| مقـالات
من يدافع عن حقوق البيئة وحمايتها والمحافظة عليها أمام التصحر المدمر، والاحتطاب الجائر، والصيد المهلك، والتلوث الذي تسببه مصادر كثيرة منها عوادم السيارات ومداخن المصانع وحرائق النفايات!
وتتوزع مسئوليات الحفاظ على البيئة على جهات متعددة منها، مصلحة الارصاد وحماية البيئة وعلى مستوى المنطقة الواحدة، ادارة صحة البيئة في البلدية، وإدارة مسؤولة أخرى في الشؤون الصحية، وأخرى في الشؤون الزراعية!
وتعدد هذه المسؤوليات يجعل الدفاع عن البيئة أمام مصادر التلوث ضعيفا، نحن اليوم بحاجة الى توحيد هذه الجهود لتكون بإمرة جهة حكومية رفيعة المستوى يكون صوتها عاليا، ودفاعها قويا للمحافظة على البيئة من التلوث والضجيج والفساد!
لقد عدنا نرى مناطق صناعية في شمال العمران وقرب أحياء سكنية حديثة، وكان وجود هذه الأماكن قبل ثلاثين سنة يُعد خطأ بحق البيئة!
وعُدنا لنرى منطقة صناعية بخاصرة العمران ايضا وكان ذاك يعد خطيئة في حق المدينة أما اليوم فهو عمل حضاري، ومنجز صناعي وتقدم الى حيث سُحب الدخان والغبار!
لقد كنا من قبل نؤمل أن ترحل الورش المزمنة في قلب المدينة، فإذا هي تبقى وتعزز بمنطقة أخرى لم يكن ذلك ليحدث لو أن للبيئة من يتبنى حمايتها، لكن دمها توزّع على القبائل فأصبح من العسير تحديد المصير!
نحن اليوم في بلادنا في الصف الأول حضاريا ونتقدم دائما الى الأمام الى حيث التعامل النقي والسليم مع المدينة الحديثة لنأخذ من خيرها وندع شرها، نكسب الجانب الايجابي فيها ونتخلص من السلبي، نقطف وردها ونتجنب وخز شوكها!
وقد تعاني أجيالنا مستقبلاً من عناء تأمين رغيف العيش، وقطرة الماء، ومقعد التعليم، وفرصة العمل! لكنها ستعاني بمستوى مضاعف من الحصول على بيئة نظيفة وهواء نقي خال من التلوث! إن العمل من أجل بيئة صحية للاجيال الآتية، يجب أن يبدأ التخطيط له من الآن
ومثلما يضع وزراء التعليم والصناعة والتجارة خططهم للمستقبل، فإننا نتطلع ان نرى وزيراً للبيئة يضع خطة العمل لمستقبل أفضل للبيئة!
إن العالم المتحضر اليوم قد خصص لوزير البيئة مقعده الهام وصلاحيته الهامة، بل إن كثيرا من الدول النامية أخذت تخصص في حكومتها وزارة للبيئة! ونحن اليوم في الطليعة الأولى بين مائتي دولة في العالم تتنافس في مضمار عالمي لتأمين حياة صحية رغيدة لشعوبها.
عبدالكريم ابن صالح الطويان
|
|
|
|
|