التي تحملها منذ سنوات,,!!
لا تفكر إلا في الإبداع متناسياً ما في قرار الهوة السوداء!!
تحمل النور في قلبك، والصفاء في نفسك,, فلا خوف عليك إن سرت في المدينة المظلمة!!
عبدالعزيز لقد تعودنا أن نكتب المراثي، حتى صارت مراثينا جاهزة، وألفاظنا محفوظة,, فأين الذي يليق بجلال الموت، وألم غيابك؟!
كنت بيننا زهرة تبحث عن آنية والآن رحلت الزهرة وشذاها وتحطمت الآنية على جمر الانتظار!!
بين يديك مكاشفات السيف والوردة لقد تصالح عند قلمك الليل الأسود,, والنهار الأبيض,, هكذا
(قال المغني)!!
تسافر في الغيوم وتسكن في منابت الشجر , ومع هذا يقولون: عبد العزيز رهين السرير.
ها أنت موت على الماء وصمت الشوارع يسكن الدروب، وقد غابت رائحة الكادي ,عبد العزيز: صدقني من الأفضل أنك رحلت فأنت لا تليق بنا ونحن لا نليق بمثلك,وداعاً عبد العزيز وإلى الجنة إن شاء الله، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved