أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th May,2000العدد:10087الطبعةالاولـيالخميس 7 ,صفر 1421

مقـالات

الدرر واللطايف في أحاديث الأمير نايف
د, محمد بن خالد الفاضل*
برنامج الأمير نايف حفظه الله خلال هذا الشهر المحرم برنامج حافل مليء باللقاءات والاجتماعات المهمة، وهذا ليس بغريب على سموه فقد اعتاد على مثل هذا الدأب والجد، مع أنه خارج لتوّه من موسم الحج الذي يمثّل الاستنفار بكل صوره، فقد رعى سموه حفل تسليم جائزة الأمير خالد السديري في الغاط وارتجل خلال الحفل كلمة رائعة معبرة شاملة والتقى سموه برجال الأعمال في الغرفة التجارية بالدمام وحاورهم طويلاً حول هموم السعودة ومسؤوليات القطاع الخاص في حديث رائع وشامل، ورعى سموه يوم المهنة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وعقد حواراً مفتوحاً مع إخوانه وابنائه اساتذة الجامعة وطلابها وكان حواراً شاملاً وحافلاً، وترأس سموه في الرياض الاجتماع التشاوري لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي وعقد بعده مؤتمراً صحفياً مطولاً تحدث فيه عن عدد من القضايا، وفي اليوم التالي أي في يوم الاربعاء 23/1/1421ه زار سموه كلية التربية للبنات في الرياض التابعة لرئاسة تعليم البنات وعقد حواراً شاملاً مع طالبات الكلية، واستمر برنامج سموه حافلاً خلال الأسبوع التالي, وقد استوقفني في لقاءات سموه وحواراته المشار إليها بعض اللفتات الرائعة والدرر الثمينة، وليس بوسعي الإحاطة بكل ذلك في هذه العجالة، ولكني سأختار أنموذجاً من اللقاء الاول، وانموذجاً من اللقاء الأخير وأكتفى بهما.
ففي اللقاء الاول المشار إليه والذي عقد في الغاط ارتجل سموه كلمة ضافية معبرة جاء فيها: ,,, نحن محسودون في ديننا، فنجد اليوم من يدّعي باسم حقوق الإنسان ان هناك إخلالاً بحقوق الإنسان في هذه البلاد، نحن نعرف الأذى، وما هو إلا لتشويه الإسلام، فإذا كان هؤلاء سيقولون إننا لا نطبق الشريعة الإسلامية كما وردت في كتاب الله وعلّمنا بها رسول الله عليه الصلاة والسلم وخلفاؤه الراشدون والتابعون فهذا أمر يمكن المناقشة فيه، أما إذا كان الاعتراض على الإسلام كتشريع وعقيدة فنرفض هذا كاملاً، وسنتمسك بالإسلام وسنعيش على الإسلام, وكما عاشه أسلافنا سيعيش حاضرنا وأجيالنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، لأنه لا عزّ لنا إلا بالإسلام، فعلينا ان نعض عليه بالنواجذ، وأن نقول لهم: حددوا وقولوا: هل تطبيق الحدود الشرعية ضد حقوق الإنسان؟ هل التعزيرات الشرعيةلحفظ الأمن ضد حقوق الإنسان؟ هل المعتدى عليه في نفسه أو في عرضه أو في ماله من شخص غلبت عليه النزعة الشريرة هل نرحم المجرم وننسى المعتدى عليه؟ نحن مؤمنون بالله وبالإسلام وسنطبق شرع الله قائلا من يقول، ولن يوجد في هذه الدنيا تشريع وتعامل مع الإنسان أكثر عدالة وأكثر حرصاً من الإسلام, ونقول لهم: قولوا صراحة نحن ضد الإسلام وضد التشريعات الإسلامية، وبالتالي لسنا وحدنا، نحن المسلمين نزيد على ألف وأربعمائة مليون إنسان, فيهم العلماء فليتناقشوا معهم حتى يقنعوا الآخرين، ومع هذا فنحن نعلم أن كل المسلمين معنا في هذا الأمر، فالقضية قضية إسلامية، والقضية أهداف مدبرة من أعداء الإسلام, ونقول: رب العزةوالجلال، قد قال: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم), ونقول: هل نستمر لو لم يرضوا منّا إذا كان السبب هو أننا نتمسك بالإسلام؟ .
