| مقـالات
طرحت كثير من المقالات والدراسات فكرة الجامعة المفتوحة، وفكرة الجامعة المفتوحة هي ايجاد وسائل لتثقيف المجتمع خارج الطريقة التقليدية الكلاسيكية التي يتعين فيها على طالب العلم الارتباط بساعات ودوام ومكان وزمان, وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الاغاثية بمبادرة في شهر سبتمبر 1996م وطرح فكرة انشاء جامعة عربية مفتوحة على وزراء التعليم العالي العرب, وقد أحيل المشروع إلى المجلس الوزاري للجامعة العربية (وزراء خارجية الدول العربية) وقوبلت الفكرة بالترحيب.
أما فكرة الجامعة المفتوحة فنستطيع ان نسميها فكرة التعليم والتثقيف عن بعد او من بعيد ويمكن للمتعلم التعلم بعيداً عن أستاذه وعن معهده وبحد أدنى من اشراف المعلم, وللتعليم الجامعي المفتوح خصائص وميزات منها:
أولاً : ان نظام تقويم الاداء للطالب متنوع وذو طابع شمولي ويساعد الدارس في توجيه جهده نحو الأهداف المطلوبة منه بصورة أكثر فعالية.
ثانياً: تحل الجامعة المفتوحة مشكلة الذين يحبون مواصلة التعليم ولكنهم في نفس الوقت عاملون في مؤسسات لا تسمح بإخلائهم للدراسة النظامية.
ثالثاً: ان استخدام الجامعة المفتوحة للوسائط المتعددة المكتوبة والمرئية كالفيديو والتلفزيون والحاسوب والاذاعة وغير ذلك يفتح مجالا للتفاعل بين المتلقي والمادة المدروسة.
وقد قرأنا كثيراً من المقالات عن تجارب ناجحة تمت في دول أخرى منها تجربة ناجحة في كندا وعن التجربة الصينية التي قامت لتثقيف الملايين عبر شبكات الراديو.
وقد غفل الجميع في طروحاتهم عن ان أساس الجامعة المفتوحة موجود في تعاليم الشرع الإسلامي, وإني لأرجع بالذاكرة إلى الثمانينيات الهجرية عندما عرفت طريقي إلى المسجد الحرام لطلب العلم على مشائخ المسجد الحرام, كان المسجد الحرام آنذاك جامعة مفتوحة تعرفت فيها على كبار علماء المسجد الحرام, فمنهم السيد محمد العربي التباني صاحب المؤلفات المتعددة التي منها تحذير العبقري من محاضرات الخضري الذي يرد فيه السيد محمد العربي التباني على محاضرات محمد الخضري في تاريخ الإسلام, ومن مؤلفات تنبيه الباحث السري إلى أخطاء الإمام الكوثري والذي يرد فيه على آراء محمد زاهد الكوثري.
وله كتب في التاريخ والسير, وقد كانت حلقته في حصوة باب العمرة بالحرم الشريف قبلة طلاب العلم وكانت داره بالعتيبية جامعة مفتوحة أخرى, وقد عمر السيد محمد العربي التباني حتى توفى عام 1389ه.
ومن علماء المسجد الحرام في تلك الفترة كان السيد أمين كتبي جامعة حية مفتوحة وكان درسه مليء بالدرر من علوم الفقه والحديث والتفسير أضف إلى ذلك علم النحو الذي كان السيد أمين كتبي علما لا يجارى فيه, ومن علماء المسجد أيضا الشيخ حسن بن محمد المشاط والشيخ محمد نور سيف السيد علوي المالكي وغيرهم رحمهم الله رحمة واسعة,وأخلص من هذا الاستطراد إلى دعوة عاجلة ملحة لانشاء جامعة مفتوحة نساير فيها ركب العلم والتكنولوجيا, إن وجود مثل هذه الجامعة يساعد طالب العلم الحقيقي لاثراء معلوماته في المجال الذي يستحوذ على انتباهه وتفكيره.
|
|
|
|
|