| الثقافية
إلى عبد العزيز مشري في غيابه,, -
يصعبُ عليك أحياناً أن تكتب,, أن تعبر الجسر,.
أن تمضي إلى حيث فوضى المشاعر،
عندما تأخذك إلى غيبوبة الأشياء,.
إلى غابة من التوجسات المنكفئة على نفسها،
فإن تمضي معناه
أن تغادرك الأشياءُ إلى جهة الروح،
أليس ما تبقّى منك
يختبىء في ظلال الكتابة!؟
أليس ماتركته العينان على الشرفةِ
هو الحنين الطافح،
هوحلمُ امرأة يكبر كلما لامسه العابر
لا يوجد في البعيد ماهو الأجمل
من التوحّد والفجيعة،
ولا الأجمل من ابتكار العماء،
حيث في الفقد
تنضّج النجوى، تتآكل المتاهات.
والذي يرفع المسافة عالياً،
تجرحه السماء مثل مشرطٍ مسننٍ بالذكريات
حيث لا أحد هناك,.
لا أحد كي يحفر التيه في أضلاعه
ثم يملؤها بالنقوش والأسماء،
فقط عليك أن تتذكر,.
أن العتبة مازالت هناك,.
وكلما حاولنا العبور
تعثرنا بطيشنا المدلل،
أكان ذلك نزيف النهايات فيما نحن نحاول,,!؟
,, فيما نحن نقفز من جرحٍ الى آخر!؟
أم كانت الكشافة باذخة أيتها الحواف,.
أيتها الغارقة في كنوز الغيب
أما زال الجسدُ الغضُّ
لؤلؤة بيد الطرقات!؟
أما زالت مفاتيحه
تحرس الجهات من سطوة الظل والندم
قد تكون العاصفة ربيبة العابرين
إلى صورهم في الخيال,.
إلى قلاعهم القديمة,.
إلى المهجور من كينونة العافية والنبأ
وطالما كان يحدث ذلك
في غفلة من أنين المنحدرات والسهول
وطالما كان ذلك يفضي
الى وجع الأنفاس في رحلة الخروج
من (المدينة الفاضلة)
غير أنّ الذي يعرف فكرة الموت
سيضع الحياة على السفح
عرضة للمكائد
(تلك التي كنّا نسميها توجساً فراغ النرجس)
هو سيذهب,.
وعليه أن يقوم بذلك,.
ونحن وحدنا من يدرك هذا اليقين،
فالأبواب لاتعرف الوحدة طالما ثمة صرير بانتظارها
أيها الذاهب
الى الوقت كله
إن الرنين يلمع في الأفق:
من يمتحن النجمة في الأعالي؟
من يجلل الغياب بالهيبة؟
من يُنذرُ اللوعةَ للطين.
من يرمم الجدار بأنقاض الألم؟
فهل لديك مايكفي للسقوط,.
مايكفي لأن يقال:
بأنك شبهةُ الإنكسار
ونبوءات الكتابة!؟
محمد الحرز
|
|
|
|
|