وفي اللقاء الأخير المشار إليه الذي تم مع طالبات كلية التربية للبنات في الرياض قال سموه: أنا سعيد هذا اليوم أن التقي ببناتي الطالبات وأخواتي المدرسات والإداريات والمشرفات وأن أسمع منهن ما أتوقع من حرص على عقيدتهن أولاً وقبل كل شيء، لأننا أمة شرفنا الله بالإسلام وهذا شيء يجب ان نتميز به ونفتخر به، ويجب ان نتمسك بهذه العقيدة الإسلامية في كل إمورنا لأنه ليس لنا عز إلا بها، كما ان الإسلام حضّ على العلم والتعليم في ما ينفع الناس في أمور دينهم ودنياهم، فالمرأة نصف المجتمع وهي الأم والأخت والزوجة والبنت والعمة والخالة ولا يصلح المجتمع إلا بصلاح شقيه رجالاً ونساءً، وكم من النساء في تاريخ الإسلام كان لهن دور مشرف، ومطلوب من المرأة أن تشارك مشاركة فاعلة ونافعة في مجتمعها وان تترفع بنفسها عما يسيء إليها في دينها ودنياها، ويجب ان نعتز جميعاً إضافة الى ديننا وعقيدتنا بموروثاتنا من أخلاق وتعامل وان نكون مصدِّرين لا مستقبلين خصوصاً في الأخلاق والتعامل، نَعَم مطلوب منا أن نجاري ونأخذ بالعلم النافع الدنيوي في كل المجالات، ولكن لايبهرنا ما هو موجود في الخارج من مظاهر، ويجب علينا ألا نتأثر بذلك، لأن من يتأثر هو الضعيف ومن يؤثر هو القوي، فإذا تأثرنا بما في خارج المملكة من تصرفات وسلوكيات فهذا يدل للأسف على أننا متلقون فقط وهذا لايليق بالمسلم والمرأة السعودية بشكل خاص, وإننا على ثقة أن المرأة السعودية ستضع نفسها بإذن الله في المكان اللائق بها بين الأمم، والجميع يعلم كم هي مسؤولية المرأة وكم تتحمل في سبيل أداء واجبها من متاعب ومشاق، وما تقوم به من تربية النشء، فكل هذه الأعمال والأدوار تستلزم منا ان نكون داعمين لها لما فيه صلاح أمرها لاداء دورها في المجتمع، وهذا ان شاء الله ما ستكون عليه المرأة السعودية, لنكن واقعيين ونحن نتحدث عن الواقع، ويُقال في الخارج بأن هناك حقوقاً للمرأة وأن هناك اهتماماً بها وتكريماً لها، ولكن لا أعتقد ان هناك ما يماثل تكريم الإسلام للمرأة كما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أيتها الأخوات والبنات الكريمات لنأخذ الواقع وننظر إلى المرأة في الخارج وهي تدفع لأن تكون في أسوأ موقع ومكان لها، بل الواقع أنها تبحث عن رزقها بأن تهين وتبيع نفسها وتكون محل تسلية ومتعة للرجل فقط، فهل ترضى أمرأة مسلمة شريفة بهذا، ثم في هذا المجتمع اي مجتمعنا نجد ان الرجل يضحي بكل شيء من أجل المرأة لتجد ما تأكله وتشربه، ويعمل ليعطيها ويقدم لها الحياة التي تليق بها,,,, إلى آخر حديث سموه الرائع الشيّق، وما تلاه من حوار وإجابات ضافية على اسئلة الحاضرات.
والذي يلفت الانتباه في احاديث سموه هذه وغيرها ان من يقرؤها لايخطر في باله أنها صادرة عن وزير للداخلية لأن الناس اعتادوا من رجال الأمن خارج هذه البلاد كلمات بتراء مظلمة مكفهرة وإنما سيحسبها صادرة من عالم من علماء الشريعة، لأنها تشع نوراً وضياءً وتستند إلى أسس من الكتاب والسنة وتلامس شغاف القلوب لأنها صادرة من القلب، وهذا الأسلوب وهذا النهج هو أثر من مدرسة الملك عبدالعزيز وتوجيهاته التي غرسها في أولاده ورجاله، وإنك لواجد مثل ذلك في كلمات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وغيرهم من فروع هذه الدوحة المباركة, فهنيئاً لنا بهذا النهج وهذه المدرسة وهذه التربية ونسأل الله ان يزيدهم هدى وبصيرة وتوفيقاً وثباتاً على الحق وان يحفظهم ويرفع بهم رايةالإسلام.
*الرياض - جامعة الإمام

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved